ترك برس
رصد تقرير للصحفي البريطاني ديفيد هيرست، موقع "ميدل إيست آي"، معالم السياسة الخارجية التي يعتزم تحالف "الطاولة السداسية" المعارض في تركيا، انتهاجها في حال وصول مرشحه كمال كليتشدار أوغلو إلى السلطة، متسائلاً على سبيل المثال، عن مصير قادة المعارضة السورية المقيمين في تركيا.
وقال هيرست في مقاله رغبة كليتشدار أوغلو الجامحة بإرضاء واشنطن والاتحاد الأوروبي والناتو، لا تبشر بخير بالنسبة للمنطقة، متسائلا مرة أخرى: هل يتنازل كمال كيليجدار أوغلو عن استقلال أنقرة؟
وفي هذا الإطار، سأل الصحفي البريطاني، أحد المسؤولين في المعارضة التركية: ما الذي سيحدث لمعارضي الأسد الذين يحظون بحماية القوات التركية في إدلب؟ فأجاب "برسم ابتسامة عريضة على ثغره".
وأضاف التقرير: لقد اعترف بأن الحكومة سوف تحتاج إلى وقت طويل حتى تكسب ثقة دمشق وحتى تخلص نفسها من ورطة إدلب، وقال: "علينا أن نعيد التواصل والتفاهم مع الناس في إدلب، وأن نعيد دمجهم في المجتمع. ولكن هذه مهمة لن نتمكن من إنجازها بمفردنا."
وماذا عن أوكرانيا؟ مباشرة بعد أن صرح كمال كيليجدار أوغلو بأنه يتوجب على تركيا الوقوف إلى جانب أوكرانيا في الحرب الروسية الأوكرانية، تصدى له من يعارضه من داخل حزبه، حزب الشعب الجمهوري. وقد أكد نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، أن السياسة الحالية لتركيا هي السياسة الصائبة، مشيرا إلى أنه ليس بإمكان تركيا التضحية لا بأوكرانيا ولا بروسيا.
أكد ذلك مسؤولان من داخل المعارضة، بل واتفقا على أنه ينبغي على أنقرة المضي قدما في مقاربتها الحالية المتوازنة، من خلال السعي للتوسط بين الطرفين. كما قالا إنه ينبغي على أنقرة ألا تنضم إلى نظام العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي.
وفيما يلي تتمة تقرير الصحفي البريطاني:
لكن الشرق الأوسط هو الذي سيشعر أكثر من أي مكان آخر بآثار تغير النظام الحاكم في أنقرة، وهنا أنا لا أتكلم فقط عن المنفيين المصريين والسوريين والفلسطينيين الذين تستضيفهم تركيا.
وإنما أشير بذلك إلى علاقة تركيا مع نفس رؤساء الدول، الذين حاولوا جاهدين قبل سبع سنين مسح أردوغان من الساحة الدولية.
وعن ذلك تحدث أحد المسؤولين في الشرق الأوسط على النحو التالي: "تتعلم في العلوم السياسية أن السياسة الخارجية تتم صياغتها من قبل وحدات كبيرة – لوبي العسكر والصناعة، والشتات – ثم يتم صقلها من قبل وحدات أصغر، مثل مراكز البحث والدراسات والوزارات، إلى أن يتم التعبير عنها من قبل المستشارين وتوضع حيز التنفيذ من قبل الرؤساء".
وأضاف: "في الشرق الأوسط، تجد هذا الهرم مقلوبا رأسا على عقب. وذلك أن السياسة الخارجية تبدأ وتنتهي عند الرجل الذي يتربع على رأس الهرم. إذا كانت لديك علاقة شخصية به، وحتى لو خضت حربا معه، لن يطول الزمن بك حتى تستأنف العلاقة معه من جديد."
هذا وتتجه تركيا إلى انتخابات رئاسية وأخرى برلمانية في آن واحد، يوم 14 مايو/ أيار الجاري، في مشهد يوصف بالتاريخي لكونه يتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.
ويخوض السباق الرئاسي 4 مرشحون عن تحالف حزبية مختلفة، هم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عن تحالف "الجمهور"، وزعيم المعارضة كمال كلجدار أوغلو عن تحالف "الأمة" أو ما يعرف بـ "الطاولة السداسية"، والسياسي القومي سنان أوغان عن تحالف "الأجداد"، فيما أعلن محرم إنجه مرشح حزب "البلد" انسحابه بشكل مفاجئ قبل 3 أيام فقط من الانتخابات.
في المقابل، يخوض 24 حزباً الانتخابات البرلمانية في سباق للحصول على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان البالغ إجمالي عدد مقاعده 600 مقعداً.
وفي الوقت الذي اختتمت فيه عملية الاقتراع في الخارج، من المتوقع أن تبدأ في تركيا اعتباراً من الساعة الثامنة من صباح الأحد 14 مايو/ أيار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!