الأناضول
اعتاد أهالي بلدة "دوتلوجا"، التي تبعد (9) كيلومترات عن مركز مدينة "برهانية" التركية، إقامة إفطار رمضاني جماعي يومياً، في تقليد يمتد منذ قرن من الزمان، حيث يتناول أهل البلدة الإفطار على مائدة إفطار واحدة.
ويوجد في البلدة 130 بيت، ويجتمع الأهالي كل يوم في بيت مختلف لتناول الافطار، فيما تمارس دوتلوجا هذا التقليد الرمضاني منذ سنوات طويلة، كنموذج يعكس الوحدة والترابط في تركيا.
ويجتمع أهالي القرية من الرجال والنساء والأطفال على مائدة واحدة، وينهون صيامهم مع رفع الآذان، إذ يستشعرون حرارة العلاقات الإجتماعية البينية مع تجاذب أطراف الحديث فيما بينهم.
وبدأ هذا التقليد شخص من سكان القرية قبل عرات السنين، بغية فعل الخير، ومن ثم تداولته الأسر الأخرى حتى يومنا هذا، كما يسعى سكان البلدة إلى الاستمرار في إقامة التقليد.
السيد "سرتان كورت" أحد لجنة شيوخ البلدة، صاحب الدور باستضافة الإفطار اليوم، تحدث إلى الأناضول مبيناً أن الأهالي يساهمون بتقديم الأطباق والكؤوس والصواني لاستخدامها في تقديم الإفطار، الذي يحضره نحو 200 شخص، فيما يحدد أنواع الطعام ومستلزماتها المضيف، ويستمر الترتيب على هذا النحو من اليوم الأول لرمضان وحتى اليوم الأخير.
وأضاف كورت "عندما يرفع الآذان يبدأ الجميع بتناول الطعام معاً، حيث يجلس الرجال في ساحة المسجد، بينما تجلس النسوة أمام منزل المضيف، وتذهب بعض النسوة إلى المنزل الذي يعد فيها الطعام من أجل المساعدة في اعداده. هكذا ألفنا آباءنا وهكذا نستمر.. ويكتظ الإفطار مع قدوم بعض الضيوف من البلدات المجاورة، وعلى سبيل المثال جاء قبل قليل ثلاثة نسوة من خارج البلدة، وعند مرورهن من بلدتنا سألونا عما نفعله، وعندما أخبرناهن رغبن في المشاركة.. أنا لا أعرفهم، ولكن مائدتنا مفتوحة أمام الجميع، فنحن نحسن ضيافة أي قادم يدخل قريتنا، فالقرية لا تنقطع من ضيوف الرحمن، من يتناهى إلى مسامعهم خبر إفطارنا يأتون من إزمير ومن إسطنبول، وحتى من خارج البلاد.. كما إننا ندعو إلى رئيس الوزراء والرئيس لحضور مائدتنا".
بدورها أوضحت حماة كورت "عائشة كيماز"، أن عملية إعداد الطعام تبدأ منذ الساعة العاشرة صباحاً، وأنه يتم إشعال الأفران وتبدأ عملية الطبخ، فيما أوضحت كيماز أن إفطار اليوم يتضمن شوربة لبن، وكفتة بالبطاطا، والباذنجان، والمعكرونة، وسلطة، والحلويات".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!