ترك برس
يرى الخبير الاقتصادي شهاب الدين العزعزي، أن هناك العديد من الطرق التي يمكن للمستثمرين الأجانب من خلالها تجنب الارتدادات السلبية لارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية.
جاء ذلك في حديثه لشبكة الجزيرة القطرية، حول وجود خشية لدى اقتصاديين أتراك من تأثيرات محتملة لاستمرار التذبذب في سعر صرف الليرة التركية على تدفق الاستثمارات الخارجية على البلاد.
ويوضح العزعزي أن بدايات تراجع الليرة أثرت بعمق على ثقة المستثمرين، وخلفت أجواء من القلق والتردد لديهم، لكن عودة العملة للثبات والاستقرار طيلة الشهور الماضية أعادت الارتياح إلى المستثمرين.
ويشير إلى أن على المستثمر الأجنبي أن يضع هذه التقلبات في حساباته بدراسات الجدوى التي يعدها لمشاريعه، موضحا أن هذا التذبذب يحمل آثارا محدودة على الاستثمارات قصيرة الأمد.
أما فيما يتعلق بالاستثمارات طويلة الأجل، فينصح العزعزي أصحابها بتوحيد عملة الإنفاق مع الربح، أي أن يمول المستثمر مشروعه من عملة الليرة في حال كان سيستثمر أرباحه داخل تركيا، وبالدولار إذا كان يتطلع إلى تحويل ربحه إلى العملة الصعبة.
ويلفت العزعزي النظر إلى أن الليرة عملة معومة جزئيا وليست مستقرة بالكامل، متوقعا أن يبقى سعر صرفها على هذا الحال من التقلب لمدة عامين إلى ثلاثة أعوام، بين خمس وسبع ليرات للدولار الواحد.
وعاد سعر صرف الليرة التركية للتراجع ابتداء من يوم الاثنين الماضي عقب تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول نتائج الانتخابات في بلدية إسطنبول.
وجرى التداول بسعر يزيد على 5.7 ليرات للدولار الواحد بانخفاض بلغت نسبته نحو 1.58% عن إغلاق الجمعة الماضية حين كان سعر صرف الدولار 5.6220 ليرات.
وحتى ساعات فجر الخميس وصباح الجمعة ظل سعر الدولار أعلى من 5.6 ليرات مما عزز التوقعات بإمكانية انتهاء الأسبوع على هذا الارتفاع.
وكان أردوغان قد أعلن الأحد الماضي أنه من المستحيل لمرشح المعارضة إعلان الفوز في إسطنبول بفارق أصوات ضئيل وهامش يتراوح بين 13 ألفا و14 ألف صوت، في إشارة إلى تراجع الأصوات التي حصل عليها أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض لرئاسة البلدية.
وهذه هي المرة الثانية التي يتراجع فيها سعر صرف الليرة خلال أقل من شهر واحد، بعدما شهدت انتكاسة حادة عقب تصريحات لأردوغان انتقد فيها بشدة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه الاعتراف بتبعية هضبة الجولان السورية لإسرائيل.
وتظهر العملة التركية حساسية مفرطة تجاه الأزمات الخارجية، إذ سبق أن انتكس سعر صرف الليرة في توترات سابقة تعلقت بأزمة أنقرة مع موسكو على خلفية إسقاط المقاتلات التركية طائرة سوخوي الروسية عام 2014.
ومنذ ذلك الحين سجل سعر صرف الليرة انهيارات كبيرة في خمس مناسبات ارتبط أغلبها بالخلاف مع واشنطن في عدد من القضايا أهمها اعتقال القس الأميركي برونسون ومحاكمته لدى تركيا وصفقة صواريخ "أس 400" بين موسكو وأنقرة، والرفض التركي اللافت للاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
لكن تراجع سعر صرف الليرة ارتبط هذه المرة بأزمة داخلية متعلقة بالخشية من تطور الخلافات بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري المعارض على نتائج الفرز في انتخابات بلدية إسطنبول.
إذ يتمسك "آك بارتي" بتعرض أوراق الاقتراع لتزوير ممنهج ضد مرشحه لرئاسة البلدية الكبرى بن علي يلدرم، ويطالب بإعادة الانتخابات في كامل إسطنبول، في حين تستمر المعارضة بمطالبته بالقبول بالنتائج التي حملت مرشحها أكرم أوغلو إلى رئاسة البلدية.
وتوجه زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو بدعوة للشعب للخروج من أجواء الانتخاب والالتفات إلى المصالح الاقتصادية، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس إلى اعتماد العملات المحلية في المعاملات التجارية.
وقال الرئيس أردوغان -خلال اجتماع مع رجال أعمال روس وأتراك بالعاصمة الروسية موسكو الاثنين الماضي- إن اعتماد العملات المحلية يحمي البلدين من "إملاءات الدول الأخرى".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!