ترك برس
استنكر نائب وزير الخارجية التركي ورئيس شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا، فاروق قايمقجي، المذابح المروعة التي ارتكبها الأرمن يوم 26 فبراير 1992، بحق المدنيين في أذربيجان.
جاء ذلك في كلمة ألقاها قايمقجي، خلال أعمال الدورة الـ 43 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، تعليقًا على مجزرة خوجالي التي قامت بها القوات الأرمينية في إقليم قرة باغ بأذربيجان.
وأشار المسؤول التركي إلى أن أكثر من مليون مواطن أذري نزحوا عن مناطقهم نتيجة "الاحتلال الأرمني" لـ 20 بالمئة من الأراضي الأذرية. وفق ما أوردت وكالة الأناضول التركية.
وشدد على إمكانية إيجاد حل سلمي لوقف الاشتباكات في إقليم "قرة باغ" بأذربيجان، عبر احترام سيادة ووحدة الأراضي الأذرية.
وفي وقت سابق اليوم، نشرت وزارة الخارجية التركية بيانًا صحفيًا حول الذكرى السنوية الثامنة والعشرين لمجزرة خوجالي.
وجاء في بيان: "قامت القوات في جمهورية أرمينيا بمهاجمة مدينة خوجالي الواقعة في منطقة ناغورني كاراباغ الأذرية بتاريخ 26 شباط/فبراير 1992، والتي أدى إلى قتل 613 مواطنا أذريا بريئا بوحشية، من بينهم 106 من النساء و63 من الأطفال و70 من كبار السن، وإصابة المئات بجروح.
بالإضافة إلى ذلك، تم أسر أكثر من ألف شخص من قبل القوات الأرمينية. وما زال مصير المفقودين مجهولا لغاية اليوم.
نتيجة لاحتلال الأراضي الأذرية بما في ذلك هذا العدوان اللاإنساني ضد المدنيين، اضطر أكثر من مليون أذري إلى مغادرة منازلهم والعيش كلاجئين في بلدهم. واليوم، لا يزال خُمس الأراضي الأذرية تقع تحت الاحتلال الأرمني.
ندين بشدة هذه المجزرة، واستمرار احتلال الأراضي الأذرية منذ سنوات.
نعرب عن مشاطرتنا وإحساسنا العميق بالآلام التي تعرض لها أشقاؤنا الأذريون قبل 28 عاماً في خوجالي. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الضحايا الذين فقدوا حياتهم خلال هذه المأساة بواسع رحمته، ونتقدم بأحر التعازي لعموم الأشقاء الأذريين".
**مذابح مروعة
وفي 26 فبراير/ شباط 1992، ارتكبت وحدات من الجيش الأرميني، مجزرة في منطقة خوجالي بإقليم "قره باغ"، الذي تحتله أرمينيا منذ ذلك الحين.
لقد بدأ الأرمن، إبان تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 بمحاصرة مدينة خوجالي التي تضم المطار الوحيد في المنطقة، والاستيلاء على المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية فيها.
واعتبارًا من 25 فبراير/ شباط 1992، كثّف الأرمن هجماتهم على المنطقة بالتعاون مع الفوج 366 السوفيتي المتمركز قرب مدينة خانكندي الأذربيجانية.
قتل الأرمن بدم بارد، مئات المدنيين الأذربيجانيين وأقدموا على تعذيب الأسرى، ليرتكبوا عقبها واحدة من المذابح الأكثر دموية في القرن العشرين.
لقد أقدم الأرمن من خلال هذه المجزرة على قتل 613 مواطنًا أذربيجانيًا بينهم 106 امرأة، و70 من كبار السن، و63 طفلًا، فيما أسرت القوات الأرمينية ألفًا و275 أذربيجانيًا، 150 منهم في عداد المفقودين حتى اليوم.
نجا من هذه المجزرة 487 شخصاً أصيبوا بجروح بالغة، بينهم 76 طفلاً، فيما اختفت 8 عائلات بالكامل خلال المذبحة، وفقد 25 طفلاً كلا والديهما، فيما فقد 130 طفلاً أحد والديهما.
بالإضافة إلى ذلك، بلغت قيمة الأضرار التي لحقت بالدولة الأذربيجانية بسبب الاحتلال 170 مليون دولار.
إن فحوصات الطب الشرعي وشهادات الشهود على المذبحة، تثبت بوضوح تعرض سكان خوجالي لتعذيب وحشي على يد الأرمن، مثل سلخ جلد الرؤوس وقطع الأنف والآذان والأعضاء التناسلية وفقء العيون، دون تمييز بين النساء وكبار السن والأطفال.
أظهرت الصور والتسجيلات المصوَّرة التي التقطت في ذلك الوقت، تعرض الضحايا لقطع رؤوس وحرق وبقر بطون النساء الحوامل، ما كشف هول المذبحة ووحشية المجرمين.
ووفقًا لأذربيجان، فإن ما حدث في خوجالي يعد انتهاكًا خطيرًا لعدد كبير من الاتفاقيات الدولية وأبرزها، اتفاقية جنيف لعام 1949، واتفاقية الأمم المتحدة لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، واتفاقية الحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب والعقوبات اللاإنسانية والمهينة واتفاقية حقوق الطفل، وغيرها من الاتفاقيات.
وقد أوضحت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في قرارها الصادر 22 أبريل / نيسان 2010، أن الأحداث التي شهدتها خوجالي، تعادل جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!