كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
حدث تطور هام بخصوص "المنطقة الآمنة"، التي تدور الأحاديث عن إنشائها في شمال سوريا.
أجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار اتصالًا هاتفيًّا مع نظيره الأمريكي مارك اسبر قبل يومين أبلغه فيه بأنه إذا لم يتوصل البلدان لتفاهم مشترك فإن تركيا سنتشئ المنطقة الآمنة بمفردها.
أكار كان قد بحث مسألة المنطقة الآمنة مع وفد أمريكي الأسبوع الماضي، ولا شك أن هناك أسباب هامة دعت وزير الدفاع التركي للاتصال مجددًا بنظيره الأمريكي.
من المعروف أن واشنطن تماطل أنقرة بخصوص المنطقة الآمنة، فلا بد أن هناك تطور أو تحرك أكبر من ذلك.
***
نعم، هناك سبب وارء اتصال أكار بنظيره اسبر وإبلاغه بأسلوب مفاده أن تركيا توجه "التحذير الأخير".
وهذا السبب هو تسريبات عن خطة إنشاء "منطقة آمنة" مختلفة تخطط الولايات المتحدة من خلالها خلسة لقطع الطريق أمام تركيا.
بينما تماطل الولايات المتحدة تركيا، كما هو الحال في منبج، من جهة، تعمل على خطة لتشكيل منطقة آمنة تقصي منها أنقرة، من جهة أخرى.
تسابق واشنطن الزمن من أجل قطع الطريق أمام أنقرة. ومع تسرب الأنباء عن تحركات القوات الأمريكية في سوريا بدأت تركيا التحرك أيضًا من أجل عدم فقدان زمام المبادرة فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة.
***
أبلغت أنقرة واشنطن أنه إذا لم يتوصل البلدان إلى تفاهم مشترك فإن تركيا ستنشئ المنطقة الآمنة بمفردها.
هذه الرسالة تعني أن أنقرة لن تسمح بأي نموذج أو حل يقصي تركيا من مسألة إنشاء المنطقة الآمنة، وهي في الوقت ذاته بمثابة التحذير الأخير.
تتبع أنقرة هذه المرة سياسة هجومية من أجل عدم فقدان زمام المبادرة. فقد أضاعت الفرصة من قبل في منبج إثر الوعود الأمريكية.
كما أن الولايات المتحدة قطعت الطريق أمام التدخل العسكري التركي في شرق الفرات بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده وطلبه من تركيا إنشاء منطقة آمنة.
لن تسمح تركيا هذه المرة بحدوث أمر مشابه. في حال عدم توصل تركيا والولايات المتحدة إلى "تفاهم مشترك" فإن أنقرة ستنشئ المنطقة الآمنة بمفردها.
هذا العزم تصدقه تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي قال فيها: "سوف نقطع الحزام الإرهابي إربًا". ولا يبدو أن هناك خيار آخر أمام واشنطن سوى "التفاهم المشترك" مع أنقرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس