ترك برس
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، دعمه للطبيب التركي الشهير، محمد أوز، في ترشحه لانتخابات مجلس الشيوخ، وذلك بالرغم من كونه مسلما وابنا لمهاجرين من تركيا. الأمر الذي دفع للتساؤل حول من هو الطبيب التركي "أوز."
محمد جنكيز أوز، المعروف باسم "الدكتور أوز"، هو طبيب متقاعد عن ممارسة الطب بعدما عمل على مدى عقود جراحا في أمراض القلب والصدر، وكان أستاذا فخريا في جامعة كولومبيا العريقة، ثم أصبح شخصية تلفزيونية شهيرة، واتجه لتلفزيون الواقع وحقق شهرة واسعة دفعت بالإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري إلى استضافته بانتظام في برامجها التي يشاهدها الملايين في أميركا والعالم.
وفي عام 2009 أطلق أوز برنامجا خاصا به يناقش فيه المسائل الطبية والصحية، وأطلق عليه (Dr. Oz Show)، ثم اتجه أوز للترويج للطب البديل، وتعرض لانتقادات من زملائه السابقين وكثير من الجمعيات الطبية المهنية، ورغم ذلك، أو بسبب ذلك، عيّنه الرئيس ترامب في المجلس الرئاسي للرياضة واللياقة البدنية والتغذية عام 2018، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."
وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 أعلن أوز عزمه الدخول في سباق انتخابات مجلس الشيوخ القادمة في ولاية بنسلفانيا كمرشح جمهوري لخلافة السيناتور الحالي بات تومي الذي أعلن أن تقاعده سيكون بحلول انتخابات الكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وإلى جانب الجنسية الأميركية يحمل أوز الجنسية التركية عن طريق والديه، واضطر إلى الانتظام في الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش التركي للاحتفاظ بجنسيته التركية.
وفي مقابلة تلفزيونية، قال أوز إن والده يتبع التعاليم الدينية الإسلامية بدقة، في حين ذكر أن والدته علمانية من أنصار كمال أتاتورك. وعن نفسه يقول الدكتور أوز إن معتقداته الخاصة تتأثر بالتصوف الإسلامي، ويُعرف نفسه بأنه مسلم.
التنافس على دعم ترامب
لا يزال ترامب يتمتع بشعبية كبيرة في الحزب الجمهوري، وطبقا لاستطلاع للرأي أجرته شبكة "سي بي إس" (CBS) في فبراير/شباط الماضي، طالب 69% من الجمهوريين ترامب بالترشح في انتخابات 2024 الرئاسية، وعدّوه المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب والظفر بالبيت الأبيض مرة ثانية.
وبسبب هيمنة ترامب على الحزب، ذكر عدد من الطامحين لمنصب الرئاسة بين القادة الجمهوريين، مثل وزير الخارجية الأسبق مايك بومبيو والسفيرة نيكي هيلي والسيناتور تيد كروز، نيتهم خوض سباق الترشح التمهيدي للحزب فقط إذا لم يترشح الرئيس السابق ترامب.
ومع تنافس عدد من المرشحين على بطاقة الجمهوريين في انتخابات ولاية بنسلفانيا، تضع استطلاعات الرأي في المقدمة مرشحين اثنين فقط، هما الدكتور أوز وديفيد ماكورميك، وسعى كلا المرشحين للحصول على دعم الرئيس السابق دونالد ترامب.
ولماكورميك باع طويل في العمل العام إذ تخرج من أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية المرموقة، وشارك في حرب الخليج الأولى، قبل أن يتجه للعمل في "وول ستريت" ( Wall Street)، ثم خدم في إدارة جورج بوش الابن في وزارة الخزانة قبل أن يصبح مديرا لصندوق استثماري ضخم بعد انتهاء حكم بوش، كما أن عائلته قديمة لها جذور تمتد على 7 أجيال في بنسلفانيا.
