حسناء كلينج أرسلان - خاص ترك برس
بقي للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 7 حزيران/ يونيو المقبل أقل من شهر، حيث تحمل هذه الانتخابات أهمية كبيرة من ناحية المسائل التي تشغل الساحة السياسية التركية كـ"نظام الرئاسة" و"حزمة الإصلاحات الديمقراطية" و"إلغاء حزب العمال الكردستاني لسلاحه" والتي سببت هبات باردة وساخنة بين الأحزاب المُعارِضة وحزب العدالة والتنمية الحاكم وبين المؤيدين لهما.
ومن ناحية أخرى ستتنافس في هذه الانتخابات الأحزاب التي لم تستطع الدخول إلى البرلمان التركي كحزب السعادة الذي يستعد للدخول إلى الانتخابات مع حزب الاتحاد الكبير تحت سقف "حزب السعادة"، إلى جانب حزب الشعوب الديموقراطي الكردي والذي هو أيضا سيدخل إلى الانتخابات كحزب لأول مرة في تاريخه.
ومن المعروف أن حزب الشعوب الديموقراطي قد دخل إلى البرلمان بعد الانتخابات العامة التي أجريت في عامي 2007 و2011 بمرشحين مستقلين بسبب العتبة الانتخابية التي يشترط تجاوزها حتى يدخل البرلمان كحزب وتساوي 10 بالمئة من الأصوات.
حزب الشعوب الديموقراطي الذي يرأسه صلاح الدين دميرطاش، ولكي يكسر أحكام مسبقة عنه، يحاول أن يحذو حذو الأحزاب الأخرى كما يحاول اكتساب قلوب المواطنين الأتراك وخاصة الشباب، حيث يقوم بإعلان بيانه الانتخابي وأهم النقاط التي وردت فيه.
ومن أهم الوعود الانتخابية التي طرحها حزب الشعوب الديمقراطي هي وعد الناخبين بإلغاء سقف الحاجز الانتخابي، وزيادة الحد الأدنى للرواتب إلى 1800 ليرة تركية، وتخصيص مبلغ 200 ليرة للشباب في كل شهر، و إلغاء مجلسي التعليم العالي، و تأسيس وزارة الشباب، و إغلاق كل سجون الأطفال، كما يعد برفع المساعدات العائلية إلى 650 ليرة تركية للأسر شهريا.
ولكن هنا سؤال يحيرنا ألا وهو؛ لماذا قرر حزب الشعوب الديموقراطي دخول الانتخابات كحزب؟
إذا نظرنا إلى البيانات الصادرة عن هذا الحزب، فهم يعتقدون أنهم أخذوا الدعم من كل المواطنين الأكراد الذين عاشوا فترة طويلة في تركيا تحت الضغط السياسي، ومع هذا سيتجاوز الحزب الحاجز الانتخابي وسيصل إلى مرحلة جديدة في السياسة التركية.
وفي هذا السياق قال رئيس حزب الشعوب الديموقراطي صلاح الدين دميرطاش: "إننا نرغب بإحداث تغيير في سياسة تركيا، كما نرغب بإنشاء سياسة شعبية بدلا عن الفساد والرشاوي، والانحياز، والنخبوية والبرلمانية".
وكما قال؛ في حالتنا الدخول إلى الانتخابات باستقلال عن الحزب فهذا يعني أننا سنرجع عن تنفيذ تلك القرارات. و كما أكد أن حزبه لم يكن حزبا للأكراد فقط، وأنهم قد تطوروا وتقدموا ليصبحوا حزبا لتركيا. وبسبب عدم نجاح حزب الشعب الجمهوري في منصبه كمعارضة، يعتقد أن تتجه أصوات مؤيدي هذا الحزب إلى حزب الشعوب الديموقراطي، وهذا قد يساهم في تجاوز الحاجز الانتخابي.
ومن جهته، فهناك من يقول أن حزب الشعوب الديموقراطي إذا لم يتجاوز حاجز الانتخابات، سيتسبب بوقوع حوادث في كل أنحاء البلاد، وسيدعو مؤيديه للخروج إلى الشوارع كما كانوا قد خرجوا بالمظاهرات التي حشدو في شوارع تركيا لأجل كوباني.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس