ترك برس
نشرت قناة "TRT عربي" الرسمية التركية تقريرا عبر موقعها الإلكتروني يتناول نجاح تركيا في العقود الأخيرة في تعزيز صناعاتها الدفاعية والوصول إلى درجة عالية من الاستقلالية والاعتماد على القدرات المحلية، بالتركيز على دور "وقف القوات المسلحة التركية" كمحرك رئيسي لهذا التحول.
ويشمل التقرير دراسة أصول وتطور "وقف القوات المسلحة التركية"، وتأثيره على تطوير الصناعات الدفاعية التركية، ودوره في استدامة النمو الاقتصادي والابتكار التقني، بالإضافة إلى دور التمويل الشعبي والتبرعات في دعم هذه الجهود.
ووفقا للتقرير، تمكنت تركيا في العقود الأخيرة من تحقيق خطوات متقدمة في مجال الصناعات الدفاعية والوصول إلى الاستقلالية والاعتماد على القدرات المحلية، ولعبت مؤسسات عدة لتحقيق هذا الهدف، على رأسها وقف القوات المسلحة التركية.
وأوضح أن الوقف الذي تعود أصوله إلى بدايات القرن الماضي، يعبر عن مدى عمق وأهمية الوصول إلى الاستقلالية الذاتية في إنتاج الصناعات الدفاعية، من خلال مشاركة مختلف شرائح المجتمع التركي في تحقيق هذا الهدف، بدءاً من المؤسسات الوقفية إلى المواطنين.
وبحسب القناة، ترجع أصول فكرة الوقف إلى بداية القرن الماضي، وتحديداً عام 1909، عندما جرى تأسيس وقف "إسناد البحرية العثمانية الوطنية" الذي أغلق مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، وعادت الفكرة من جديد بعد التهديدات التي تلقتها تركيا بفرض حظر على صادرات الأسلحة، وفي عام 1965 أسست "جمعية البحرية التركية" التي أطلقت حملة "اصنع سفينتك بنفسك" خاصة تلك المتعلقة بمهام الإنزال البحري.
وفي 1970 أنشئ "وقف تعزيز القوات الجوية التركية" لدعم وتطوير الصناعات الجوية التركية وما يرتبط بها من أسلحة ومعدات. وبعد عملية السلام في قبرص 1974، وما رافقها من فرض حظر الأسلحة على تركيا من دول غربية دُشن "وقف تعزيز القوات البرية التركية" تحت شعار "اصنع سلاحك ودباباتك بنفسك".
وشهدت هذه الفترة التفافاً شعبياً كبيراً حول القوات المسلحة التركية، وبعد العملية العسكرية وما رافقها من حظر على بيع الأسلحة لتركيا، جرى التركيز أكثر على الخطوات التي تساهم في تعزيز استقلالية القوات المسلحة التركية من حيث التسليح والعتاد.
وفي يونيو/حزيران 1987، دُمجت المؤسسات الداعمة الثلاث، البحرية والبرية والجوية في وقف واحد، حمل اسم "وقف القوات المسلحة التركية" الذي وحّد جهود الشركات والمؤسسات في اتجاه واحد.
يترأس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجلس أمناء الوقف الذي يضم في عضويته نائبه جودت يلماز، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس الأركان التركي متين غوراك، ورئيس الصناعات الدفاعية خلوق غورغون.
ووفقاً للموقع الرسمي للوقف، فإنه يملك حصصاً مباشرة في 15 شركة تعمل في مجالات مختلفة من الصناعات، 6 منها تتبع للوقف بشكل مباشر، و9 أخرى يملك الوقف حصصاً فيها.
ومن أهم وأشهر الشركات التركية التي تتبع الوقف، "أسيلسان" المتخصصة في إنتاج الرادارات والأنظمة الإلكترونية، وشركة TAİ الرائدة في مجال الطيران والأقمار الصناعية والفضاء، وشركة روكستان المتخصصة في إنتاج الصواريخ.
بالإضافة إلى "HAVELSAN" المتخصصة في مجال الأنظمة والبرمجيات، وشركة "إشبير"، وشركة "أسبيلسان" وكلاهما من الشركات الرائدة في أنظمة الطاقة الخاصة بالصناعات الدفاعية.
هذه الشبكة الواسعة من المؤسسات والشركات التي يستثمر فيها الوقف تتيح له تطوير وفتح مجالات أمام الصناعات المحلية التركية، إضافة إلى أنه يولي أهمية كبيرة لأنشطة البحث والتطوير ودعم المبادرات الشبابية في هذا المجال.
ووفقاً للمدير التنفيذي للوقف بلال توبتشو في حديث له مع TRT Haber، فإن الوقف يدير محفظة مكونة من 70 شركة داخل وخارج تركيا، تعمل في مجال الصناعات الدفاعية والتقنيات العالية.
وقال توبتشو، إن لديهم الآن آلاف المشاريع التي ستساهم في اقتصاد البلاد وصناعتها التكنولوجية والدفاعية، مردفاً: "وبينما كان الصاروخ حلماً لنا جميعاً، لدينا الآن مئات الفرق التي تسافر إلى الخارج وتفوز بالمركز الأول في المسابقات الصاروخية، وأكثر ما يثير اهتمامنا هو جيل "تكنوفيست".
وحول إيرادات الوقف أشار المدير التنفيذي إلى أن الجزء الأهم يأتي من "دخل الأرباح الذي نتلقاه من شركات "أسيلسان"، و توستاش، وروكستان، وأسبيلسان، وإشبر، وهافيلسان، إضافة إلى الأرباح التي تأتي من الشركات التي نملك فيها حصصاً".
أما المصدر الثاني لإيرادات الوقف فيأتي من التبرعات التي يتلقاها من مختلف شرائح الشعب التركي، من المواطنين قبل رجال الأعمال، شباباً وشيوخاً، التي تكون إما نقدية وإما عقارية، كالمباني والأراضي ومكاتب العمل التي توهب لأعمال الوقف.
ويذكر توبتشو بعضاً من النماذج الشعبية في التفاعل مع الوقف قائلاً: "في مدينة سيواس مثلاً، تقاعد زوجان وكلاهما مدرس، وقررا التبرع بمعاشهما التقاعدي بالكامل، نصفه ذهب إلى الوقف والنصف الآخر إلى "آفاد"، بينما تبرع آخرون بمبالغ مالية بمجرد رؤيتهم لحاملة الطائرة "TCG- الأناضول" أو رؤيتهم للطائرة "KAAN" رغبة منهم في أن يروا الجيش التركي قوياً.
وعن أولويات الإنفاق للمؤسسة، أوضح توبتشو أن 65% من إجمالي دخلهم يذهب إلى صندوق دعم الصناعات الدفاعية، لتحويله إلى المشاريع المدرجة من رئاسة الصناعات الدفاعية، بينما تذهب 35% المتبقية إلى الشركات التابعة للوقف لزيادة رأس المال، أو إنشاء مشاريع جديدة، أو الاستثمارات عند الحاجة، وفقاً لتقدير مجلس الإدارة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!