ترك برس
كشفت مصادر صحيفة أن تركيا طلبت من فصائل المعارضة السورية رفع الجاهزية العسكرية والاستعداد لعملية مرتقبة في منطقة منبج التي تسيطر عليها ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، المصنفة في قائمة الإرهاب.
وميليشيات (YPG) تشكل العمود الفقري لما بات يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وهي الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، ورغم ذلك تحظى بدعم كبير من الدول الغربية، وفي مقدمتها أمريكا.
صحيفة "عربي21"، نقلت عن "مصدر عسكري معارض" قوله إن تركيا طلبت من "الجيش الوطني" الذي شكلته المعارضة في منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" شمال حلب، رفع الجاهزية العسكرية، والاستعداد لعمل عسكري مرتقب في منبج.
وأوضح المصدر، بحسب الصحيفة، أن الطلب التركي جاء خلال اجتماع عسكري جرى في تركيا قبل يومين، جمع قيادات من الفصائل المنضوية في "الجيش الوطني"، بضباط أتراك رفيعي المستوى.
ووفق المصدر، فإن الجانب التركي أبلغ قيادات الفصائل بتجهيز قوائم عناصر الفصائل التي ستشارك في العمل العسكري، مبينا أن "الفصائل أعدت القوائم، وطلبت من المشاركين الاستعداد للتحرك نحو منبج".
حديث المصدر يأتي تزامنا مع التحركات العسكرية التركية التي تتم على طول الشريط الحدودي السوري، ووصول تعزيزات عسكرية إلى الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود قبالة مناطق سيطرة "قسد".
في السياق ذاته، أفادت مصادر بأن الجيش التركي أرسل قوات استكشافية خاصة إلى مناطق قرب مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة، إضافة إلى إزالة قسم من الجدار المحاذي للمدينة على الحدود السورية التركية.
هذا الأمر فسره محللون بأنه إشارة لاقتراب العملية العـسكرية، التي تخطـط أنقرة لتنفيذها ضـد قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على المدينة.
وأكدت المصادر قيام الجيش التركي، بإزالة الجدار الفاصل بين الأراضي السورية والتركية، في المنطقة المقابلة لمدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي.
بدورها نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن "مصادر دبلوماسية تركية" قولها إن مجموعة عمل مشتركة شكلتها أنقرة وواشنطن مؤخراً لبحث التطورات في سوريا ستناقش في واشنطن، (الخميس)، ولمدة يومين، التطورات المتعلقة بشأن الانسحاب الأميركي، والمنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شرق الفرات، إلى جانب تفعيل اتفاق خريطة الطريق في منبج، فيما يتعلق بسحب (YPG) منها.
وأضافت المصادر، بحسب الصحيفة، أن تركيا كثفت اتصالاتها مع الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، فيما يتعلق بموضوع الانسحاب والمنطقة الآمنة، وتم الاتفاق على عقد اجتماعات في واشنطن وأنقرة لبحث الملف السوري بالكامل.
وقالت إن تركيا تسعى إلى إكمال تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج، الموقع بين الجانبين في الرابع من يونيو (حزيران) 2018، حيث تعهدت الولايات المتحدة بمقتضاه بسحب مسلحي (YPG) في مدى زمني 90 يوماً، وهي الخطوة التي لم تنفذ حتى الآن، والتي يترتب عليها تشكيل مجلس محلي من سكان المدينة الأصليين لإدارتها.
ولفتت المصادر إلى أن خروج (YPG) من منبج يشكل أهمية خاصة لتركيا، لأنه يعني ابتعاد مسلحيها إلى شرق الفرات، وهو ما كانت تطالب به تركيا منذ البداية، حتى تقطع الصلة بين عناصر (YPG) شرق الفرات وفي شمال العراق، وبالتالي تخلي منطقة بعمق نحو 20 ميلاً من حدودها الجنوبية من وجودهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!