
ترك برس
يعمل محمد شيرين تشيشك، سائقا للحافلة الصغيرة التي تسمى في تركيا "ميني بوس" (Minibus) أو "دولموش"، على خط "زيتون بورنو - بكر كوي"، وفي أثناء عمله يلفت انتباه الركاب إلى المشكلات الاجتماعية، وذلك من خلال الملصقات التي يقوم بتعليقها في داخل وخارج حافلته، كما يقوم بتوزيع الطعام على حيوانات الشوارع.
يبلغ محمد من العمر 38 عاما، وهو واحد من عشرات سائقي الميني بوس، الذين يعملون على الخط نفسه، لكنه الوحيد في تركيا الذي يقوم بهذا العمل الفريد الذي يهدف من ورائه إلى خلق وعي اجتماعي من خلال هذه الملصقات.
تتناول الملصقات التي يعلقها مقالات عن قضايا اجتماعية تواكب مشكلات الحياة اليومية، ومن هذه القضايا العنف ضد المرأة، وإساءة معاملة الأطفال، وحقوق الحيوانات، وحقوق المعاقين، وغيرها من المواضيع التي تهم الركاب وتمس حياتهم، وتلاقي هذه الملصقات إعجابا و تقديرا من ركاب الحافلة.
اطلق تشيشك على حافلته الصغيرة اسم "مبني بوس الخير"، التي يوجه من خلال ملصقاتها رسالة إلى المجتمع، تحمل حلولا لقضايا اجتماعية تهم الأفراد، فمشاكل المجتمع تنبع من مشاكل الأفراد الخاصة.
وفي حديث لقناة "تي ري تي هابر"، أشار تشيشك إلى أنه يحترم جميع الكائنات الحية في العالم، ويريد أن يغرس هذا الشعور عبر ملصقاته لدى راكب يركب حافلته، وقال: "في هذا العالم لو تألم طفل ما لأنه وقع على الأرض عليك أن تتألم لألمه".
وعن اهتمامه بالحيوانات يقول تشيشك: "إن جزءا من راتبي ومن دخل الميني بوس، مخصص لحيوانات الشوارع الضالة التي لا صاحب لها"، حيث يقوم تشيشك ببيع عبوات الماء في حافلته الصغيرة للركاب من أجل تأمين طعام للحيوانات، ويعلق في داخل حافلته ملصقًا كتب فيه "بيع الماء في هذه الحافلة من أجل إطعام حيوانات الشوارع، القنينة بليرة واحدة".
وبعد أن يشتري تشيشك طعام الحيوانات الجاف، يقوم بتقسيمه في عبوات صغيرة، ويعطيها للراكبين في حافلته، راجيا منهم أن يعطوها لحيوانات الشوارع الضالة في منطقتهم. ويقول إن جميع الراكبين يرحبون بالتعاون معه ولم يرفضوا طلبه، و بفضل هؤلاء الركاب انتشر طعام الحيوانات الذي اشتراه تشيشك في جميع أنحاء إسطنبول.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!