بكر هازار – صحيفة تقويم* - ترجمة وتحرير ترك برس
كارل لوبيز، مساعد رئيس مركز الأمن السياسي في الولايات المتحدة والذي يعمل في المركز كباحث ومحلل قدمته إذاعة "صوت أمريكا – VOA" في موقعها الإلكتروني على أنه عميل في وكالة المخابرات المركزية، وتضيف في وصفه: "عمل في وكالة المخابرات الأمريكية لمدة 20 عاما كخبير في شؤون وسط وشرق أوروبا والبلقان والاتحاد السوفيتي". عميل المخابرات الأمريكية هذا يخرج علينا بمحاضرة في معهد ويست مينستر (Westminister) ليدافع عن التنظيم الموازي الذي تصفه تركيا بأنه "تنظيم إرهابي" ويصير لوبيز عميل المخابرات الأمريكية بأنه "لا أدلة كافية على ذلك".
لوبيز الذي حاول نفي علاقة التنظيم الموازي بالولايات المتحدة ومخابرتها قائلا: "لا أظن أن هناك علاقات وصلات تجمع هذا التنظيم مع الإدراة الأمريكية" كشف الستار عن الحقيقة بمجرد هبوبه للدفاع عن التنظيم الموازي. الحقيقة أنني أنا شخصيا قابلت خبر دفاع عميل في المخابرات المركزية الأمريكية عن التنظيم الموازي بشكل طبيعي جدا إذ أنه متوقع ومنتظر ولو أن المخابرات الأمريكية لم تدافع عن التنظيم عندها كانت ستساورني الشكوك. لكن أليس من الغريب أن ينبري للدفاع عن التنظيم الموازي عميل في وكالة المخابرات المركزية على الملأ وفي العلن كأن الأمر يخصه مباشرة، هذه القضية معقدة نوعا ما وتتلاقي فيها الكثير من الخيوط الخفية. لوبيز وفي محضر محاضرته التي دافع فيها عن التنظيم الموازي كان قد قال: "إن نجاح العمليات الموجهة لاعتقال أعضاء التنظيم في تركيا صعب جدا، إذ أن أعضاء التنظيم ومؤيديه موجودون في كل أجهزة الدولة ومؤسساتها وبأعداد كبيرة، وسيكون من الصعب جدا التخلص منهم".
كيف استطاع لوبيز التوقع بصعوبة التخلص منهم ومن أين له العلم عن وجودهم في أجهزة الدولة المختلفة؟ أترك لكم التعليق.
لنعد معا إلى موضوع داعش... تُسفر كل عملية تنفذها وترتكبها عناصر داعش في سوريا عن سيل من اللجوء تدفعه حلاوة الروح وحب الحياة باتجاه أوروبا، والأمر أصبح على هذا المنوال حتى أنه وصل إلى نقطة من شأنها أن تقوض بنيان الاتحاد الأوروبي وتفرق جمع دوله... وصل إلى نقطة دفعت دول اليورو إلى أحضان إمبرطورية الدولار التي ترغب أصلا في مسح اليورو ودوله من على سطح البسيطة. بمعنى آخر كل المجازر التي ترتكبها داعش كانت الحجة التي دخلت من خلالها الولايات المتحدة وروسيا المنطقة من جديد وكانت كذلك جائزة مقدمة لطهران تمهيدًا للطريق التي جمعت الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وأهم من ذلك كله قدمت أهم الخدمات وأكبرها للدولار الذي يحمل صورة العم بنيامين. لكن للأسف هناك بين أبناء شعبنا من لم يعي إلى الآن حقيقة أن داعش صناعة أجهزة المخابرات الأمريكية وما زال يظن أن "تركيا تقدم الدعم لهذا التنظيم الإرهابي". في الأشهر الخمسة الأخيرة قتلت تركيا ما يزيد عن 1200 من عناصر داعش لكن هذه الطائفة من مواطنينا لا تفقه شيئًا إطلاقا فرأسها خاو من أي عقل أو فكر. ففي حين يرتكب عناصر داعش التفجيرات الانتحارية في أنقرة وإسطنبول وتمطر مدينة كيليس بالصواريخ لا تحرك هذه الطائفة ذات الأيديولوجية المنحرفة عن المنطق والفهم ساكنا ولا تحاول أن تشغل عقولها لتستوعب ما يجري.
