عبد الله مراد أوغلو - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
ما سبب حب واهتمام إيران ببوتين؟ ماذا عمل بوتين حتى يستحق منهم هذه المحبة؟ فعل الكثير، فمنذ بداياته في رئاسة الوزراء كان يقتل المسلمين في القوقاز، والآن يقتلهم في سوريا، ويقصف بلا هوادة معاقل المعارضة السورية التي تقف في وجه الأسد، فبوتين، حتى لا نظلمه، يقتل فقط المسلمين السنة.
وقد قام الإيرانيون خلال خطب الجمعة بتقديم كل الدعم لروسيا، وانتقاد تركيا واتهامها بأنها "تُضعف محور المقاومة"، وإذا كان بوتين يترأس "محور المقاومة" الذي يضم طهران وبغداد ودمشق وبالتعاون مع حزب الله، فلماذا يريد حماية هذا المحور وهو يتعاون بكل الطرق والوسائل مع إسرائيل؟ وكيف لهم أنْ يتحدثوا عن محور المقاومة وهم لم يطلقوا أي رصاصة على إسرائيل، هل نسوا أنّ حافظ الأسد قام بإهداء هضبات الجولان لإسرائيل عام 1967؟
وما تملكه "جبهة الممانعة" يساوي أضعاف ما تملكه إسرائيل، من حيث عدد السكان والجيش والغاز الطبيعي والنفط وخيرات الأرض، لكن كل هذه الأمور كيف ساعدت الفلسطينيين؟ وكيف ساعدت المسلمين؟ النتيجة كانت عجز عربي كامل عن مواجهة إسرائيل برغم امتلاكهم سلاح استراتيجي اسمه النفط، فإذا كانت "جبهة الممانعة" لا تقدم شيئا لفلسطين، وبرغم وجودها بقيت فلسطين تحت الاحتلال، فهل من الممكن أنْ يكون طريق تحرير فلسطين من خلال قتل المسلمين؟ في سوريا تسببت الأحداث بمقتل ما يزيد عن 300 ألف إنسان، بينما قنبلة هيروشيما وناغازاكي قتلت 200 ألف.
نحن لسنا بحاجة إلى أعداء جدد، لأننا أصبحنا نقتل أنفسنا بأنفسنا من خلال حروب الوكالة، ولو استخدمنا حماسنا لقتل أنفسنا من أجل توحيد قوتنا، لتغيرت المنطقة بأسرها، ولمَا شعر الكثير منا بحاجة ماسة للهجرة إلى الدول الغربية، فنحن نعيش حربا ستسمر طويلا، كيف ستكون نهايتها؟ ملايين من الأيتام والمعاقين والحاقدين والكارهين، ودمار اقتصادي، هل هذا هو ما نريده؟
لن يستفيد العالم الإسلامي خيرا من أمريكا ولا روسيا ولا مثيلاتها، وقتل المسلم للمسلم لن يكون خيرا له في الدنيا ولا في الآخرة، ففلاح العالم الإسلامي يتمثل بوحدته وتوحده، وإذا لم نستطع إيقاف شلال الدم وقتل المسلمين لبعضهم البعض، فستكون هذه خيانة عظمى لمستقبل الإسلام، وسنكون نستحق ما سنتعرض له من مصائب، ولذلك لا نريد سماع أحد يتحدث عن "جبهة ممانعة"، طالما روح الإسلام، القدس، ما تزال تحت الاحتلال.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس