ترك برس
اتهم الكاتب الصحفي الأرمني، ماميكون بامايان، دوائر سياسية غربية والسياسيين المتشددين في أرمينيا، بشيطنة تركيا والتلاعب بالرأي العام الأرمني بهدف الاستفادة من استمرار النزاع بين تركيا والأرمن.
وقال بامايان في مقال نشره موقع فستنيك كفكازا، إن سياسة "تركيا فوبيا" لم تكن لتنجح داخل أرمينيا لو لم يتم بثها بين ممثلي الشتات الأرمني في الخارج الذين يتم استغلال مصالحهم بمهارة من قبل السياسيين الغربيين الذين يسعون للحصول على الدعم السياسي.
وأوضح بامايان أن نحو مليوني أرميني يعيشون في الولايان المتحدة، ولا سيما في كاليفورنيا وماساشوستس ونيويورك. ولم يفوت جميع الرؤساء الأميركيين تقريبًا، بدءًا من جورج بوش الأب إلى دونالد ترامب، الفرصة لحشد دعم الناخبين الأرمن المؤثر باستخدام الخطاب المعادي لتركيا.
ولفت إلى أن القرار الذي تبناه مجلس النواب الأمريكي نهاية الشهر الماضي والذي يعترف بأن الأحداث التي وقعت في الإمبراطورية العثمانية من 1915 إلى 1923 هي "إبادة جماعية"، ليس أكثر من حملة انتخابية أخرى، كما أنه انعكاس للتناقضات الحالية بين الولايات المتحدة وتركيا، لكنه لا يعكس وجهة نظر أمريكا حول مشكلة العلاقات التركية الأرمنية.
وأشار إلى أن الرئيسين الفرنسيين السابقين الرؤساء نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند وعدا خلال حملاتهم الانتخابية أكثر من مليون أرمني يعيشون في فرنسا بالحصول على اعتراف دولي بـ"الإبادة الجماعية"، ثم تناسوا هذه الوعود بعد انتخابهم.
وفي ألمانيا عندما يريد البوندستاغ أن يختلف مع سياسات أنقرة، فإنهم يتذكرون التناقضات التركية الأرمنية، ويعتمدون قرارًا آخر يدين الموقف التركي الرسمي.
وأردف أن حزب الخضر وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي غالبًا ما يتلاعبان بالرأي العام للجالية الأرمنية في ألمانيا لإضعاف موقف الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي تدعمه عادة الأغلبية المطلقة من الأتراك في ألمانيا.
واعترف الكاتب بأن أرمينيا الحديثة ليس لديها أي دعاوى بشأن الأراضي من تركيا، لكن النخب السياسية والأرمن المتشددين يواصلون الضغط على تركيا للاعتراف بما يزعم أنه مذبحة للأرمن.
ووفقًا للكاتب، فإن التصور الخاطئ لمشكلة العلاقات التركية الأرمنية ناتج عن وجهة نظر أحادية الجانب. فعند الحديث عن الأحداث المأساوية للحرب العالمية الأولى، يتجاهل العديد من الخبراء السياق التاريخي والوضع الحقيقي في شرق وجنوب شرق الإمبراطورية العثمانية.
وختم مقاله بأن الساسة العالميين يدركون جيدًا مدى أهمية السمعة الدولية وكيف يمكن كسب المال من ورائها. يدين عشرات من أعضاء الكونغرس الأمريكيين السابقين والحاليين الذين يساعدون الأرمن في بحثهم عن عدو خارجي بالكثير لدعم الناخبين الأرمن ومواردهم المالية، دون أن يفعلوا شيئا للتقريب بين الشعبين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!