ترك برس
كشف تقرير صحفي عن أسباب رفض تركيا مطالب فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو."
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين عقب صلاة الجمعة في إسطنبول، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تحفظ بلاده حيال مسار انضمام السويد وفنلندا إلى "ناتو".
وقال أردوغان: "نتابع حاليًا التطورات المتعلقة بالسويد وفنلندا، لكننا لا نتعاطى بإيجابية حيال هذا الأمر. لأن الحكومات التركية السابقة أخطأت بشأن انضمام اليونان إلى الناتو من قبل، ونعلم مواقف أثينا تجاه تركيا بعد احتمائها بحلف الناتو".
وأردف: "من المؤسف أن البلدان الاسكندنافية أصبحت مثل دار ضيافة للتنظيمات الإرهابية".
وذكر تقرير لوكالة الأناضول للأنباء، أن موقف تركيا هذا يأتي بناء على تعرضها لاستهداف من تنظيم "بي كا كا" الإرهابي وذراعه السوري "ي ب ك"، إلى جانب استهدافها من قبل تنظيم "داعش" الذي تصنفه أنقرة في قوائم الإرهاب.
وأوضح التقرير أن تنظيم "داعش" قام حتى الآن، بتنفيذ ما لا يقل عن 10 هجمات انتحارية في تركيا، إضافة إلى قيامه أيضاً بـ 7 تفجيرات واعتداءات مسلحة أودت بحياة 315 شخصاً، فضلاً عن إصابة مئات.
عقب تصريحات أردوغان حول انضمام البلدين إلى "الناتو"، أعلنت متحدثة البيت الأبيض جين ساكي، أن واشنطن تعمل مع الجانب التركي لتوضيح موقفه حيال عملية انضمام البلدين إلى الحلف.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن أي دولة ستكون عضواً في حلف شمال الأطلسي يجب ألا تدعم تنظيم "بي كا كا/ ي ب ك" الإرهابي.
وأضاف في تصريحات صحفية أدلى بها قبيل الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الحلف بالعاصمة الألمانية برلين، إن فنلندا والسويد "تقدمان دعماً مفتوحاً" لتنظيم "ي ب ك/بي كا كا".
ونقل تقرير الأناضول عن مصادر مفتوحة، أن أذرع "بي كا كا" وأنصار "غولن"، يجدون فرص إيواء واسعة في فنلندا والسويد، ويحظون بدعم سياسي كبير فيهما.
أنشطة "بي كا كا" واتصالاته مع مسؤولين سويديين
يقوم "بي كا كا" بتأمين مصادر دخل كبيرة له في السويد، عبر تجارة وتهريب الأسلحة والمخدرات والسرقة، ويخلق مصادر دخل عبر مؤسسات إعلامية تروج له.
وتمتلك التنظيم مكاتب تمثيلية في العديد من الدول والمدن الأوروبية ومنها السويد، كما هو الحال بالنسبة لشبكتي "Heyva Sor a Kurdistan" و"CIK" اللتان تتخذان من ألمانيا مركزاً لهما.
كما يمتلك التنظيم الإرهابي مكتباً تمثيلياً له في ستوكهولم، منذ أبريل/ نيسان 2016.
وتسمح السلطات السويدية لأنصار "بي كا كا" بالتظاهر ورفع أعلام، تحت مسمى "حرية التعبير".
وفي 29 مارس/ آذار 2021، عقدت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي، لقاء افتراضياً مع إلهام أحمد، رئيسة ما يسمى بـ "مجلس سوريا الديمقراطية".
وأكدت الوزيرة السويدية على ضرورة أن يشارك "مجلس سوريا الديمقراطية" في مستقبل سوريا، لافتة إلى علاقات بلادها الجيدة مع ما يسمى "إدارة الحكم الذاتي" في سوريا.
وفي السياق ذاته، عقد وزير الدفاع السويدي بيتر هولتكفيست، لقاء افتراضياً مع المدعو فرحات عبدي شاهين، أحد قيادات "ي ب ك/بي كا كا"، مؤكداً استعداد السويد للتعاون مع التنظيم الإرهابي.
بدورها، ذكرت صحيفة "Expressen" التي تنشط في السويد، في تقرير يوم 23 يونيو/ حزيران 2021، أن وفداً من الخارجية السويدية زار مخيمات شمال شرقي سوريا، والتقى عائلات سويدية منضمة إلى صفوف "داعش"، وشخصيات من تنظيم "ي ب ك".
وخلال عملياتها العسكرية ضد تنظيم "بي كا كا" بين عامي 2017 – 2021، ضبطت السلطات التركية مضادات دبابات من طراز "AT-4".
وخلال انخراطها في جدال بالبرلمان يوم 25 مارس/ آذار الماضي، تبيّن أن وزيرة الخارجية السويدية التقت في ستوكهولم مع نسرين عبد الله، إحدى قيادات "ي ب ك/ بي كا كا".
فعاليات تنظيم "غولن" في السويد
تحتضن السويد أنشطة موقع "Nordic Monitor" الذي أسسه عبد الله بوزقورت، ممثل صحيفة "توداي زمان" السابق في أنقرة، حيث يستهدف الموقع تركيا وينشر أخبار مسيئة لها.
وبزعم عدم تصنيف الاتحاد الأوروبي تنظيم "غولن" ضمن قوائم الإرهاب، ترفض السلطات السويدية اتخاذ التدابير اللازمة ضد التنظيم.
ويقوم أنصار التنظيم بتقديم طلبات اللجوء إلى السويد، مستغلين في ذلك برنامج إعادة التوطين لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
أنشطة "بي كا كا" و"غولن" في فنلندا
تشهد فنلندا بين الحين والآخر تظاهرات ومسيرات يرفع خلالها صور عبد الله أوجلان، زعيم تنظيم "بي كا كا" الإرهابي وأعلامه، وتحت ستار "حرية التعبير" لا تتخذ السلطات أية تدابير ضد هذه المسيرات.
وذكرت الصحافة الفنلندية في يوليو/ تموز 2021، أن وفداً رسمياً زار مخيم الهول شمال شرقي سوريا، والتقى "السلطات الكردية في القامشلي"، تزامناً مع إخلائها سيدة وطفلين من المخيم المذكور.
وفيما يخص تنظيم "غولن" الإرهابي، فإن السلطات الفنلندية تستغل برنامج إعادة التوطين لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وتمنح حق اللجوء لأنصار هذا التنظيم.
كما تحتضن فنلندا على أراضيها جمعيات و3 مؤسسات تعليمية تابعة لتنظيم "غولن" الإرهابي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!