تعالوا أعزائي لنتحدث عن شخص آخر... إنه سيمون تيستال الكاتب في صحيفة الجارديان.
هذا الكاتب وفي مقالة نُشرت أمس يقول: "إن استقالة داود أوغلو ستفتح المجال أمام أردوغان ليصبح أكثر قوة وأكثر خطرا كذلك". ما علاقتكم أنتم بقوة أردوغان وما شأنكم من ذلك؟ وكيف سيشكل ازدياد قوة رئيس جمهوريتنا خطرا وتهديدا على أمثالكم وأنتم تعيشون في إنكلترا؟ هل من الممكن أن يمطر أردوغان لندن بالصواريخ النووية مثلا؟ ما سبب هذا القلق وعدم الارتياح؟
هذه التساؤلات كانت قد أجابت عليها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في بيان صحفي عقدته أول أمس إذ قالت: "نحن نستشعر من تركيا خيالها بالعودة إلى الدولة العثمانية". هذا هو إذا ما يرعبهم.
هم خائفون من اتحاد قلوب المناطق العثمانية من جديد. ومن نمو تركيا ومن احتضانها لدول المنطقة ومن حمايتها للمظلوم ودفاعها عن الضعيف ومن إصلاحها ما بين الإخوة ومن تنبيهها المسلمين مما يحاك لهم من فتن والألاعيب من شأنها أن تريق دماءهم وهم مستاؤون جدا من كشف تركيا لألاعيب الغرب ووعيها لتلك المؤامرات.
هل تعلمون ماذا تقول المتحدثة الروسية؟ إنها تحذر تركيا قائلة: "لتتذكر تركيا النهاية التي حلت بالدولة العثمانية".
أفضل إجابة على كلمات المتحدثة الروسية جاءت على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية التركية السيد تانجو بيلغيتش الذي قال: "إن المواطنين الروس الذين أتوا على هذه الدنيا كمواطنين في الاتحاد السوفيتي ثم عايشوا خلال القرن العشرين تجربة ثلاث دولة مختلفة لا يملكون حق إسداء النصح للغير".
نعم صحيح، فتركيا اليوم ليست نفسها تركيا التي أحرقوها وحولوها لرماد قبل مئة عام، فنحن اليوم في نمو مستمر يدعمه سيل عظيم من الشباب وتنتظرنا شعوب المنطقة بفارغ الصبر والشوق ويحتضنوننا بفرح.
ليتكلم من شاء وليدافع من شاء عمن يشاء وليقلق من شاء لكن لا أحد يستطيع أن يوقف تركيا الحديثة التي تسير نحو هدفيها 2023م و2071م بخطى ثابتة قوية وقودها طاقة شبابية هائلة. أضف إلى ذلك أن أولئك الذين جعلونا ننتظر لمئة عام على الأبواب سينتظرون هم هذه المرة على أبواب أنقرة. إنهم مرعوبون وقلقون لأننا سنغير دستورنا ولأننا سنصنع دستورنا بأيدينا، ويرون كوابيس في منامهم لأننا سنطبق النظام الرئاسي في إدارة شؤون دولتنا. عندما يستيقظون في أحد الأيام سيدركون أن ما حدث كان حقيقة وواقعا وليس كابوسا.
لم تعد تركيا تلك الدولة التي يفرضون عليها منع استخدام القطارات بقوة المارشالات والضباط، فاليوم نملك القطارات السريعة التي انطلقت نحو الهدف... إنهم يرون ذلك ويسكبون حسراتهم والآمهم على الورق ويأملون بأن يستطيعوا تغيير الواقع بقوة العصابات الإرهابية التي يستخدمونها. أرجو أن لا يقلقوا فتنظيماتهم الإرهابية سيتم التخلص منها نهائيا وفي القريب العاجل.
* نشرت المقالة الأصلية في صحيفة تقويم تحت عنوان "قريبا!"
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس