ترك برس-الأناضول
منطقة أثرية تأسر الأنظار والقلوب، وتضم أقدم مجموعة من المباني الصخرية في منطقة شمال ما بين النهرين، مستعرضة تاريخا ممتدا إلى ما قبل 12 ألف عام.
** البداية
بداية اكتشاف "غوبكلي تبه" كانت على يد مزارع تركي عثر على هيكل أثري عند حراثته لأرضه، ليقوم بتسليمه إلى السلطات المعنية في الولاية، وبتحقق الأخيرة من الهيكل، تبيّن أنه يعود إلى ما قبل 12 ألف عام.
إثر ذلك، وتحديدا في 1963، كلفت مديرية الثقافة والسياحة في شانلي أورفة، باحثين من جامعتي إسطنبول التركية وشيكاغو الأمريكية، للتنقيب عن الآثار في المنطقة.
وعام 1995، تم اكتشاف العديد من الآثار بالمنطقة، بينها مسلات حجرية على شكل "T" تعود للعصر الحجري الحديث، يبلغ طولها ما بين 3 إلى 6 أمتار، ووزنها بين 40 و60 طنا، وعليها رسوم وأشكال حيوانية وتماثيل بشرية.
**أقدم المعابد
وفي الأثناء، جرى اكتشاف أطلال معبد "غوبكلي تبه"، والذي يعد من أقدم دور العبادة في العالم، أي أنه أقدم من أهرامات مصر وآثار "ستونهنج" الموجودة جنوب غربي بريطانيا، بنحو 7 آلاف و500 عام.
وفي يوليو/ تموز 2018، وافق الاجتماع الـ 42 للجنة التراث العالمي، المنعقد بالعاصمة البحرينية المنامة، على ضم منطقة "غوبكلي تبه" التراثية، لقائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة "اليونسكو".
وكانت المنطقة مدرجة منذ 2011، في القائمة المؤقتة للتراث العالمي للمنظمة الأممية.
عقب ذلك، بدأت منطقة "غوبكلي تبه" التي توصف بأنها "النقطة الصفر لانطلاق البشرية"، تحظى باهتمام وإقبال كبير من قبل السياح.
** 2019.. "عام غوبكلي تبه"
الإقبال الذي تحظى به المنطقة الأثرية المذكورة، ازداد بشكل كبير عقب إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أروغان، أن 2019 سيكون "عام غوبكلي تبه"، بهدف تعريف السياح بالموقع الأثري، وجذبهم لزيارة المنطقة.
وقال جلال أولوداغ، رئيس فريق التنقيب في "غوبكلي تبه"، إن المنطقة متاحة للزيارة منذ أعوام، إلا أنها حطمت الرقم القياسي عام 2019 في أعداد الزوار.
وأوضح أنهم يواصلون أعمالهم المتعلقة بالحفر والتنقيب، بحساسية بالغة نظراً لأهمية المنطقة وما تضمه من آثار هامة.
وأشار إلى أن إعلان الرئيس أردوغان 2019 "عام غوبكلي تبه" انعكس بشكل إيجابي ليس على ولاية شانلي أورفة فقط، بل على المناطق والولايات المحيطة بها أيضاً.
من جانبها، قالت طوبى أركان، السائحة القادمة برفقة أسرتها من إسطنبول لزيارة "غوبكلي تبه"، إن فضولها لمعرفة المزيد عن التاريخ دفعها لزيارة المنطقة، معربة عن تأثرها العميق بما رأته هناك من معالم أثرية.
أما السائح الأوكراني، ديمتري دوودز، فأعرب عن إعجابه الفائق بمنطقة "غوبكلي تبه" والعديد من الأماكن السياحية الأخرى في الولاية، داعياً أصدقاءه لزيارتها.
"غوبكلي تبه" بولاية شانلي أورفة التركية، تجاوزت كونها مجرد منطقة أثرية زاخرة بحكايات الإنسان عبر العصور، وإنما يصنفها مؤرخون على أنها "نقطة بداية التاريخ" نفسه، ما يجعلها علامة سياحية بالبلاد وخارجها.
ففي تلك المنطقة الواقعة جنوبي تركيا، ينتصب التاريخ شامخا ممتدا عبر الجغرافيا، ليصنعا لوحات أثرية تختزل رحلة زمنية عبر العصور، وتستعرض تفاصيل الوجود الإنساني، وتوثق للحضور البشري بمختلف مستوياته ومراحله.
نقاط جذب عديدة رشحت المنطقة لأن تصبح أبرز الوجهات السياحية الثقافية في تركيا، لدرجة أنها تصدرت مؤخرا قائمة المناطق التي لا يمكن التخلي عن زيارتها لدى الشركات السياحية.
وفي يوليو/ تموز 2018، وافق الاجتماع الـ 42 للجنة التراث العالمي، المنعقد بالعاصمة البحرينية المنامة، على ضم منطقة "غوبكلي تبه" التراثية، لقائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة "اليونسكو".
وكانت المنطقة مدرجة منذ 2011، في القائمة المؤقتة للتراث العالمي للمنظمة الأممية.
علي بيلير، عضو المجلس الإداري لاتحاد الشركات السياحية في تركيا، قال إن المنطقة الأثرية المذكورة تصنف على أنها "نقطة بداية التاريخ".
وتطرق بيلير، في حديث للأناضول، إلى إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، 2019 "عام غوبكلي تبه"، لافتا إلى أن المنطقة تعد واحدة من أهم الآثار الثقافية في البلاد.
وتوقع أن تكون هناك حركة سياحية جيدة في ولايات الجنوب والجنوب الشرقي التركي، وذلك بفعل الجاذبية التي تشكلها "غوبكلي تبه"، إضافة إلى الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة والسياحة بالبلاد، واتحاد الشركات السياحية التركية "تورساب" والمؤسسات السياحية الأخرى.
بيلير رأى أيضا أنه من الضروري أن تقوم ولايات المنطقة بالتحضيرات والاستعدادات اللازمة لاستقبال أكبر عدد ممكن من السياح، وتقديم أفضل الخدمات لهم.
ومستعرضا بعض الجهود المبذولة في إطار التعريف بالسياحة في "غوبكلي تبه"، قال إن رئيس "تورساب" استضاف في "غوبكلي تبه" سفراء بلدان مختلفة مثل الصين والهند، مؤكدا أنهم يعتزمون تكثيف الفعاليات من هذا النوع خلال العام.
وفي ذات الصدد، لفت إلى أن أكثر من 10 آلاف شركة عضو في "تورساب"، ستعمل، في 2019، على تخصيص مكانة خاصة لمنطقة "غوبكلي تبه" ضمن وجهاتهم السياحية، والتطرق إليها بكثرة في فعالياتهم المختلفة.
وموضحا: "ستقوم تورساب أيضا بلفت الأنظار قدر الإمكان إلى غوبكلي تبه، وستضع المنطقة ضمن أولوياتها ضمن المناطق المراد زيارتها. ولذلك، نخطط لزيادة الرحلات إلى ولاية شانلي أورفة، ومنها إلى المنطقة الأثرية المذكورة".
ولرفع مستوى الخدمات المقدمة لزوار "غوبكلي تبه"، أشار بيلير إلى أنهم يتعاونون مع الإدارات المحلية في شانلي أورفة.
وتابع: "شركاتنا النشطة في مجال السياحة الثقافية، وضعت غوبكلي تبه ضمن قائمة المناطق السياحية الرئيسية، وستعمل هذه الشركات طوال العام، على إبراز غوبكلي تبه بشكل أكبر في برامجهم وفعالياتهم ومؤتمراتهم".
ولا يستثني الأمر "تورساب" أيضا، والذي يبذل أيضا ذات الجهود، وفق بيلير الذي ختم مشددا على أن هذه المنطقة الأثرية لم تعد علامة ثقافية وسياحية في تركيا فحسب، بل على مستوى العالم".
من جانبه، رأى مسلم تشوبان، رئيس غرفة المرشدين السياحيين الإقليمية في شانلي أورفة، أن "غوبكلي تبه" تتمتع بقوة جاذبة للسياح المحليين والأجانب.
وأشار إلى وجوب رؤية ومعاينة المنطقة الأثرية في مكانها عبر زيارتها.
وأعرب في، حديث للأناضول، عن سعادتهم لتحول "غوبكلي تبه" لإحدى المناطق الرئيسية للرحلات الأثرية والثقافية.
وتضم منطقة "غوبكلي تبه" الأثرية، أقدم مجموعة من المباني الصخرية في منطقة شمال ما بين النهرين، ويمتد تاريخها إلى ما قبل 12 ألف عام.
واكتشفت المنطقة عام 1963 على يد باحثين من جامعتي إسطنبول وشيكاغو الأمريكية، واستمرت أعمال الحفر والبحث فيها لنحو 54 عاما.
وفي عام 1995، تم اكتشاف العديد من الآثار بالمنطقة، بينها مسلات حجرية على شكل "T"، تعود للعصر الحجري الحديث، يبلغ طولها ما بين 3 و6 أمتار، ووزنها ما بين 40 و60 طنا، عليها رسوم وأشكال حيوانية، وتماثيل بشرية.
وفي نفس الوقت اكتشفت أطلال معبد "غوبكلي تبه"، والذي يعد من أقدم دور العبادة في العالم، حيث أنه أقدم من أهرامات مصر وآثار "ستونهنج" الموجودة جنوب غرب بريطانيا، بنحو 7 آلاف و500 عام.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!