ترك برس

أعرب وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو عن استغرابه من أن هناك دولًا ظلّت تطالب تركيا بتحسين علاقتها مع روسيا، إلا أنها الآن منزعجة بعد عودة الأمور إلى سابق عهدها.

وذكر تشاويش أوغلو في تصريحات أدلى بها على هامش زيارة أجراها برفقة وزير الاقتصاد نهاد زيبكجي إلى فرع حزب العدالة والتنمية في ولاية دنيزلي غربي البلاد، أن هناك من يتساءل هل ما تشهده تركيا حاليًا تحول في الأرضية أم في المحور، في إشارة إلى ابتعاد تركيا عن الغرب وقربها من روسيا.

وحول علاقات بلاده بالاتحاد الأوروبي ومفاوضات الانضمام إليه، أشار جاويش أوغلو إلى وجود تصريحات بلغت حد التهديد بوقف عضوية تركيا أو مفاوضاتها (على خلفية مطالبة المواطنين الأتراك إعادة تنفيذ عقوبة الإعدام بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/تموز الماضي، وهو ما ترفضه أوروبا)، مضيفا "لقد أعلمنا هؤلاء حدودهم بنبرة فاقت نبرة تحذيراتهم إلينا، فتركيا اليوم ليست كما كانت بالماضي حينما كانوا يتحكمون فيها، وإذا كنتم ستدخلون معنا في حوار، عليكم أولا ألا تعلنوا أنكم ضد الانقلاب، فنحن نعلم جيدا معاييركم المزدوجة وريائكم، وشاهدناها كثيرا".

تجدر الإشارة أن تركيا تجري مشاورات من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبي منذ عام 1981، وشملت المفاوضات 33 فصلاً، تتعلق بالخطوات الإصلاحية التي تهدف إلى تلبية المعايير الأوروبية في جميع مجالات الحياة، تمهيداً لحصول أنقرة على عضوية تامّة بالمنظومة الأوروبية.

وفيما يتعلق بمحاربة أنشطة منظمة فتح الله غولن الإرهابية (تتهمها تركيا بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة) خارج تركيا، أكد جاويش أوغلو أن "الدول الصديقة لبلاده بدأت بطرد الخونة (في إشارة إلى أعضاء المنظمة) الذي حاولوا الانقلاب".

وفي سياق متصل أشار أن"الصومال وليبيا وأذربيجان وباكستان وكازاخستان والنيجر اتخذوا قرارا بإيقاف أنشطة المنظمة المذكورة على أراضيها، متعهدا بمواصلة ملاحقة الخونة أينما كانوا ومحاسبتهم على مخططهم الانقلابي الفاشل".

جدير بالذكر أن الجماعة المذكورة تدير وتمتلك سلسلة من الأوقاف والمؤسسات والهيئات العاملة في مجالات سياسية وثقافية وتجارية وتعليمية، في مختلف أنحاء العالم.

وجدد جاويش أوغلو مطالبة بلاده للولايات المتحدة بتسليمها "فتح الله غولن" المقيم في ولاية بنسيلفانيا منذ 1999، لافتا أن وفدا من وزارة العدل الامريكية سيزور أنقرة في يوما 23-24 أغسطس الحالي، لبحث الملف.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن"، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

جدير بالذكر أن عناصر المنظمة الإرهابية، قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!