ترك برس
رغم ممارسات العداء والكراهية التي كانوا يواجهونها سابقاً من قبل بعض المجتمعات الأوروبية، دأبت الجالية التركية في مختلف البلدان الأوروبية، على مد يد العون للمحتاجين، في ظل ما تعانيه القارة العجوز من تفشي لفيروس كورونا المستجد.
وفي هذا الإطار، بدأ الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية" (ديتيب)، بتقديم مساعدات للمحتاجين في إيطاليا التي تشهد فرض تدابير قاسية ضمن إطار مكافحة فيروس كورونا.
وفي معرض تعليقه على الأمر، قال عبد المتين يالتشين، ملحق الخدمات الدينية لدى القنصلية التركية بمدينة ميلانو الإيطاليا، إنهم شرعوا في توزيع طرود غذائية للمحتاجين، برفقة مسؤولي "ديتيب".
وأشار إلى أن أعداد العائلات التي قدّموا المساعدات إليها، اقتربت من 40 أسرة، وسط مساعي لرفع هذا العدد إلى 200 بحلول نهاية أبريل/نيسان الحالي.
وشدد على أن توزيع المساعدات للعائلات الإيطالية، يتم بغض النظر عن لغتهم، ودينهم ولونهم أو انتماءاتهم الأخرى، وفقاً لما نقلته وكالة "الأناضول."
وأوضح أن تدابير كورونا خلّف مشاكل اقتصادية لدى العائلات الإيطالية، وأودى بهم إلى مأزق مادي، مبيناً أنهم يعملون على التخفيف من هذه الأعباء عن المحتاجين هناك.
واتحاد "ديتيب" هو مؤسسة أهلية تأسست في ألمانيا وفق القوانين الألمانية، ويعد أكبر رابطة دينية إسلامية في ألمانيا، ويدير الكثير من المساجد في هذا البلد الأوروبي.
بدورها، واصلت الجالية التركية في بلجيكا، تقديم شتى أنواع المساعدات لأفراد ومؤسسات المجتمع البلجيكي، وذلك ضمن إطار التضامن معهم في مكافحة فيروس كورونا.
وتضمنت مساعدات الجالية التركية، تأمين الكمامات الطبية للمشافي وعناصر الشرطة البلجيكية، وتقديم الطعام والشراب لكبار السن والمحتاجين.
ويتولى تنسيق المساعدات التي يقدمها متطوعون من الجالية التركية، كوادر الاتحاد الديمقراطي الدولي (تجمّع للجالية التركية) في بلجيكا، بقيادة رئيسه الإقليمي، بصير هامارات، وبدعم من متبرعين ورجال أعمال أتراك.
وبالتعاون مع بلدية أنفرس البلجيكية، قامت فرق الجالية التركية، بتقديم 300 سلة غذائية للمحتاجين والمشردين في المدينة.
كما قدمت كوادر الاتحاد الديمقراطي الدولي، للشرطة البلجيكية، 80 زياً رسمياً خاصاً يضم كمامات أيضاً.
تقديم الجالية التركية مساعداتها لأفراد المجتمع البلجيكي، دون تمييز بين عرق، أو لون أو دين، ساهم أيضاً في تعزيز الروابط بين شعبي البلدين.
وقال مسؤول الاتحاد الديمقراطي الدولي، في بروكسل، نوري أجار، إنهم قدموا الطعام لمرضى وموظفي أحد المشافي في المدينة، وتلقوا طلباً من المشفى، للحصول على كمامات طبية.
وأضاف خلال حديثه لوسائل إعلام تركية، أن رئيس الأطباء في المشفى المذكور، أرسل لهم خطاب شكر وتقدير، على مساعداتهم.
بدوره، تبرّع رجل الأعمال التركي في بلجيكا، مراد قويونجو، بـ 15 ألف زجاجة مياه للمحتاجين هناك.
وعلى الصعيد الرسمي، أرسلت تركيا شحنات من المساعدات الطبية إلى إيطاليا وإسبانيا، اللتان تتصدران البلدان الأوروبية الأكثر تضرراً بوباء كورونا.
وتزامن إرسال تركيا المساعدات الطبية للبلدين المذكورين، في وقت أدار الاتحاد الأوروبي ظهره لهما، وسط تعالي الانتقادات من مدريد وروما تجاه بروكسل.
وأمس الأربعاء، أقلعت طائرة الشحن من مطار "أتيمسكوت" العسكري بالعاصمة أنقرة، تحمل مساعدات طبية إلى شمال مقدونيا، والجبل الأسود، وصربيا، والبوسنة والهرسك، وكوسوفو، بتوجيهات من الرئيس رجب طيب أردوغان.
شحنة المساعدات الطبية التي أعدتها وزارة الصحة التركية، تضمنت كمامات، وملابس واقية، وأدوات فحص سريعة.
وكُتب على طرود المساعدات بلغة البلدان المذكورة، مقولة جلال الدين الرومي: "هناك الكثير من الآمال وراء اليأس، وهناك العديد من الشموس وراء الظلمة".
أما في الولايات المتحدة الأمريكية، أطلقت عدة مطاعم تركية هناك، مبادرة لدعم موظفي القطاع الصحي والشرطة في البلاد، معلنة دخولها خندق المواجهة لمكافحة فيروس "كورونا" المستجد.
وأعلن أصحاب بعض المطاعم التركية في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي الأمريكيتين، تقديم الأطعمة لموظفي المستشفيات، وسيارات الإسعاف وعناصر الشرطة هناك، بالمجان أو بتخفيضات تصل إلى 50 بالمئة.
وأصاب الفيروس، حتى ظهر الخميس، أكثر من مليون و529 ألفا في العالم، توفي منهم ما يزيد على 89 ألفا، فيما تجاوز عدد المتعافين 337 ألفا.
جدير بالذكر أن البلدان الأوروبية، شهدت خلال السنوات الأخيرة، تصاعداً في تيارات عداء الأجانب والمسلمين، ومن بينهم الأتراك، وكان أبرز ضحايا هذا الأمر، نجم كرة القدم الألماني من أصول تركية، مسعود أوزيل، الذي اعتزل اللعب في صفوف المنتخب الألماني، إثر تعرضه لهجمات وصفها بـ "العنصرية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!