ترك برس
بعد ترقّب دام لشهور، شهدت الأيام الماضية، استلام تركيا الشحنة الأولى من منظومة "إس-400" الدفاعية الروسية، وسط تواصل التهديدات والتحذيرات الأمريكية والأوروبية تجاه أنقرة.
وحطت طائرة الشحن الروسية الأولى الحاملة للمنظومة الدفاعية، الجمعة الماضية، في قاعدة "مرتد" (أكنجي سابقاً) العسكري بالعاصمة أنقرة.
الدلالات والرسائل التي حملتها عملية وتوقيت استلام أنقرة للمنظومة الروسية، لم تغب عن أنظار الخبراء والمحللين.
قبل كل شيء، توقيت الاستلام، كان قبل أيام من الذكرى السنوية الثالثة للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا ليلة 15 يوليو/تموز 2016.
ويرى الكاتب الصحفي التركي، أوكان مدرس أوغلو، أن أنقرة أرادت بهذا توجيه رسالة إلى الدول الغربية التي دعمت ولو بشكل غير مباشر، المحاولة الانقلابية الفاشلة.
ومما يعزز رأي الكاتب، هو هبوط طائرات الشحن الروسية التي تحمل "إس -400" في قاعدة "مرتد" العسكرية، والتي كانت مقراً لإدارة المحاولة الانقلابية ليلة 15 يوليو/تموز 2016، ومنها حلقت مقاتلات الانقلابيين لاستهداف البرلمان، والمجمع الرئاسي ومؤسسات حكومية أخرى.
وأوضح الكاتب في مقال له بصحيفة "صباح" أن قادة الانقلاب المتمركزين حينها في قاعدة "مرتد"، كانوا يحظون بدعم "من كنا نظنهم حلفاء لنا. لنكتشف فيما بعد أنهم اختاروا الوقوف إلى جانب الانقلابيين وقرروا إيواءهم."
ويرى الخبير التركي أن شراء تركيا منظومة دفاع جوية من دولة خارج معسكر "ناتو" التي تنتمي إليها، سيشكل محطة هامة في النظام العالمي الجديد، وستكون للخطوة التركية هذه أبعادها السياسية، والاقتصادية والأمنية والاستراتيجية.
وأضاف الكاتب أن شراء أنقرة منظومة "إس-400" الروسية، ليس تحدياً للولايات المتحدة الأمريكية، بل توجيه رسالة للخارج بأن عهد التدخل في السياسات التركية، وتوجيهها بشكل مباشر أو غير مباشر، قد ولى وانقضى.
إحدى الرسائل الأخرى – بحسب الكاتب-، لعملية استلام "إس 400"، هي تزامنها مع قدوم السفير الأمريكي الجديد لدى أنقرة، دافيد ساترفيلد، والذي كان قد صرّح في وقت سابق باعتزامه "الضغط على الأتراك لإجبارهم على التراجع عن شراء منظومة إس 400".
وتعد منظومة "إس-400" واحدة من أكثر منظومات الدفاع الجوي تطورا بالعالم حاليا، وهي من إنتاج شركة "ألماز-أنتي"، المملوكة للحكومة الروسية.
ودخلت المنظومة الخدمة في الجيش الروسي عام 2007، وتعتبر ترقية لمنظومة الدفاع الجوي "إس-300" التي تم تطويرها في تسعينيات القرن الماضي.
وتحذّر الولايات المتحدة، أنقرة من استلامها المنظومة الروسية، مبررة اعتراضها بأن ذلك من شأنه التأثير سلباً على أمن حلف شمال الأطلسي "ناتو"، الأمر الذي تنفيه تركيا وتقترح حلولاً بديلة لتفادي ذلك.
وتهدد واشنطن بفرض عقوبات على أنقرة وإقصائها من مشروع تصنيع مقاتلة "إف -35".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!