ترك برس
رأى الكاتب والمحلل السياسي الروسي، إيفان دانيلوف، أن سياسة الرئيس، الأمريكي دونالد ترامب، تدفع الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، والإيراني، حسن روحاني إلى التحالف مع روسيا، مشيرا إلى أن التعاون بين الدول الثلاث يهدف إلى احتواء النفوذ الأمريكي في المنطقة ولا يقتصر على سوريا وبعض المشاريع الاقتصادية.
جاء ذلك في مقال لدانيلوف نشرته وكالة سبوتنيك، في نسختها الإنجليزية، قال فيه إن التهديد الإرهابي لم يكن الدافع الوحيد الذي جعل تركيا وروسيا وإيران تتناسى خلافاتها، لأن إدارة ترامب تكفلت بحتمية التعاون بين الدول الثلاث بفرضها عقوبات متزامنة عليها.
وأضاف أن قمة طهران أظهرت أنه على الرغم من وجود بعض الخلافات، مثل الهدنة في إدلب، فإن هناك استراتيجية مشتركة بين العواصم الثلاث، وهذه الاستراتيجية لا تترك مجالًا للوجود الأمريكي في سوريا.
وأشار المحلل الروسي إلى أن الدول الثلاث تتجه إلى التبادل التجاري فيما بينها بالعملة المحلية، وتجاوز الدولار في تجارة النفط، الأمر الذي قد يشكل تهديدا لنظام البترودولار بأكمله.
وأردف أنه إذا استمر التوجه الحالي يمكن أن يصبح الروبل نوعًا من الدولار للدول التي فرضت عليها العقوبات حتى وإن كان تقلب سعر الروبل عقبة أمام ذلك، لأنه بالنسبة إلى تلك الدول مثل إيران وتركيا فإن المخاطر السياسية لاستخدام الروبل تفوق كل الاعتبارات الأخرى.
ورأى دانيلوف أن عملية التكامل بين الدول الثلاث قد تستغرق سنوات، إن لم تخرج عن مسارها بسبب بعض الأحداث غير المتوقعة، ولكن ضغوط واشنطن على كل من أنقرة وطهران يجعل التكامل الإقليمي مع موسكو التي تقود الاتحاد الاقتصادي الأوراسي خيارا جذابا لكل من أردوغان وروحاني.
واستطرد الكاتب أن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، إلى جانب إيران وتركيا يمكن أن يكون قوة اقتصادية وسياسية وحتى عسكرية هائلة بما يمتلكه من سوق داخلية ضخمة، واحتياطيات هائلة من النفط والغاز، وقيمة لوجستية كبيرة لأنه سيسيطر على طرق النقل الحيوية بين أوروبا وآسيا.
ونفى أن تكون العملية السياسية بين مثلث موسكو - طهران - أنقرة مقتصرة على التعاون بشأن سوريا أو بعض مشاريع النفط، كما يعتقد بعض المحللين والدبلوماسيين الأوروبيين، ورأى أن بوتين وروحاني وأردوغان يضعون شكلا جديدا من أشكال التعاون الإقليمي يستثني النفوذ الأمريكي من الشرق الأوسط.
وختم الكاتب مقاله بالقول بأن ترامب لم يكن يرغب بالتأكيد في زرع بذور التعاون بين روسيا وتركيا وإيران، وأنه كلما ازداد عداء واشنطن للدول الأخرى، تعززت الجهود لمزيد من التنسيق لإبقاء الولايات المتحدة خارج سوريا وحتى خارج القارة الأوراسية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!