أما أوز فقصته أنه ابن مهاجرين، فقد جاء والداه إلى الولايات المتحدة من تركيا، واستقرا في أوهايو، والآن هو طبيب مشهور يملك ملايين الدولارات.
وقال أوز "لقد التحقت بجامعات عظيمة، وكوّنت عائلة وأصبحت جراحا ناجحا، واخترعت صماما للقلب ينقذ آلاف الأرواح، ثم بدأت برنامجا تلفزيونيا للدفاع عن سيطرة الشخص على صحته، وواجهت نفوذ المؤسسة الطبية الكبرى".
لكن حملة أوز واجهت بعض الانتقادات، منها أنه كان حتى وقت قريب مقيما في ولاية نيو جيرسي، وأنه قدم نصائح طبية مشكوكا فيها لجمهوره من المشاهدين، كما استهدفت أوز العديد من الدوائر المحافظة بسبب إشادته السابقة بهيلاري كلينتون، وتصريحاته القديمة حول قضايا مثل الإجهاض وحق حمل السلاح وضرورة ارتداء كمامات الوجه لمكافحة فيروس كورونا.
دخل الرئيس السابق ترامب المعركة التمهيدية للحزب الجمهوري بولاية بنسلفانيا داعما للدكتور أوز، واختار ترامب الدكتور أوز على الرغم من أن ماكورميك سافر إلى مارالاغو -مقر إقامة ترامب- أخيرا بحثا عن دعمه، خاصه أنه متزوج بدينا باول ذات الأصول المصرية ومن كبار مساعدي ترامب السابقين.
وقد أشار الدكتور أوز إلى أن دعم ترامب دليل على أوراق اعتماده كجمهوري محافظ على عكس ما يوجّه له من اتهامات بأنه ليس جمهوريا أو محافظا بما يكفي.
وفاجأ قرار ترامب بعض المحافظين بالحزب، لكن ترامب، النجم التلفزيوني السابق، أوضح أن شهرة الدكتور أوز كانت عاملا كبيرا في اختياره.
وفي مؤتمر حاشد، قال ترامب إن الدكتور أوز "يعمل بمهنية، وهو شخصية هائلة، ويحبه كثيرون ممن يشاهدون برامجه على شاشة التلفزيون منذ 18 عاما، وهذا يُعدّ شبه استطلاع على شعبيته الكبيرة".
أهمية سباق بنسلفانيا
يواجه الديمقراطيون اختبارا عسيرا في ولاية بنسلفانيا حيث تشير استطلاعات الرأي بالولاية إلى رضا ثلث الناخبين فقط عن أداء الرئيس بايدن، من هنا تشير كثير من استطلاعات إلى فوز المرشح الجمهوري بمقعد الولاية سواء كان أوز أو ماكورميك.
وينقسم مجلس الشيوخ حاليا بين الحزبين بـ50 مقعدا لكل منهما، ومن شأن مكسب أو خسارة مقعد أو أكثر تغيير خريطة الأغلبية بالمجلس، وهو ما سيكون له تداعيات كبيرة خاصة مع يقين كثير من الخبراء بهزيمة الديمقراطيين في مجلس النواب وخسارتهم الأغلبية التي يتمتعون بها حاليا.
وقبل إجراء الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية بنسلفانيا يوم 17 مايو/أيار المقبل، تطرح أسئلة نفسها من قبيل: هل سيشارك ترامب شخصيا في مؤتمرات جماهيرية دعما للدكتور أوز؟ وهل سيقنع المحافظين بالولاية بالتصويت لمصلحة أوز؟
وهكذا يصبح التصويت على الدكتور أوز المسلم بمنزلة استفتاء غير مباشر على حجم نفوذ ترامب على جمهور الناخبين الجمهوريين، وكذلك قياس لمدى الأهمية التي يعطيها الناخبون الجمهوريون لما يقوله دونالد ترامب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!