رك برس
ذكر تحليل لموقع أمريكي أن انضمام تركيا لمجموعة "بريكس" سيعزز من موقعها المحوري بين الشرق والغرب.
التحليل الذي نشره موقع "The Conversation" الأمريكي، أفاد بأن تقديم تركيا طلب الانضمام إلى مجموعة "بريكس" شكّل خطوة مهمة نحو الانتقال إلى عالم تتراجع فيه الهيمنة الغربية.
وأكد التحليل أن "هذه الخطوة ستجعل تركيا في موقع محوري دبلوماسياً بين الشرق والغرب".
تسعى تركيا لتوسيع تحالفاتها العالمية وتطوير علاقاتها مع القوى الصاعدة عبر الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، وهي مجموعة اقتصادية تضم بعضًا من أكبر الاقتصادات الناشئة في العالم.
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه العلاقات التركية الغربية بعض التوتر، خاصة مع بطء التقدم في محادثات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي.
وقدمت تركيا طلبًا رسميًا للانضمام إلى "بريكس" منذ عدة أشهر، وهو ما يعكس التغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم.
إلى ذلك أكد الدكتور سلطان مطلق العجمي، النائب الأول لرئيس التحالف الدولي للمشاريع الإستراتيجية في مجموعة "بريكس" أن السنوات الماضية أثبتت عدم نجاعة القطب الأوحد في بناء عالم منسجم بين مكوناته السياسية وبين شعوبه، وقال إن أحادية القطبية تسببت في إحداث خلل كبير في منظومة العلاقات الدولية مما فرض الحاجة لبناء عالم جديد متعدد الأقطاب.
وأضاف العجمي في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت خلال زيارته إلى روسيا أن الاقتصاد هو عصب العلاقات والتعاون الدولي، وأن بناء العلاقات الدولية في الوقت الراهن يجب أن يعاد صياغته بحيث يتيح مشاركة أكبر للمنظمات غير الحكومية لتعزيز التقارب بين الشعوب، بما في ذلك التبادل الثقافي.
وبين المسؤول الكبير في "بريكس" أنه يقود من خلال منظمة المشاريع الإستراتيجية عملية إقامة جسور نوعية جديدة بين روسيا والعالم العربي، تشمل من بين أمور أخرى تعزيز التعاون بين ممثلي القطاع الخاص والتواصل الثقافي بين العرب والروس وكذلك تطوير السياحة المتبادلة.
وحصل العجمي خلال زيارته إلى العاصمة الروسية ولقائه مع المسؤولين الروس على وسام الدبلوماسية الاجتماعية من الدرجة الأولى.
تشهد السنوات الأخيرة تكريسًا لتعددية الأقطاب والتعاون الذي لا يتعارض مع سيادة الدول واستقلالها. ما أسباب الحاجة لذلك، وهل تشير التقديرات إلى أن هذه الصيغة تتوسع لتشهد انضمام أعضاء جدد إليها؟
أثبتت التجربة التاريخية، ولا سيما في السنوات الأخيرة عدم نجاعة القطب الأوحد، الذي في واقع الحال تسبب بأذى ومشاكل لبلدان وشعوب العالم، مما فرض حاجة كبيرة لبناء عالم متعدد الأقطاب.
تعدد الأقطاب في جوهره هو ضمان للسلم والردع. قد تكون بعض الجوانب في هذه النظرية غير مكتملة بعد، أو لا تعجب البعض، أو لا تصب في صالح هذا الطرف أو ذاك، لكن مما لا شك فيه أن التعددية القطبية هي أفضل الحلول المتاحة للخلل في العلاقات الدولية في الظروف الحالية.
وجود منظمة "بريكس" هو شيء إيجابي جدًا لعالم جديد، لا سيما أنها تضم دولًا كبيرة ووازنة على الساحة الدولية، ومن بين هذه الدول من تأذى من حقيقة القطب الواحد، لذا برزت لديها فكرة الانضواء تحت هذه مظلة.
إلى جانب ذلك، تضمن هذه الصيغة نوعا من التوازن في العلاقات الدولية، وكذلك فيما بين الدول الأعضاء، وتتيح لهذه الدول إمكانية التعاون والتعامل بنِدِّية، وتلبية المصالح المتبادلة، والاستفادة القصوى من الإمكانيات التي يتمتع بها كل بلد على حدة.
هذه الصيغة الخلاقة هي أفضل بديل عن الواقع الذي يتحكم فيه قطب واحد، حيث يقوم بفرض رؤيته على الساحة الدولية.
لقد سئمت البشرية من هذا النموذج وهذا الوضع الذي باتت تفرَض فيه على هذه الشعوب والبلدان مفاهيم تختلف مع الطبيعة البشرية وتتناقض معها.
من الناحية التاريخية منظمة بريكس لا تزال في بدايتها، هل أثبتت التجربة حتى الآن إمكانية الفصل بين السياسة والاقتصاد؟
الاقتصاد هو العصب الرئيس للتعاون، سواء على مستوى العلاقات الدولية أو الثنائية أو متعددة الأطراف، وهو كذلك المحرك لعجلة التنمية ، وبدون ذلك لا يمكن تأمين تقارب الشعوب بشكل عملي بحيث يعود بالفائدة ويحقق مزيدًا من الرفاهية.
بدون الاقتصاد لا يمكن لعجلة التنمية أن تسير، لا سيما في الواقع الحالي في العالم، حيث السياسة هي التي تتغلب على بقية محاور الحياة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!