محمود القاعود - خاص ترك برس

لم يهبط رجب طيب أردوغان بالبراشوت  علي الشعب التركي، ولم يحتل منصبه بقوة السلاح وإراقة الدماء، ولم يجلب الهزائم لبلاده. إنما عبّر عن انتمائه لدينه ووطنه وشعبه، مذ كان طالبا جامعيا وحتى صار رئيسا للجمهورية التركية.

لذلك فإن من المثير للغثيان  قراءة هجوم العلمانية الشوفينية، ضد الرئيس أردوغان وترويج حملات عاتية من الأكاذيب عن "ديكتاتوريته" و"قمع المعارضين" ومعارضة تحوّل تركيا للنظام الرئاسي بزعم أن كل السلطات ستكون بيد الرئيس!

إن ما يربك العلمانية الشوفينية من التحول للنظام الرئاسي، هو استقلال القرار التركي، وتسخير أردوغان صلاحياته لحساب دينه ووطنه وشعبه وأمته، وإعادة الوجه الحضاري الإسلامي لتركيا بعد عقود من الرجعية العلمانية الكارهة للنهضة، والمنفصلة عن واقع الأمة والدول العربية.

جاء أردوغان رئيسا بأصوات ملايين الأتراك في انتخابات حرة وشفافة عام 2014م، أي أنه يتحدث بلسان الملايين الغفيرة التي فوضته ليقود سفينة تركيا في ظل الأنواء العاصفة والرياح العاتية، وهذا هو ما يحدث في أعرق الديمقراطيات، لكن العلمانية الشوفينية تنتقي من الغرب ما يوافق مزاعمها لاحباط النهضة التركية الاقتصادية الكبري، التي تعيشها البلاد منذ مجئ حزب العدالة والتنمية للسلطة عام 2002م.

الغريب جد غريب، أن الفاشية العلمانية تتحدث عن استخدام الديمقراطية سُلما من قبل حزب العدالة والتنمية لفرض الديكتاتورية! وهو كلام متهافت، فأهم قواعد الديمقراطية هي الاحتكام للجمهور والانتخابات والانصياع لرأي الأغلبية، لكن الديمقراطية إذا لم تأت بالعلمانية، تصبح رجسا من عمل الشيطان، ويجب التخلي عنها، وتحريض الجيش علي الانقلاب وحكم البلاد بالحديد والنار واستئصال الإسلام وتجريم الحجاب ومنع الأذان ومصادرة القرآن. هذه هي التعددية والحرية من وجهة نظر الفاشيون الاستئصاليون الذين يعارضون ازدهار تركيا وتقدمها.

إن التحوّل للنظام الرئاسي هو ما يجهض أحلام العلمانية في تركيع تركيا والعودة للحكم من خلال إراقة الدماء وسحق جماجم الجماهير.

على صعيد متصل فإن خطة النهضة الشاملة تركيا 2023م مرتبطة ارتباطا كبيرا باقرار النظام الرئاسي وتوسيع صلاحيات الرئيس، لاتخاذ ما يراه مناسبة لتنفيذ الخطة التي تهدف إلى وضع تركيا ضمن الدول الأوائل بالعالم في الصحة والاقتصاد والتعليم والسياحة ورفع الدخل والناتج  المحلي وصناعة الأسلحة وبناء المطارات المتطورة وتدشين خطوط مترو الأنفاق، وتحويل طرابزون وأنطاليا وغيرهما إلي مدن سياحية رائدة في العالم.

نتمنى سرعة إقرار النظام الرئاسي ، لتنتقل تركيا لمرحلة جديدة تنهض معها الأمة الإسلامية بأسرها.

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب