أمين بازارجي - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
خلال عشرة أيام سوف يتخذ قرار تعيين أنغيلا ميركل رئيسة وزراء ألمانيا كممثلة عن الاتحاد الأوروبي، وقد جاءت ميركل مسرعة إلى تركيا لأن الأزمة (السورية) أصبحت على أبوابهم.
لقد بدأت مخاوف أوروبا المتوقعة. اليوم تحمل هذه الزيارة في طياتها هذه المخاوف، والشأن السوري كان الوحيد في جدول أعمال المستشارة الألمانية في زيارتها لتركيا.
أصبح من الآن واضحا ماذا سوف يحدث، سأشرح بشكل مختصر وبلغة واضحة للجميع لو سمحتم: ميركل ستعمل على إقناع تركيا وسوف تقصد ذلك المعنى "أوقفوا تدفق اللاجئين السوريين"، ومن أجل هذا سوف تعرض ميركل في محور المباحثات المشتركة على تركيا مبلغ 3 مليار يورو من الصندوق الدولي.
تريد ميركل إعطاء المال الذي كان ينبغي أن يصرف سابقا من أجل "ترميم جامع في مدينة موغلا والأعمال التي كان من المقرر أن تبدأ في ولايتي أرضروم وقارس للاجئين السوريين.
دعينا نخبرك "كم أنتِ يقظة". على كل حال أليس هذا المال مالنا؟ أنت تعطيننا مالنا، تأخذينه من جيبنا وتضعينه في جيبنا الآخر.
وبعد ذلك سوف نضيف: نحن إلى هذه اللحظة صرفنا 8 مليارات دولار على اللاجئين السوريين. على اعتبار أننا قد قبلنا عرضكِ سوف نضع حوالي 4 مليارات دولار فوق هذا المبلغ ليصبح المبلغ 12 مليار دولار".
ولكن أنتم ماذا سوف تفعلون؟ من الطبيعي أن نرفض عرضكم.
الاتحاد الأوروبي اليقظ مجبر على الرجوع خطوة إلى الوراء لأنه في هذه اللحظة في وضع صعب، ليس نحن بل هو.
نسمع كذلك حديثًا عن أنه لا يوجد مال في أوروبا والحقيقة على العكس، توجد في ميزانية الاتحاد الأوروبي 18 ترليون دولار، يوفرون منها 50 مليار دولار لاحتمال قدوم السوريين إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن من أجل تركيا لا يوجد أي دولار.
وفوق كل ذلك يريدون منا وقف الهجرة غير المشروعة من تركيا إلى أوروبا ليحموا أنفسهم وليرموا هذه التكلفة علينا.
طلبات ميركل هي في الحقيقة مصاريف جديدة بالنسبة لنا، وتركيا تقول أيضا بشكل عفوي: "ضعي من أجلي نقود في الميزانية".
أنا على قناعة بأنهم سيضطرون للبحث عن حل في النهاية، وذلك بسبب خوفهم الذي دفعهم إلى توفير 50 مليار دولار.
في الحقيقة اذا نظرنا بشكل طبيعي لا يوجد داع لمخاوفهم. فالإحصائيات كالتالي: سيحتاج الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2050 إلى 20 مليون من القوى العاملة من الخارج. وحتى إذا استقبلت دول الاتحاد الأوروبي 8 ملايين لاجئ فإن هذا العدد لن يصل إلى العدد المنشود في عام 2050.
إنهم ليسوا مثلنا، هم بحاجة للاجئين، ولكن على الرغم من ذلك يخافون ويعيشون حالة من الرعب لأنهم ينظرون إلى الموضوع بشكل مختلف، فالسوريون المتواجدون في تركيا والمهاجرون إلى أوروبا معظمهم من المسلمين طبعا ومن هذا يخافون.
ماذا قال رئيس المجر: يجب علينا حماية مسيحيي أوروبا ويجب علينا أيضا قبول المهاجرين المسيحيين فقط. أيضا في المجر ألم تُعرقل الصحفية المجرية اللاجئ السوري؟ هذه المشاهد القاسية التي التقطت ألم تثبت بواسطة الكاميرا.
كل شيء أصبح واضحًا، إنهم يخافون من الإسلام والمسلمين، وهذه المواقف التي أظهروها ليس لها تفسير آخر.
بالذات في هذه النقطة سياسة تركيا المتبعة في موضوع اللاجئين "الباب المفتوح" وأيضا سياستها المطبقة بحق المهاجرين هل تستطيعون تخيل ذلك؟ الحشود السورية على أبواب أوروبا، من جهة أوروبا فقد يدق ناقوس الخطر.
على كل حال فإن مجيء ميركل إلى تركيا كان لإظهار هذا الخطر، وكما قال وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو: لقد اكتشف الاتحاد الأوروبي تركيا من جديد، اصطفوا بالدور وأشغلوا هواتفنا بشكل مستمر، ومرارا وتكرارا بزيارتنا.
هذه المرة الفرصة بأيدينا، طبعا في هذه الزيارة سوف توضع أمام ميركل في مباحثات الاتحاد الأوروبي ملفات مغلقة منذ سنوات مثل الإعفاء من تأشيرة السفر، وموضوع إدارة التنظيمات الإرهابية في سوريا كحزب العمال الكردستاني من قبل أوروبا.
هكذا يبدو أن الدبلوماسية لو كانت بلغة واحدة لقلنا مرارا وتكرارا: لو أنكم استمعتم لتحذيراتنا من نظام الأسد وأنشأتم منطقة حظر طيران في سورية لما كان ذلك ليأتي اليوم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس