أمين بازارجي - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
في الواقع كان اسمه معروفا منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها داود أوغلو عن قراره بالذهاب إلى مؤتمر عام استثنائي لحزب العدالة والتنمية، ولاحقا أعلنوا عن المعلوم، وهو أنّ بن علي يلدرم سيكون المرشح الوحيد لرئاسة الحزب ولرئاسة الوزراء، وبذلك تكون تركيا قد دخلت مرحلة جديدة، تُسرّع من خلالها الانتقال إلى خطوات أكثر تقدما.
دعونا في البداية نؤكد على نقطة، وهي أنّ بن علي يلدرم ليس "شخصية ضعيفة"، بل بالعكس، شخصية قوية، واسمه كان من الأسماء المطروحة قبل تولي داود أوغلو رئاسة الحزب، وبن علي يلدرم من الشخصيات المؤسسة لحزب العدالة والتنمية.
وقّع بن علي يلدرم، وكتب اسمه على العديد من المشاريع العملاقة، ونجاحات حزب العدالة والتنمية في الانتخابات مردها إلى ما حققه بن علي يلدرم من استثمارات خدماتية، وذلك طيلة فترة توليه وزارة المواصلات، وهو أساس مشاريع السفينة القومية والطائرة التركية والقمر الصناعي التركي.
وبن علي يلدرم، هو الاسم الذي كان يُستعان به وقت أزمات البلديات الكبرى، حيث ساهم في إتمام مشاريع المترو أثناء ترأسه لوزارة المواصلات، والنجاح الآخر ليدرم يتمثل بالنجاح السياسي، ولذلك كان هو على قائمة مرشحي الحزب لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، كما رشحه الحزب لمحافظة ازمير كونه صاحب تأثير، ونجح أيضا، حيث رفع نسبة التأييد لحزب العدالة والتنمية في ازمير، وهذا كله بعض مما لديه.
بن علي يلدرم رجل ناجح، لكنه متواضع، ورجل الفريق، لا يحب الظهور كشخص، ويفضل استخدام "نحن" بدلا من "أنا" عند الحديث عن الإنجازات، ولذلك كان متعاونا ومنسجما تماما في حكومة داود أوغلو، وهو رجل لا يحب العصبية والغضب، وإنما يحب الهدوء، ويواجه الانتقادات بالمزاح. والأهم من كل ذلك، أنّ رؤيته لموضوع الإرهاب والتنظيم الموازي واضحة تماما، ولذلك فإنّ اختياره كان صائبا.
الأهداف التي أمام العدالة والتنمية واضحة:
أولها تغيير الدستور والانتقال للنظام الرئاسي، وثانيها تحقيق أهداف 2023، بالإضافة لضرورة زيادة نمو الاقتصاد ونهضة المجتمع وغيرها من التفاصيل الأخرى، لكن هذه هي الأهداف الرئيسية التي ستكون على رأس سلم أولويات بن علي يلدرم، واذا استطاع الوصول بتركيا إلى دستور جديد وإلى النظام الرئاسي، فإنه سيسجل اسمه بالتاريخ كـ "آخر رئيس وزراء للجمهورية التركية".
النظام الرئاسي الذي يسعى إليه العدالة والتنمية، لن يكون فيه منصب رئيس الوزراء، وهذا الأمر يدركه بن علي يلدرم، وسيسعى بكل جهده لتحقيق هذا الهدف، وسيعمل بصورة أكثر انسجاما مع رئاسة الجمهورية، وسيتخذ القرارات بصورة أسهل وأسرع من أجل الوصول إلى الهدف المنشود بأسرع وقت.
تركيا تدخل مرحلة جديدة
كشف نائب الرئيس العام لحزب العدالة والتنمية، عمر تشليك، عن أسرار المرحلة الجديدة، عندما أجاب أولا عن سؤال المعارضة المتكرر "كيف ستكون علاقة اردوغان كرئيس للجمهورية مع رئيس الحكومة؟"، حيث قال بأنّه "لا يوجد مسافة مليم واحد تفصل بين رئاسة الجمهورية ورئاسة العدالة والتنمية، هذا لم يحدث في الأمس، ولن يحدث اليوم".
وهذا الحديث ينهي الجدل والاشاعات، ويشير بوضوح إلى أنّ المرحلة المقبلة ستشهد انسجام أكبر بين المنصبين، مما يعني أنّ تركيا ستغيّر وجهها بصورة أسرع، ولذلك نحن الآن نتجه نحو النظام الرئاسي، ولا شك أنّ هناك عوائق عديدة، وعلى رأسها الإرهاب، ولكن بن علي يلدريم يدرك ذلك، وتحدث بوضوح عندما قال "سنقضي على الإرهاب تماما، ونزيله عن أجندتنا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس