ترك برس
اكتشف مجموعة من الآثاريين الأتراك، في أطلال مدينة "حرّان"، وهي واحدة من أقدم المستوطنات في العالم جنوبي تركيا، بقايا مدرسة تعود للقرن الثاني عشر.
واحتضن قضاء حران بولاية شانلي أورفة، مجموعة كبيرة من الحضارات القديمة التي ظهرت في المنطقة. ويحتوي على بقايا أول جامعة إسلامية، ومرصدا فلكيا أثريا، إضافة إلى المسجد الكبير الذي يرجع تاريخ بنائه للعهد الأموي، وغيرها من المعالم التي تأخذ السياح في جولة الى الحقب التاريخية.
وقال رئيس فريق الآثاريين الأتراك، ورئيس قسم الآثار بجامعة حران الأستاذ الدكتور محمد أونال، إن فريق التنقيب ينفذ حفريات في المنطقة، منذ حوالي 8 سنوات، بتمويل من وزارة الثقافة والسياحة، وتنسيق من محافظة شانلي أورفة ومديرية متحف أورفة، وبدعم من الجمعية التاريخية التركية والبلدية وجامعة وبلدية حرّان.
وذكر أونال أن حران هي واحدة من أقدم المستوطنات التي سكنها البشر في العالم، وقد ورد ذكرها كثيرًا في كتب التاريخ، إضافة إلى أن باطنها يغص بالآثار التي لم يتم الكشف عنها بعد. وفق وكالة الأناضول.
ولفت الى أنه خلال أعمال التنقيب هذا العام، تم اكتشاف بقايا مهمة لشارع وبوابة ضخمة ومدرسة، وأضاف: حران أنجبت للحضارة الإنسانية أكثر من 300 عالم في مقدمتهم "محمد بن جابر بن سنان البتاني" و"ثابت بن قري"، وهما من الأسماء المهمة في عصرهم،. كما أنها تشتهر بقائمة من الأثريات في مقدمتها الجامع الكبير (أموي) وحمام السوق الذي يروى أن صلاح الدين الأيوبي قد استحم فيه.
وأكد أونال أن فريق الآثاريين، ومن خلال عمليات الحفر والتنقيب، تمكن من إماطة اللثام عن الكثير من بقايا جامعة حرّان، التي تعرف كأول جامعة في العالم الإسلامي.
وأوضح أن أعمال الحفر والتنقيب أظهرت وجود بقايا لمدرسة تشير البيانات أنها ترجع إلى العصر الزنكي (دولة تركية حكمت في منطقة الهلال الخصيب ما بين 1127 – 1250).
وتابع: في السابق، عرفنا من كتب التاريخ والروايات المتواترة أن حران تحتوي على 5 مدارس. لقد أمطنا اللثام عن إحدى هذه المدارس التي جرى على ذكرها في كتب التاريخ. لقد حددنا موقع 24 غرفة تتبع للمدرسة. في الوقت الحالي، أمطنا اللثام بالكامل عن بوابة المدرسة الضخمة و5 غرف أخرى، والرواق إضافة إلى مطبخ كبير كان موجودًا بجوار الغرف الخمسة.
وأضاف: اللقى الآثارية التي تم العثور عليها في هذا المطبخ تشير إلى أنه كان يقدم خدمات الطعام لعدد كبير من الأشخاص. كما احتوى المطبخ على موقد كبير، عثرنا في داخله على عظام أغنام وهذا يدل على أن سكان المكان تركوه فجأة هائمين على وجوههم، تاركين الطعام على الموقد دون أن يؤكل، وذلك إبان الغزو المغولي للمنطقة.
وأشار أونال الى أن تاريخ تأسيس المدرسة المكتشفة يعود للقرن الثاني عشر، وأن فريق الآثاريين يعمل حاليا من أجل الوصول إلى المزيد من المعلومات حول المدرسة.
- في حران.. أول جامعة في العالم
وقال قائمّقامية قضاء حرّان، جهاد قوج، إنهم لا يذخرون جهدًا من أجل الكشف عن التاريخ العريق الذي يشتهر به قضاء حرّان، ويعملون ما في وسعهم من أجل إماطة اللثام عن هذا الماضي العريق ونقله إلى المستقبل.
وذكر قوج أن حرّان اشتهر بالعلم والعلماء وأن تاريخ الحركة العلمية في المنطقة يعود إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، حيث شهد القضاء ولادة ثلة كبيرة من العلماء الذين أثروا الحضارة الإنسانية في العديد من المجالات وعلى رأسها الفلك والرياضيات والفلسفة واللاهوت.
وأردف أن العمل سوف يتواصل من أجل الوصول إلى جميع المدارس المذكورة في النصوص التاريخية وكتب الرحالة الذين مروا بالمنطقة التي تعد من أقدم المستوطنات التاريخية المعروفة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!