أفوق أولوتاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
بعد كل عملية ضد تركيا، بعد كل هجوم إرهابي، تظهر مجموعة منحطة، وكلما قلنا أنهم لن يصلوا لمثل هذه الدرجة من الانحطاط، يفاجئونا بأنهم يصبحون منحطين أكثر من الانحطاط نفسه. لكن ذلك -من جهة أخرى- يُسقط عنهم الأقنعة، كاشفا عن نواياهم الحقيقية، فهم بذلك يحفرون لأنفسهم هاوية عميقة سيسقطون فيها بنظر المجتمع.
لا يوجد لديهم أي مرجع أخلاقي، ولا يوجد لديهم أي حدود للوقاحة والكذب وعدم الاكتراث، وكانت آخر نقطة وصلوا إليها هي الترويج للإرهاب، وإذا نظرتم إلى كل قوانين الدول ستجدون أنّ مثل هؤلاء يُدانون بدعم الإرهاب، لأنهم لم يكتفوا بنشر وترويج صور الإرهابيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، وإنما الترويج لهم عبر الصحف والكتابات والصفحات الأولى.
أسال الله الرحمة للنائب العام محمد سليم كيراز، فقد وصل إلى منصب نائب عام في اسطنبول برغم إمكانياته المحدودة، وقد استشهد وهو على رأس عمله، ليصبح بذلك بطلا شعبيا وقوميا، فالسيرة الذاتية لهذا النائب العام تدل على أنه بطل من أبطال هذا الشعب، ومثل من مثله العليا.
الذين عملوا على إيجاد المبررات لإرهابيين وضعوا وشهروا السلاح على رأس بطل قومي، والذين فرحوا لعمل الإرهابيين موجهين الانتقادات للحكومة وللدولة أثناء سير العملية، قد فقدوا عقلهم وذهنيتهم وانحرفوا وسقطوا أرضا تحت الأقدام.
الإعلام والشرف الإنساني
أحدهم بدأ بسرد قصص وسيناريوهات خيالية تشبه تلك التي كان يكتبها جان دو لافونتين، من أجل تبرير وإضفاء شرعية على أعمال الإرهابيين، غير مكترث بحياة النائب العام ومصيره. بينما شغل تفكير آخر مقتل الإرهابيين برصاص الشرطة وأنه كان بالإمكان السيطرة عليهم دون قتلهم، دون أنْ يفكر هذا في مصير النائب العام أو يتحدث عن قتله على يد المجرمين.
بينما بدأ آخر، الذي يتخذ من الحكومة عدوا له بسبب حبه لنظام الأسد، قد بدأ بكيل الاتهامات على الدولة، وتبرير عمل الإرهابيين، وأنا هنا لا أجد ضرورة للحديث عن بعض الصور الكاريكاتورية التي نُشرت أيضا.
كيف يستطيعون الحديث والتعليق عن الشرف الإنساني والأخلاقي وهم من وضع صور الإرهابيين بأكبر حجم على واجهة صحفهم؟ ونحمد الله أنّ رئيس الوزراء الذي قال "الأهم من حرية الصحافة هو الشرف الإنساني والأخلاقي"، قد منع تلك الصحف والقنوات التلفزيونية التي روجت للإرهابيين من تغطية جنازة المدعي العام، فأنا أشكر داود أوغلو على هذا الموقف الأخلاقي الذي يجب أنْ يتحوّل إلى قانون يُترْجِم مشاعرنا وأحاسيسنا وضمائرنا.
عقلية الإرهاب
تُعتبر منظمة "جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري" (DHKP-C)، منظمة تتغذى على آيدولوجية طائفية، ومن المعلوم لدى الجميع أنّ هذه المنظمة تُستخدم من قبل الاستخبارات الخارجية وعلى رأسها استخبارات نظام بشار الأسد واستخبارات ألمانيا، لذلك لا يمكننا قراءة الأعمال الإرهابية المتتالية التي حصلت خلال اليومين الماضيين والمديح الذي قام به البعض لها، بمعزل عن حقيقة اقتراب الانتخابات في تركيا، وعن مسألة تجاوز حزب الشعوب الديمقراطي نسبة الحسم من عدمه، ولا بمعزل عن الضربات القوية والتقدم الهائل الذي تحرزه المعارضة في سوريا، ولا بمعزل عن حديث اردوغان وتصريحاته الأخيرة تجاه إيران.
وهنا أطلب منكم الاحتفاظ باسم "مهراتش أورال" مخطط هجوم الريحانية، فأورال هو العنصر الذي يربط بين هذه المنظمة الإرهابية وبين الاستخبارات السورية، وقد لعب "مهراتش أورال" دورا بارزا في وضع الأسس لهذه المنظمة الإرهابية في اللاذقية، وكان يساعد الإرهابيين في عبور الحدود، وبدأ هذه الأيام بتشكيل تهديد واضح على تركيا انطلاقا من غابات الصنوبر في اللاذقية.
نظام الأسد يربط قدرة المعارضة على الانتصار في إدلب بدعم تركيا، لذلك من يريد الحصول على إجابة وعنوان واضح لسبب حدوث الهجمات الإرهابية الأخيرة، عليه بالبحث عنها انطلاقا من هاتاي ووصولا إلى سوريا، وإلا لن يستطيع الحصول على الإجابات على الأسئلة التي تدور حول تلك الأعمال الإرهابية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس