ترك برس
في شهادة غربية جديدة على زيف مزاعم الأرمن عن الإبادة الجماعية في عام 1915 التي يتردد الحديث عنها كل عام، نشر موقع "يوراسيا دايري" مقالا للمؤرخ الأيرلندي، باتريك والش، تحدث فيه عن أكاذيب التهجير القسري للأرمن، والجرائم التي ارتكبوها بحق المسلمين.
ويستهل والش مقاله بأن ما حدث يوم 24 نيسان/ أبريل هو اعتقال بضع مئات من الأرمن المرتبطين بـ"الطاشناق"، حين صادرت قوات الأمن العثمانية كميات من الأسلحة، ونقلت المشتبه بهم بالقطار إلى مواقع مختلفة ووضعت معظمهم قيد الإقامة الجبرية. وقد مُنح المعتقلون إعانة لنفقات المعيشة. وأُفرج عن معظم المعتقلين فيما بعد.
وأضاف أنه لم يعدم بعد الحرب سوى عشرين أرمينيا فقط بتهمة الخيانة.
التهجير القسري
ووفقا لوالش، فإن تهجير الأرمن قسريا لم يبدأ حتى حزيران/ يونيو 1915، وقد تصرف الأتراك في ذلك وفقًا للممارسة العسكرية القياسية.
وأوضح أن بريطانيا التي كانت تعد نفسها القوة الأكثر تحضرا في العالم في ذلك الوقت، والتي كانت من أعظم منتقدي الأتراك العثمانيين، استعملت سياسة التهجير القسري قبل عقد واحد فقط في جنوب إفريقيا، وشملت على معسكرات اعتقال التي لم يستعملها العثمانيون قط. كما فعلت روسيا الشيء نفسه بنقل عدد كبير من اليهود في عام 1915، في الأشهر التي سبقت العملية العثمانية، ولم يسمع أي شيء عن ذلك في وسائل الإعلام الغربية.
وأضاف أنه لا يوجد دليل على خطة مسبقة من جانب العثمانيين لتهجير الأرمن، ناهيك عن قتلهم. ولكن نتيجة الهجمات التي تعرضت لها الدولة العثمانية تم تمرير قانون علنيًا لإعلان نية الدولة. ولم يكن الوقت متاحًا دائمًا في مناطق الحرب، مثل الشرق، حيث كانت الجيوش الروسية قريبة. بيد أن الدولة أصرت على حماية قوافل الأرمن المهجرين.
وأشار إلى أنه لم يتم نقل جميع السكان الأرمن، خاصة أولئك الموجودين في منطقة الحرب وخلفها مباشرة. وتم إعفاء حوالي 350.000 شخص من التهجير. وترك الأرمن في إسطنبول وحدهم إلى حد كبير وتم نقل المسلمين في الشرق أيضًا. كما سمح للأرمن في الغرب بالعودة بمجرد انتهاء معركة جناق قلعة.
وأردف أن المهجرين تم تزويدهم بالثيران والعربات، وتم تخزين الممتلكات الأرمينية بدقة ووصفها بانتظار عودتهم. وكل ذلك يؤكد عدم وجود نية إبادة جماعية.
ويذكر والش أن "بعض المجموعات الكردية التي كانت خارج سلطة الدولة والذين كانوا خارجين عن القانون في حالة الحرب ويقاومون التجنيد، هاجموا العديد من القوافل، وانتقموا مما فعله الطاشناق بالأكراد وقد كان هناك عداء بين الجانبين، كما قام الموظفون العثمانيون بسرقة وقتل بعض الأرمن".
ولكن والش يلفت في هذا الصدد إلى أن طلعت باشا، مهندس سياسة الهجرة، أقام لجانًا في أواخر عام 1915 للتحقيق في الإساءات والجرائم. وفي وقت لاحق حوكم الآلاف من المسؤولين العثمانيين لسوء معاملة الأرمن، وأعدم عشرة منهم. ومن بينهم القادة الذين فشلوا في حماية القوافل. ولم يحاكم الأرمن على قتل المسلمين.
ورأى والش أن "سياسة الهجرة القسرية التي اعتمدتها الدولة العثمانية للتعامل مع التمرد الأرمني كانت إجراءً عسكريًا غربيًا استعمل لحل مشكلة عسكرية. وقد نجحت هذه السياسة نجاحا رائعا، فبمجرد فصل المتمردين وراء الجبهة عن قاعدتهم الشعبية، قضت قوات العثمانيين على فرق طاشناق".
ويقول إن نحو 650.000 أرمني نقلوا إلى سوريا والعراق، وذهب حوالي 400.000 إلى الشرق إلى الأراضي الروسية بسبب الحرب، لكن روسيا رفضت السماح لهم بالعودة عندما استولت على الأراضي التي كانوا يعيشون فيها. وقد توفي أكثر من 160.000 في هذا النقل الذي حدث بالكامل خارج الأراضي العثمانية.
ويشير والش إلى المجازر التي ارتكبها الاتحاد الثوري الأرمني "الطاشناق" في السنوات الأولى من القرن العشرين ضد المسلمين والسكان الأرمن المحليين في شرق الأناضول وأذربيجان.
وأوضح أن الطاشناق ارتكبوا مذابح كبيرة بحق المسلمين في أرضروم وباكو وقوبا، وأن الأدلة الوثائقية كاملة ومفصلة للغاية وتم الكشف عن المقابر الجماعية. لكن هناك القليل من المعرفة بهذا الجانب من الأحداث خارج تركيا وأذربيجان.
وقال إن الأرمن رسموا لأنفسهم في الغرب صورة الضحية العاجزة البريئة، ولا يعرف هناك سوى القليل عن أنشطة طاشناق التي غطاها حلفاؤهم الغربيون عام 1915 الذين طوروا رواية لا يريدون تدميرها، عن "الترك المرعبين" و"الأرمن الضحية".
بيد أنه عند قراءة روايات صادقة للأشخاص الذين كانوا هناك، مثل الضباط البريطانيين والروس والمحققين الأمريكيين اللاحقين، تظهر الحقيقة. فقد قام البروفيسور جاستن مكارثي، عالم الجغرافيا الأمريكي الأيرلندي، بتحليل ديمغرافي موسع للضحايا في شرق الأناضول ووجد أن معدلات الوفيات بين المسلمين تتساوى مع الأرمن.
شن الطاشناق حملات تطهير عرقي واسعة النطاق وقتل في غرب القوقاز بين عامي 1917 و1920 في يريفان وكاراباخ ومناطق أخرى. وتفاخر القادة الأرمن مثل "Pasdermadjian" و"Dro" بأنهم قتلوا من التتار أكثر ممن مات من الأرمن.
وختم والش مقاله قائلا: "أعرف أيضا أفعال طاشناق ضد أبناء شعبهم الذين غالبًا ما كانوا يرعبونهم حتى يخضعوا لهم، كما أعرف الأرمن العاديين الذين أرادوا فقط العيش بسلام مع جيرانهم، لكنهم أصبحوا ضحايا للمأساة برمتها مثل المسلمين العاديين. لكنك لا ترى أبداً نفس الاعتراف بمعاناة المسلمين في الروايات الأرمينية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!