ترك برس
قال المحلل الأمني التركي، متين غورجان، إن تأجيل تركيا تسلم الدفعة الثانية من منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400 يرجع إلى رغبة أنقرة في استخدام ذلك كورقة رابحة في التفاوض الدبلوماسي مع الولايات المتحدة وحلف الناتو.
لكن غورجان لفت في تقرير نشره موقع المونيتور، إلى أنه بمجرد وصول الصواريخ إلى تركيا وتحميلها على منصات الإطلاق، سيتم تشغيل النظام بالكامل.
وفي مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أعلن مستشار الصناعات الدفاعية التركية، إسماعيل دمير، أن تسليم الدفعة الثانية من منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400 إلى تركيا قد يتأجل إلى ما بعد الموعد المزمع في 2020؛ بسبب المحادثات حول تبادل التكنولوجيا والإنتاج المشترك.
وحول التجارب التي أجرتها أنقرة على أنظمة الرادار التابعة لإس- 400، في 25-26 نوفمبر الماضي، قال غورجان إن السماح لوسائل الإعلام بتصوير الاختبارات وعدم إنكار أنقرة إجراءها أظهر أن تركيا أرادت أن يعرف العالم عن هذه التجربة التجريبية، على الرغم من أنه كان من الممكن أن يتم ذلك بسرية تامة.
وأوضح أنه كان من الممكن اختبار نظام الكشف على ارتفاعات عالية وطويلة المدى دون تعبئة طائرات إف 16، وكان من الممكن تدريب الموظفين على تحديد دقة فرز الطائرات ما بين "صديق وعدو" لمعرفة ما إذا كان النظام يمكنه التعرف بأمان على طائرات F-4E و F-16 وتحديد ما إذا كان باستطاعتهم اكتشاف الطائرات في الوقت المناسب.
وقال ليفيل أوزغول، المحلل في Turkish Defense News: "هذه الاختبارات سيعقبها اختبار منصات أخرى، مثل الطائرات بدون طيار غير المسلحة والمسلحة، والطائرات المستهدفة ومحاكاة صاروخ كروز. الهدف هو أن تكون جاهزة ضد الأهداف الرئيسية بنهاية كانون الأول/ ديسمبر 2019، أي تحقيق القدرة التشغيلية الأولية التي تتبعها القدرة التشغيلية الكاملة."
ووفقا لغورجان، فإن من المحتمل أن يتم تنفيذ هذه المرحلة في الغالب من قبل الضباط والفنيين الروس ولن يتم تسليمها إلى الموظفين الأتراك إلا عند تحقيق القدرة التشغيلية الكاملة.
بدورة رأى خبير الدفاع الجوي، هاكان كيليتش، أن اختبار أنظمة الرادار كان رسالة دبلوماسية أكثر من كونه علاقة فنية. أظهر الاختبار أن أنقرة مصممة على تشغيل S-400s.
وقال كيليتش: "سيتم اختبار كل من الموظفين وبطاريات S-400 بشكل مستمر حتى نيسان/ أبريل 2020. سيكون هناك اختبار لإطلاق النار في مناطق إطلاق النار في ولاية قونية. لكن هناك من يقول إن اختبارات إطلاق النار أجريت بالفعل في روسيا أمام أفراد أتراك".
ولفت غورجان إلى أن روسيا ترغب بوضوح في بيع أسطول ثانٍ من صواريخ إس 400 لتركيا. لكن أنباء هذا الاحتمال أثارت الدهشة في واشنطن. ووصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اختبار أنقرة للصورايخ الروسية بأنه مثير للقل". وقال إن الولايات المتحدة أوضحت لتركيا أن واشنطن تريد أن ترى أنقرة تبتعد عن التشغيل الكامل لنظام الدفاع الجوي S-400.
ولكن المحلل أوزغول يرى أن من المستحيل إيجاد حل وسط لهذه القضية لأن مطالب الجانبين متناقضة تمامًا.
وأوضح أن: "الولايات المتحدة تطلب من تركيا التخلص الكامل من بطاريات S-400 دون أي مساومة. من جانبها تقول تركيا إنه يجب إيجاد صيغة للاستخدام المشترك للطائرة S-400 وF-35 من قبل القوات الجوية التركية. وحتى إذا لم يتم التوصل إلى مثل هذا الحل، فليس من الطبيعي أن تتخلى تركيا عن طائرات S-400".
وأضاف أوزغول أن أنقرة وواشنطن دخلتا نفق اللاعودة. ومن المحتمل أن يتم تطبيق قانون "مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات" وعقوبات أخرى على تركيا، لأنه في حال عدم فرض عقوبات، فإن مصر والهند وإندونيسيا وفيتنام والإمارات لن تشعر بالقلق بشأن الإجراءات الأمريكية وستتجه نحو الأنظمة الروسية.
وختم غورجان تقريره بأن تسليم صواريخ S-400 إلى أنقرة يكتسب أهمية. وإذا كانت الصواريخ قد شحنت منذ فترة طويلة إلى أنقرة، فهذا يعني أننا بالفعل في نفق اللاعودة. ولكن إذا لم يتم شحنها، فلا تزال هناك فرصة لحل دبلوماسي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!