(أردوغان في قمة دافوس الشهيرة موبخاً الرئيس الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز )
ترك برس
مرت العلاقات التركية الإسرائيلية بالعديد من المحطات المختلفة وبعضها كانت حاسمة، منذ الإعلان عن تأسيس إسرائيل على الأراضي الفلسطينية عام 1948 ولغاية عملية "طوفان الأقصى" العسكرية التي أعلنتها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ضد تل أبيب.
وتراوحت هذه المحطات بين التطبيع والتحسن والمقاطعة، إلى أن وصلت في إحدى المرات إلى حد سحب السفراء وقطع العلاقات بالكامل، كانت أهم أسباب هذه التقلبات اعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين.
وفيما يلي تقرير نشرته منصات "TR99" حول أبرز المحطات في العلاقات التركية الإسرائيلية:
1949 تركيا أول دولة إسلامية تعترف رسمياً بدولة الاحتلال.
1950 تعيين أول رئيس للبعثة الدبلوماسية في الممثلية التركية بتل أبيب.
1955 توتر العلاقات لأول مرة إثر انتقاد دولة الاحتلال حلف بغداد الذي تأسس بين عدة دول إسلامية بينها تركيا.
1956 تركيا تعلن وقوفها إلى جانب مصر أثناء العدوان الثلاثي، مما أدى لاحتجاج دولة الاحتلال ضد تركيا، وإعلانها تخفيض العلاقات إلى مستوى القائم بالأعمال.
1967 توتر العلاقات مرة أخرى بعد فترة وجيزة من عودتها إلى طبيعتها بعد إدانة تركيا لدولة الاحتلال ومطالبتها بانسحاب الأخيرة من الأراضي التي احتلتها، ومن بينها هضبة الجولان والقدس.
1975 تركيا تصوت لصالح القرار الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز، وتعلن اعترافها بمنظمة التحرير الفلسطينية.
1980 تركيا تغلق قنصليتها في القدس، وتخفض مستوى تمثيلها في تل أبيب إلى أدنى مستوى بعد ضم دولة الاحتلال للقدس الشرقية إلى أراضيها.
1988 تركيا تعلن اعترافها بدولة فلسطين المستقلة مما أدى لتدهور العلاقات مرة أخرى لدرجة سحب السفيرين.
1989 العلاقات تعود مرة أخرى للازدياد بعد تصويت تركيا ضد حظر تمثيل دولة الاحتلال في الأمم المتحدة.
1990 - 1999 عودة السفيرين إلى أماكنهما وتوقيع عدد من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية بين الدولتين.
2000 عودة العلاقات للتدهور مرة أخرى بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
2006 - 2008 تركيا تندد بالهجوم على لبنان ثم على غزة.
2009 منتدى دافوس الاقتصادي يشهد مشادة كلامية بين رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، حيث قال الرئيس أردوغان "عندما يتعلق الأمر بالقتل فأنتم تعرفون جيدا كيف تقتلون.. أعرف جيدا كيف قتلتم الأطفال على الشاطئ" وقام مغادراً الجلسة قبل انتهائها.
2010 قوات الاحتلال تهاجم أسطول الحرية "مافي مرمرة" الذي كان يحمل مساعدات إنسانية بغرض كسر الحصار المفروض على غزة، مما أدى إلى استشهاد 10 مواطنين أتراك وجرح العشرات، استدعت تركيا سفيرها من تل أبيب، وطالبت دولة الاحتلال بالاعتذار فوراً عن الهجوم، ودفع تعويضات لعائلات ضحاياه، ورفع الحصار المفروض على غزة، ثم خفضت تركيا علاقاتها إلى المستوى الأدنى، وخفضت التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى القائم بالأعمال، وعلقت جميع الاتفاقات العسكرية.
2013 رئيس دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو -في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان- يقدم اعتذاراً "باسم إسرائيل" بخصوص قتلى ومصابي أسطول الحرية "مافي مرمرة"، وقبل الرئيس أردوغان الاعتذار باسم الشعب التركي.
2016 رئيس الوزراء بن علي يلدرم يعلن توصل الطرفين الإسرائيلي والتركي إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما، وتم إرسال سفراء بشكل متبادل بين الدولتين.
2017 العلاقات تتجه للتوتر مرة أخرى بعد إعلان الرئيس أردوغان إن بلاده لن تسمح بمنع الأذان في الأراضي المحتلة، واصفاً مجرد النقاش في الموضوع بـ"الأمر المخجل"، وقيامه بتشبيه ما تقوم به دولة الاحتلال بما حصل للسود من عنصرية في أمريكا بالقرن السابق.
2018 تركيا تطرد سفير دولة الاحتلال احتجاجاً على العنف الذي يواجهه سكان غزة أثناء مسيرات العودة، وتل أبيب ترد بالمثل.
2022 الجانبان يعلنان بشكل متزامن، عن اتفاقهما على إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين، وعودة تعيين السفراء بشكل متبادل، بعد زيارة رئيس الاحتلال إسحاق هيرتسوغ لتركيا في خطوة تحصل لأول مرة منذ 15 سنة.
وعقب تصعيد الرئيس أردوغان من نبرة خطابه ضد إسرائيل بسبب هجماتها على غزة وتزامناً مع السخط الشعبي في تركيا ضد إسرائيل، استدعت تل أبيب سفيرتها في أنقرة لـ "دواع أمنية"، قبل أن يعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، السبت الماضي، أنه أعطى تعليمات بعودة ممثليه الدبلوماسيين في تركيا إلى إسرائيل، احتجاجاً على تصريحات أردوغان.
إلا أن مصادر دبلوماسية تركية أكدت أن الدبلوماسيين الإسرائيليين في البلاد قد غادروا البلاد بالفعل قبل تصريحات كوهين، وفي المذكرة التي أرسلوها إلى الخارجية التركية يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ذكروا أنه في ضوء التطورات الأخيرة، سيغادر الدبلوماسيون في السفارة تركيا بدءا من 19 أكتوبر/تشرين الأول لـ "دواع أمنية" دون التطرق إلى تصريحات أردوغان أو شيء من هذا القبيل.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة الذي يعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.
وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وسط حديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.
وأرسلت تركيا حتى الآن عدة طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات مختلفة لسكان القطاع، إلى جانب فريق من الأخصائيين الطبيين الذين سيقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية في معبر رفح وفي مطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما تواصل منظمات إغاثية تركية إطلاق حملات لدعم ومساعدة سكان غزة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!