ترك برس
باشرت روسيا وأوكرانيا الترتيبات اللازمة لتنفيذ اتفاق إسطنبول لنقل الحبوب عبر البحر الأسود إلى الأسواق العالمية.
وخلال مؤتمر صحفي في القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده ستنفذ التزاماتها بشأن تصدير السلع الغذائية بغض النظر عن رفع العقوبات عنها أو عدم رفعها.
وأضاف لافروف أن مركز التنسيق في إسطنبول سيضمن نزع الألغام من المياه الأوكرانية، فيما ستوفر البحرية الروسية والتركية الأمن للسفن التي تنقل الحبوب في البحر الأسود، بحسب ما نقله "الجزيرة نت."
وذكر الوزير الروسي أن الاتفاقية الموقعة في إسطنبول تمنح روسيا حق تفتيش السفن التي تتجه إلى موانئ أوكرانيا أو تغادرها، ودعا الأطراف المعنية إلى تنفيذ الاتفاقية، كما طالب الأمم المتحدة بالعمل على حل قضية العقوبات التي تحول دون تصدير الحبوب الروسية.
وتأتي تصريحات لافروف بعد يوم من القصف الروسي على ميناء أوديسا (جنوبي أوكرانيا)، وهو أحد 3 موانئ يفترض أن يتم من خلالها تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية بموجب اتفاقية إسطنبول.
وأقرت موسكو بمسؤوليتها عن القصف، لكنها قالت إنه استهدف سفينة حربية أوكرانية ومنظومات صواريخ من طراز "هاربون" المضادة للسفن، في حين نفى الجيش الأوكراني اليوم الأحد الرواية الروسية، وأكد أن القصف استهدف البنية التحتية في ميناء أوديسا.
ورأت أوكرانيا ودول غربية في القصف الروسي تقويضا لاتفاقية إسطنبول.
وكانت روسيا وأوكرانيا وقعتا أول أمس الجمعة بوساطة تركية ورعاية أممية اتفاقية لتأمين إخراج الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
ويسري الاتفاق 120 يوما قابلة للتمديد، ويسمح بتصدير بين 20 و25 مليون طن من الحبوب العالقة في أوكرانيا.
استعدادات لتصدير الحبوب
وعلى الرغم من القصف الروسي فإن كييف أعلنت أنها تستعد لتصدير الحبوب طبقا لاتفاقية إسطنبول.
وأعلنت إدارة الموانئ الأوكرانية اليوم بدء تجمع قوافل سفن الحبوب في موانئ أوديسا وتشورنومورسك ويوجني.
وقالت إدارة الموانئ إن الاستعدادات اكتملت لاستئناف عمل الموانئ الثلاثة، وأكدت ضرورة تقدم السفن بطلب لضمها إلى القوافل المذكورة، مشيرة إلى أن دخول وخروج هذه السفن إلى الموانئ الثلاثة سيتم تحت قيادة سفينة محددة.
من جهته، حذر المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني من صعوبة تصدير الحبوب مع استمرار القصف الروسي لموانئ التصدير، إلا أنه قال إن بلاده يمكن أن تحصل على دخل يقدر بقيمة 10 مليارات دولار من خلال بيع 20 مليون طن من الحبوب موجودة في المخازن، بالإضافة إلى 40 مليون طن من الحصاد الجديد.
وقال المسؤول الأوكراني إنه لو لم تكن الموانئ الأوكرانية محاصرة لأمكن نقل 60 مليون طن من الحبوب في غضون 8 أو 9 أشهر، موضحا أن الأمر سيستغرق نحو عامين لتصدير 60 مليون طن من الحبوب في ظل الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية.
والجمعة، وقعت روسيا وأوكرانيا وبوساطة تركية وأممية، اتفاقاً يحدد آلية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود إلى أنحاء العالم، وذلك في مراسم حضرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فضلاً عن أعضاء الوفدين الروسي والأوكراني.
ووقع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على الاتفاق بشكل منفصل مع نظيره التركي خلوصي أكار، وبعد ذلك وقع وزير البنى التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف على الاتفاقية مع الوزير التركي بإشراف الأمين العام للأمم المتحدة.
ووفقا للاتفاق، سيُستأنف تصدير الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ في مقاطعة أوديسا جنوب أوكرانيا والمطلة على البحر الأسود وهي أوديسا وتشورنومورسك ويوجني.
وينص الاتفاق على إنشاء مركز مشترك للتنسيق والقيادة مقره إسطنبول للإشراف على سير العمليات وحل الخلافات، وسيشارك في المقر الطرفان المتحاربان ومسؤولون من تركيا والأمم المتحدة.
وتعد أوكرانيا وروسيا من بين أكبر الدول المصدرة للمواد الغذائية في العالم، وتخضع موانئ أوكرانيا -بما فيها ميناء أوديسا الرئيسي- لحصار يفرضه أسطول روسيا في البحر الأسود.
ويوجد نحو 20 مليون طن من الحبوب العالقة في صوامع في أوديسا، حيث تقطعت السبل بعشرات السفن بسبب هجوم موسكو الذي تصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!