ترك برس-الأناضول
تحظى مناطق مختلفة في ولاية أنطاليا التركية (جنوب)، عاصمة السياحة بالبلاد، بمزايا تؤهلها لجذب الزوار المحليين والأجانب، من خلال طرازها المعماري الفريد ومبانيها التقليدية المثيرة للاهتمام.
وبفضل منازلها التقليدية المعروفة باسم "المنازل المزررة"، تجذب منطقتا "آق سكي" و"إبرادي" في الولاية، اهتمام السياح المحليين والأجانب.
وتتميز "المنازل المزررة"، التي يرجع تاريخ بنائها في المنطقتين إلى 300 عام، بأسلوبها المعماري الفريد وقدرتها على إثارة إعجاب زوارها من اللحظة الأولى.
وتقع "آق سكي" و"إبرادي"، على بعد نحو 150 كيلومترا عن مركز أنطاليا، وقد تحولتا خلال الأعوام القليلة الماضية إلى وجهة رئيسية للسياح وعشاق التصوير.
وأطلق على هذه المباني التقليدية المثيرة للفضول والتي تستقطب المزيد والمزيد من السياح كل عام، اسم "المنازل المزررة"، بسبب امتلاكها هياكل خشبية تدخل في بناء جدرانها الحجرية وتشبه الأزرار إلى حد بعيد.
- تقاليد مستمرة منذ عقود
وقال قائم مقام منطقة "إبرادي"، حسن علي قورت، للأناضول، إن هناك اهتمام كبير بالمحافظة على تقاليد بناء "المنازل المزررة"، المستمرة منذ قرون بالمنطقة.
وأضاف قورت، أن "تسريع أعمال ترميم المباني التقليدية في السنوات الأخيرة، أكسب قطاع السياحة في المنطقة زخما كبيرا ودفع نحو تزايد أعداد السياح".
وأردف: "استخدمت بعض المنازل المزررة كفنادق صغيرة تنضح بعبق التاريخ والعراقة".
وتابع: "يأتي الآلاف من الناس إلى المنطقة كل عام لمشاهدة هذه المنازل التي تشكل العمود الفقري للأنشطة السياحية هنا إلى جانب مغارة (آلتين بيشيك)".
واستطرد: "مع بدء مرحلة تخفيف قيود التنقل والحركة المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا، بدأت الرحلات اليومية في التزايد إلى المنطقة، التي كانت تستقبل قبل تفشي الوباء، أكثر من 100 ألف زائر سنويا".
واستدرك: "أما اليوم، فنرى أن المنطقة تحولت إلى نقطة جذب للراغبين في قضاء عطلاتهم المختلفة بعيدا عن صخب المدينة وبين أحضان الحياة الريفية".
- منازل القرية تعود للحياة
من جانبه، أفاد لطف الله يامنصوي، المسؤول المحلي في "إبرادي"، بأن "سكان المنطقة يحرصون أشد الحرص على عدم تعريض الشكل العام لهذه المباني التقليدية لأية أضرار".
ولفت يامنصوي، أن "تاريخ تأسيس المنطقة يرجع لأكثر من 500 عام، وأجربت أعمال ترميم ناجحة على معظم المنازل المزررة".
وأردف: "مع تسارع وتيرة الهجرة من المدينة إلى القرى والمناطق الريفية في تركيا بسبب جائحة كورونا، عادت الأضواء لتنير المنازل القديمة التي لم يسكنها أحد منذ سنوات".
وتابع: "بعد إجراء أعمال الترميم على تلك المنازل شهدت المنطقة زيادة واضحة في أعداد الزوار".
واستدرك: "وهذا ما دفع سكان المنطقة لتخصيص إحدى غرف منازلهم لاستقبال الضيوف، الذين لم يتمكنوا من العثور على غرف شاغرة في المنازل التقليدية، بعدما تحولت إلى فنادق".
بدوره، ذكر علي رضا بوزقورت، أحد سكان المنطقة، إنه ولد وترعرع في "منزل مزرر"، ووصف ذلك بـ"العيش داخل أحضان التاريخ".
ولفت بوزقورت، أنه عاد إلى قريته على خلفية انتشار جائحة كورونا، للاستمتاع بحياة الريف وجمال الطبيعة اللذين يدخلان السعادة إلى قلبه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!