ترك برس
اختلفت آراء الخبراء حول التفجير الذي وقع في مدينة "منبج" السورية وأسفر عن مقتل جنود أمريكيين وعدد من المدنيين، وتبنّاه تنظيم "داعش"، في ظل استعداد تركيا لشنّ عملية عسكرية ضد ميليشيات انفصالية تدعمها الولايات المتحدة شرق نهر الفرات.
وجاء الهجوم الانتحاري بالتزامن مع بداية انسحاب القوات الأمريكية من شمالي سوريا، وقبل العملية المرتقبة شرق الفرات، فيما يدور الحديث عن مباحثات أميركية – تركية حول إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود التركية – السورية بما يشمل "منبج".
وتخضع مدينة "منبج" لسيطرة ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، التابعة لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المصنف في قوائم الإرهاب، والتي تسعى لإقامة كيان انفصالي في الشمال السوري مستغلة الفوضى السائدة في المنطقة.
المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان، قال في حديث لقناة "TRT عربي" الحكومية، إن "العملية الانتحارية تؤكد عدم صحة الادعاء الأميركي بأن تنظيم داعش الإرهابي تمّ القضاء عليه".
ويرى أوزجان أن "الولايات المتحدة قد تسعى إلى استخدام الهجوم كذريعة لاستمرار دعمها لتنظيم (YPG) الإرهابي، وإعطائه مُبرراً للبقاء والاعتماد عليه في مرحلة ما بعد الانسحاب".
ويضيف أوزجان بأنّ "هذا التفجير قد يساهم في تأكيد صحة وجهة النظر التركية حول الإرهاب ووجوده في تلك المناطق، فيما قد يساهم أيضاً في دعم وجهة نظر جناح في الإدارة الأميركية يرى في الانسحاب ضرراً، وهو ما قد يدفعهم إلى محاولة إقناع ترمب للتراجع عن قرار الانسحاب".
وقال المحلل التركي: "قد يأتي التفجير بنتائج معاكسة، ربما يدفع ترمب إلى تسريع الانسحاب؛ إذ إنه يريد التخلص من صداع سوريا بأسرع وقت".
وحول توقيت العملية، أكد الباحث في مركز عمران للدراسات معن طلاع، أن "له دلالات مهمة جدا"، موضحا أن "هناك من يريد أن يرسل رسالة إلى الولايات المتحدة بأن داعش لم ينتهِ، ويريد إجبار واشنطن على البقاء"، وفق صحيفة "عربي21".
واستند طلاع إلى ذلك "بنظرية الاستخدام الاستخباراتي التي تقوم بها أطراف متعددة في سوريا"، مستدركا بقوله: "لكن أيضا قد يفهم أن هناك من يريد أن يزعزع الترتيبات القائمة بين الولايات المتحدة وتركيا، والتي باتت قاب قوسين أو أدنى في ما يتعلق بشرقي وغربي نهر الفرات".
وحول الجهة المستفيدة من التفجير الانتحاري بمنبج، قال طلاع: "هنا تكمن مصلحة مشتركة بين الروس والنظام وإيران"، مبينا أن "النظرية الأمنية التي تتحكم في الموضوع، تدلل على أن هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد أن مجموعة من الداعمين لهم مصلحة مباشرة في افتعال تفجير منبج"، وفق تقديره.
وتابع: "الترتيبات الأخيرة بين واشنطن وأنقرة بعد إعلان قرار الانسحاب الأمريكي، ربما جعلت موسكو وطهران تخشيان على حلفهما مع تركيا، لذلك جاءت العملية لضرب التنسيق الأمريكي التركي".
وأكّد في الوقت ذاته أن "عملية التفجير بمنبج لن تؤثر على قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا، لأنه قرار ممنهج من ترامب وليس استراتيجيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!