ترك برس
الصدفة وحدها لا تصنع النجاح وإن كانت قد تمهد له، والذكي المجتهد وحده هو الذي يلتقط هذه الصدفة ويجعل منها بداية الطريق.
هذا ما حدث مع الشابة المصرية مروة عبد الجواد التي جاءت منذ أكثر من عامين إلى تركيا للسياحة لتجد في هذا البلد الحب والاستقرار والنجاح الذي طالما بحثت عنه في وطنها. حسب تقرير نشرته شبكة الجزيرة القطرية.
وأشار التقرير إلى أنه في غضون عامين أصبحت مروة صاحبة أول مطعم نباتي مصري في مدينة إسطنبول، وأحد أكثر الأماكن شهرة بين مجتمع النباتيين، وهو النظام الغذائي الذي بات يجتذب عددا لا بأس به من العرب كما الأجانب.
وذكر أن الوصول إلى هذا القدر من النجاح الذي برز باختيار مطعم مروة وزوجها التركي حسن في قائمة أفضل المطاعم النباتية بتركيا من قبل مجلة "فيغان لايف" البريطانية، سبقه قرار جريء من الزوجين بالتخلي عن النمطية وتطويع المأكولات المصرية لتلائم مجتمع النباتيين.
وتحكي مروة عن بداية رحلتها مع مطعمها النباتي "كيم كوم" قائلة للجزيرة نت "يجمعني وزوجي حبنا للمطبخ، أجيد طهي الأكل المصري وهو صانع ماهر للمخبوزات والبيتزا، بدأنا في مطعم اعتيادي نقدم أكلات مصرية ومخبوزات لكننا لم نحقق النجاح الذي يرضينا ومع مثابرتنا حدثت الصدفة التي غيرت حياتنا".
لم يستسلم حسن ومروة لشهور العمل التي لم تثمر نجاحا كبيرا وسط الأتراك وأبناء الجاليات العربية في تركيا، واستمرّا في المحاولة فقدّما المأكولات بأسعار زهيدة وأحيانا مجانا فقط لاجتذاب الناس، حتى جاء أحد أيام فبراير/شباط 2020 عندما زارهما عارض الأزياء الفرنسي وطاهي المأكولات النباتية كوينتن إيمري لتجربة "الكشري" الأكلة الملائمة للنباتيين.
وأضافت مروة "كنا نقدم مأكولات مصرية مع بعض الإضافات الجديدة التي يمكن أن تجذب الأتراك والأجانب في إسطنبول لدرجة أننا قدمنا قطعة كبيرة من المكرونة بالبشاميل والجوز بمبلغ 12 ليرة فقط (نحو دولارين فقط)، لكننا لم نحظ بالإقبال الكبير على أكلاتنا كما حدث مع الكشري بعد زيارة العارض الفرنسي لمطعمنا ودعوته النباتيين لارتياده".
في ذلك الوقت أدركت مروة وحسن أن طبق الكشري المصري التقليدي ربما يكون أكثر أهمية من المأكولات الغنية باللحوم.
وأخذ الزوجان قرارهما الجريء بتحويل المطعم الصغير، الكائن في منطقة مودا السياحية بحي كاديكوي بالطرف الآسيوي، إلى ملاذ للنباتيين في المدينة المزدحمة بالمطاعم التركية والعالمية التي تتنافس فيما بينها على تقديم ألذ المأكولات المكونة من منتجات حيوانية.
ورغم اهتمام مروة وحسن بإرضاء أذواق النباتيين، فإنهما حريصان أيضا على أن تجذب وصفاتهما عموم الناس.
ويقدم المطعم الفطور المصري التقليدي المكون من الفول والفلافل والبطاطس والباذنجان المقلي، وهي أطباق مناسبة لجميع الناس.
كما تعمل مروة يوميا على تعلم وصفات وأساليب جديدة يمكن من خلالها تطويع الأكل المصري ليلائم التوجه النباتي.
وتابعت للجزيرة نت "تعلمت صناعة لبن جوز الهند منزليا ليكون طبيعيا 100%، وابتكرت وصفة جديدة للبسبوسة المصرية لتكون نباتية مع الاحتفاظ بنكهتها المميزة".
كما شددت على أن حرصها وزوجها على الحفاظ على الطعم المميز للمأكولات وعلى الجودة معًا جعل الوصفات المصرية النباتية "جاذبة لكل الناس وليس للنباتيين فحسب".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!