ترك برس

حذر محلل الشؤون العربية في صحيفة يديعوت أحرونوت، الدكتور يارون فريدمان، من أن قوات المعارضة السورية المسلحة في مدينة حلب ينتظرها صيف صعب وطويل نتيجة اللامبالاة الأمريكية التي يقابلها الدعم الروسي الضخم والمباشر الذي يسمح باستمرار التعزيزات القادمة من إيران وحزب الله لدعم نظام الأسد، في الوقت الذي تقيد فيه المساعدات التركية والقطرية والسعودية للمعارضة، وتستمر داعش في إضعاف فصائل المعارضة.

وتحت عنوان" تل أبيب سوريا تشتاق إلى الحياة دون توقف" كتب فريدمان تقريرا مطولا قال فيه إن حلب صورة مصغرة تعكس الوضع في سائر سوريا، لذلك فهناك من يقول إن من ينتصر في مدينة حلب سينتصر أيضا في المعركة على سوريا كلها، سواء كان نظام الأسد أو داعش أو حزب الله أو المتمردين السنة، لكن  الخاسر بالتأكيد في الوقت الحالي هم سكان المدينة.

وبعد استعراض لتاريخ حلب واندلاع الثورة فيها ضد نظام الأسد، تناول المحلل الإسرائيلي الوضع الحالي في المدينة، وقال إن داعش يسيطر على الضواحي الشمالية الشرقية من المدينة التي تعد امتدادا للدولة الإسلامية في مدينة تل رفعت، أما وسط المدينة وضواحيها الجنوبية الغربية فيسيطر عليها الثوار المعتدلون الذين يتلقون تعزيزات من تركيا عبر المعابر في شمال المدينة ومن إدلب، بينما وسع الأكراد سيطرتهم في الشمال، ونقلوا محاربيهم من عفرين الجيب الكردي شمال غرب حلب.

تكتيك الهدنة الروسي فشل في اختراق المعارضة

لكن التدخل الروسي في الأشهر الأخيرة مكن قوات النظام السوري في حلب وفي باقي المناطق الغربية من الانتقال من الانسحاب إلى الهجوم، فتمكنت تحت الغارات الروسية  من السيطرة على جنوب حلب، وتضييق خطوط إمداد المدينة في الشمال، وكانت النتيجة أن المعارضة لا تحصل على السلاح، وسكان المدينة لا يحصلون على الطعام، واستخدم النظام سلاح المجاعة كما في جميع مناطق الصراع.

ولفت فريدمان إلى أن التكتيك الروسي في حلب مثل سائر المدن السورية يقوم على تشجيع أكبر عدد ممكن من جماعات المعارضة على التوقيع على هدنة لوقف إطلاق النار لا تشمل داعش وجبهة النصرة، لكن هذا التكتيك مؤقت لا يؤدي إلى حل، والهدف منه تفكيك معسكر الثوار، وعزل التنظيمات القوية، والسماح للجيش السوري بالتركيز على جبهة النصرة. وقد ظهر هذا التكتيك كسلاح ذي حدين حين استغلته جبهة النصرة وهاجمت منطقة خان طومان وفاجأت قوات الحرس الثوري الإيراني.

وقال فريدمان إن سر قوة الثوار السوريين في توحدهم، وقد أثار الإعلان عن إعادة تشكيل جيش الفتح، وانضمام مجموعات أخرى إليه مثل حركة أحرار الشام غضب النظام السوري الذي قال إن المتمردين خرقوا وقف إطلاق النار.

وأضاف فريدمان إن النظام  المسؤول عن معظم الهجمات ضد المدنيين اتهم المعارضين بقصف الأحياء المدنية، لكن الحقيقة أن المدنيين تقتلهم البراميل المتفجرة التي تلقيها المروحيات السورية وصواريخ المقاتلات الروسية .

روسيا والنظام السوري متفقان مع داعش على القضاء على المعارضة

وقال فريدمان إن الروس والنظام الروسي لا يهاجمان داعش في حلب أو في غيرها من المناطق السورية، والنظام السوري يستفيد من قتال داعش للثوار السنة ، بينما يركز الروس هجماتهم على جبهة النصرة ولا يمسون داعش تقريباـ بينما تحاول داعش السيطرة على مناطق الثوار ثم مواجهة النظام، أي أن هناك اتفاقا غير معلن بين النظام وداعش للتركيز على محاربة جبهة النصرة وحلفائها من التنظيمات السلفية .

 

وأضاف أن توازن القوى في حلب مثل سائر سوريا لا يسمح بالحسم على المدى القريب. فعلى الرغم من الدعم الروسي، فإن النظام السوري أخفق في هزيمة المتمردين، وهو يحتل مناطق في حلب، ويفقد أخرى، والتفوق الجوي لا يساعده داخل أزقة المدينة المزدحمة، فضلا عن أن مشكلة النظام الرئيسة هي عدم وجود مقاتلين بينما مشكلة المعارضة الانقسام.

وخلص المحلل الإسرائيلي إلى أن الوضع في حلب يعكس اللامبالاة الأمريكية في مقابل النشاط الروسي، فالدعم الروسي مباشر وضخم، ويسمح باستمرار التعزيزات من إيران وحزب الله للنظام، بينما قيدت المساعدات التركية والسعودية والقطرية للثوار ومنعت، وتواصل داعش إضعاف فصائل المعارضة دون توقف.

وأضاف أن الثوار وسكان المدينة تنتظرهم شهور من الجوع والموت، وفرصهم ضئيلة في الانتصار، كما أن الجيش السوري من الضعف بحيث لا يستطيع أن يستغل هذا الوضع. وفي حال انتصار الأسد في حلب، فلن يكون ذلك انتصاره، وإنما سيكون انتصار روسيا وإيران اللذين لا يعنيهما الدولة السورية ولا مواطنيها، ولن يتبقى للنظام ما يسيطر عليه، لأن المدينة ستكون خربة ومهجورة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!