مراد يتكين - حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
في مؤتمرهما الصحفي المشترك ركز وزير الشؤون الأوروبية في الحكومة التركية عمر تشيليك، ووزير الدولة البريطاني لشؤون أوروبا والأمريكتين، آلان دانكن، على الاتفاق بين أنقرة وبروكسل حول المهاجرين، وتيسير حصول المواطنين الأتراك على التأشيرة.
كرر تشيليك موقف تركيا الذي سبق أن أوضحه الرئيس رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو. قال تشيليك إن الاتفاق سينهار ما لم ينفذ الاتحاد الأوروبي ما اتفق عليه من إعفاء الأتراك من التأشيرات بحلول نهاية العام الحالي، وأن السبيل الوحيد لإنقاذ الاتفاق سيكون الجلوس والتباحث مرة أخرى. وفي الوقت نفسه كرر دانكن موقف بريطانيا بالتأكيد على أهمية الحفاظ على العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي قوية.
والمفارقة أن تركيا تريد دخول الاتحاد الأوروبي، بينما تريد بريطانيا الخروج منه.
ومهما يكن من أمر فلم تكن بريطانيا جزءا من اتفاق الإعفاء من التأشيرة الذي يفترض أن يكون ساريا بين مجموعة دول الشينجين. وقد أوضحت المفوضية الأوروبية بجلاء أنه بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، فإنها لا تريد أن تتدخل لندن في شؤون الاتحاد الأوروبي، ولاسيما المتعلقة بمستقبل الاتحاد الأوروبي.
لم تكن العلاقات بين أنقرة وبروكسل في أفضل حالاتها حتى قبل محاولة الانقلاب العسكري الساقط في تركيا. ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى قلق الاتحاد الأوروبي من رغبة الرئيس رجب طيب أردوغان في تحويل تركيا إلى النظام الرئاسي التنفيذي، وعلاقات أنقرة مع موسكو، وسياستها في سوريا والعراق.
من جهة نظر الحكومة التركيا لم يُبد الاتحاد الأوروبي التضامن الضروري مع تركيا منذ محاولة الانقلاب، وفي الوقت نفسه يرى الاتحاد الأوروبي أن التطورات التي حدثت في تركيا منذ محاولة الانقلاب وضعت الضوابط والتوازنات وسيادة القانون في النظام التركي في خطر، إلى جانب زيادة تركيز السلطة التنفيذية في يد أردوغان.
تسير العلاقات بالتأكيد بين الاتحاد الأوروبي وتركيا عبر نوع من اختبار التحمل.
ونظرا لتنامي المشاعر القومية والمعادية للأجانب في دول الاتحاد الأوروبي الناجمة عن تدفق اللاجئين هربا من الحرب الأهلية السورية، ونظرا لزيادة المشاعر المعادية للاتحاد الأوروبي في تركيا نتيجة تعامله مع تركيا، فإن التوتر بين أنقرة وبروكسل قد بدأ يتحول كلية إلى لامبالاة.
لكن اللامبالاة في هذه الحال أسوأ من الكراهية والعداء.
يجب أن تبقى تركيا في داخل النظام الأوروبي، لا بسبب نوعية الديمقراطية في البلاد فقط، بل بسبب المخاوف الأمنية المشتركة والسياسة الخارجية أيضا. لا تقتصر هذا المخاوف على تدفق اللاجئين الذي قد يزيد مع تصاعد الاشتباكات حول حلب في سوريا، والموصل في العراق.
ينبغي لأنقرة وبروكسل أن يكونا حريصين للغاية على الحفاظ على تطور علاقتهما. وسيكون الاختبار الرئيس لذلك استمرار صفقة المهاجرين/ الإعفاء من التأشيرة. إذا كان من الممكن إنقاذ هذه الصفقة، فإن الأمور قد لا تتحسن كثيرا، ولكن إذا أخفقت، فمن المرجح ان تزداد العلاقات سوءا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس