ترك برس
ذكر تقرير لشبكة الجزيرة القطرية، أن تركيا هي إحدى أسباب التوتر المتصاعد مؤخراً بين أذربيجان وإيران.
وأوضح التقرير أنه وعقب انتصار أذربيجان في حربها الأخيرة مع أرمينيا، تمكنت حكومة باكو من السيطرة على جزء من طريق الاتصالات "جوريس-كابان" بين إيران وأرمينيا، الذي كان في السابق تحت سيطرة العاصمة الأرمينية يريفان.
وتم تسيير دوريات للشرطة الأذربيجانية في المنطقة نفسها، وأخذ الرسوم من الشاحنات الإيرانية المتجهة إلى أرمينيا.
وكان منع عبور باكو شاحنات إيرانية واعتقال اثنين من سائقي الشاحنات في الأيام الأخيرة نقطة انطلاق للتوترات بين أذربيجان وإيران.
وبحسب تقرير "الجزيرة" فإن أحد الأسباب الرئيسية للتوترات بين طهران وباكو طريق النقل "زنغه زور"، الذي اتفقت أذربيجان وأرمينيا على إنشائه ويربط بين منطقة "نخجوان" وأذربيجان عبر أراضي أرمينيا على حدود إيران.
ومع تنفيذ ممر الاتصال هذا، لم تعد الحاجة قائمة لاستخدام الأراضي الإيرانية لربط منطقة نخجوان بالدولة الرئيسية لأذربيجان.
إضافة إلى ذلك، سيكون من الممكن قطع الاتصال الحدودي بين إيران وأرمينيا، وبالطبع سيتم قطع إحدى طرق المواصلات بين إيران وأوروبا.
كما أن هذا الطريق سيربط تركيا ببحر قزوين عبر أذربيجان، الأمر الذي سيؤدي إلى تغيرات جيوسياسية في منطقة القوقاز، وهذا ما تعارضه إيران بشدة، وصرحت مرارًا بأنها لن تسمح بتغيير حدودها مع الدول الأخرى.
إلى جانب هذه الأحداث، كانت المناورة العسكرية المشتركة لجمهورية أذربيجان وباكستان وتركيا في الأيام الأخيرة قضية أخرى أثارت حساسيات إيران، وفسرتها بأنها انتهاك للاتفاقية الدولية التي تحظر المناورات العسكرية من قبل القوات الأجنبية في الدول المطلة على بحر قزوين.
"وجاءت تصريحات بعض أعضاء برلمان جمهورية أذربيجان ضد وحدة أراضي إيران لتذكي هذه التوترات".
ونقل التقرير عن القيادي السابق في الحرس الثوري حسين كنعاني مقدم، قوله "كنا على علم بوجود قواعد إسرائيلية في أذربيجان منذ سنوات عديدة، وكذلك إرسال قوات تكفيرية تنظيم الدولة الإسلامية من سوريا إلى أجزاء من أذربيجان في حرب قره باغ، وعندما لم تستجب أذربيجان لتحذيرات إيران شنت إيران مناورة عسكرية قرب حدود أذربيجان".
وأضاف أن إيران مستعدة لإنشاء قاعدة عسكرية مشتركة مع أرمينيا في المنطقة التي تعد ممرًا بين إيران وأرمينيا.
وصرح كنعاني مقدم بأن إيران حساسة بشأن رغبة تركيا -العضو في حلف شمال الأطلسي "ناتو"- في توسيع حدود الحلف حتى بحر قزوين.
ولفت إلى أن وصول قوات حلف شمال الأطلسي إلى أذربيجان وبحر قزوين سيقلب المعادلات الجيوسياسية في المنطقة، "وإيران حساسة لهذا، ولن تسمح لجارتها الشمالية الغربية تركيا بالبدء في هذه المغامرات وتعميق هذه التوترات".
في المقابل، قال السفير السابق لجمهورية إيران في باكو محسن باك آيين إنه لا ينبغي إبراز دور إسرائيل في سوء التفاهم الأخير، "وبالطبع إسرائيل مهتمة بتقديم نفسها كلاعب مؤثر في المنطقة وهي ليست كذلك، وأذربيجان تراقب تحركات هذا النظام".
وأضاف باك آيين أن "تركيا تعارض العلاقات الإيرانية الأرمينية وتعتبر إيران منافسا لها في المنطقة".
ويقول أمير موسوي إن المناورات الإيرانية الأخيرة دفعت باكو إلى العودة للدبلوماسية "والوضع الآن يسير نحو الهدوء، كما أن أذربيجان لديها مشاريع اقتصادية مهمة مع إيران مثل السكك الحديدية التي تربط أذربيجان بالخليج عبر مدينة آستارا، وكذلك خط النقل البري بين البلدين، ولا يبدو أن هذه التوترات ستصل إلى أماكن خطرة".
وقبل أيام، نقلت وسائل إعلام مقربة من إيران عن أمير موسوي، الدبلوماسي الإيراني السابق، قوله إن معلومات وصلت إيران بوجود 1000 عنصر إسرائيلي داخل أراضي أذربيجان.
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان قال إن بلاده "لن تقبل بأي وجود للكيان الصهيوني (إسرائيل) قرب حدودنا وأبلغت أذربيجان بهذا الأمر"، بحسب ما نشرت قناة العالم الإيرانية.
بدورها، نفت وزارة الخارجية الأذربيجانية، أي وجود إسرائيلي قرب حدودها مع إيران، فيما انتقد الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، المزاعم الإيرانية متسائلاً "هل هناك أي دليل على ذلك؟".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!