ترك برس
أبدى عدد من الدول الأوروبية، من بينها إيطاليا وبلغاريا والمجر، في الآونة الأخيرة رغبتها في الانضمام إلى مشروع السيل التركي لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى تركيا، ومنها إلى تلك الدول، الأمر الذي يلقي ظلالا من الشك على مستقبل الطفرة المتوقعة في صادرات الغاز الطبيعي الأمريكي إلى الدول الأوروبية.
ويتكون مشروع السيل التركي، من خطي أنابيب سعة كل منهما 15.75 مليار متر مكعب من الغاز سنويا. ويمتد الخطان من روسيا إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا عبر البحر الأسود، على أن يغذي الأنبوب الأول تركيا، والثاني دول جنوب شرقي وجنوبي أوروبا.
وخلال منتدى أمن الطاقة الأوراسي الذي عقد في العاصمة الصربية بلغراد يوم الجمعة الماضي، أعرب وزير التعدين والطاقة الصربي ألكسندر أنتيتش، عن استعداد بلاده للمشاركة في المشروع لتعزيز أمن الطاقة في بلاده. كما شدد وزير التجارة المجري، بيتر سيارتو، على ضرورة أن يمر المشروع ببلغاريا وصربيا والمجر.
وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي أجبر موسكو على إلغاء خط أنابيب السيل الجنوبي "ساوث ستريم" في عام 2014، فإن الغاز الروسي سيجد طريقه إلى جنوب أوروبا عبر السيل التركي، بعد أن أوضح الرئيس الروسي بوتين خلال لقائه برئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، أن الكرملين يدرس ربط إيطاليا بالسيل التركي.
وكان من المقرر أن يمر مشروع "السيل الجنوبي" تحت البحر الأسود إلى كل من بلغاريا وصربيا والمجر، لكن بلغاريا عارضت هذا المشروع، بحجة عدم امتثاله لمعايير الطاقة الأوروبية ما دفع روسيا للتخلي عنه والاستعاضة بـالسيل التركي.
وقال السيناتور الروسي ألكسي بوشكوف، إن بلغاريا ارتكبت خطأ فادحا بعد أن رفضت مشروع السيل الجنوبي، حيث اقتنصت تركيا الفرصة ووقعت مشروع السيل التركي مع روسيا في أكتوبر/ تشرين الأول 2016.
ولكن في شهر أيار/ مايو الماضي أبدى الرئيس البلغاري رومن راديف رغبة بلاده في الانضمام إلى السيل التركي.
و في أيلول/ سبتمبر الماضي وصل رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، إلى روسيا لمناقشة معايير إمدادات الغاز الروسي لعام 2020 وإمكانية تمديد خط أنابيب السيل التركي إلى المجر.
وهكذا وبعد زيارة رئيس الوزراء الإيطالي كونتي إلى موسكو، بدأت قائمة الراغبين في الحصول على الغاز الروسي عبر مشروع السيل التركي في الزيادة التي لا تتناسب مع خطط واشنطن لجعل أوروبا عميلا كبيرا للغاز الأمريكي.
وفي تموز/ يوليو 2018 دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قيادة الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز عدد محطات الغاز الطبيعي المسال في أوروبا لتلقي الغاز الأمريكي. ولكن الأوروبيين يرون أن الغاز الأمريكي غير تنافسي لانه أغلى بكثير من الغاز الذي يمكن الحصول عليه ممن خلال مصادر الإنتاج غير التقليدية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!