الأناضول
في مشهد ساحر يجذب إليه العقول والألباب، تقف مجموعة من الخلجان الصغيرة والكبيرة بولاية "موغلا" التركية كنقطة التقاء تجمع لونا أخضرا يكسو أشجارًا محيطة بالمكان، بآخر أزرق تعكسه مياه بحر "إيجه" الجنوبي على صفحتها.
المنظر العام لالتقاء اللونين، وتنوع الشطآن الصخرية والرملية، يأسر بأدق تفاصيله قلوب ملايين السياح المحليين والأجانب الذين يقصدون الولاية (غرب) كل عام، حرصًا منهم على القيام برحلات بحرية، ليبصروا عن قربٍ هذا الجمال الطبيعي، ويخلدوا ذكرياتهم فيه بالتقاط عدد من الصور التذكارية.
وبحسب إحصائيات رسمية، تستقبل "موغلا" التي تمتلك ساحلا يمتد لألف و480 كم، أكثر من 3 ملايين سائح من الداخل ومن مختلف أنحاء العالم سنويا، معظمهم يقصدون خلجانها.
"غوك أوفا" و"إنكليز ليماني" و"جوكارتما" و"غوجَك" و"مرمريس" و"فتحية" و"أولو دنيز" و"قزيل أدا" و"داتجه" و"هصار أونو"، أهم الخلجان التي يقصدها السياح برحلاتهم البحرية للتجول بين شطآنها، تحرسهم عن اليمين والشمال خضرة الأشجار بلونها الناضر، ومن أسفلها زرقة البحر، بلونها الداكن، بحسب والي موغلا "عامر جيجك".
وفي حديثٍ للأناضول، شدد "جيجك"، على ضرورة حماية الخلجان ولايته من التلوث، لإتاحة الفرصة للسياح للاستمتاع بجمالها، مضيفا "موغلا مدينة مهمة، ذاع صيتها في تركيا والعالم، لما تتمتع به من شهرة كبيرة في مجال السياحة البحرية، فهي علامة فارقة في الرحلات البحرية".
وتابع "موغلا مدينة خاصة تمتلك عدة سواحل، منها ما هو صخري يجذب إليه محبو الغوص في أعماق البحار، ومنها ما هو رملي لعشّاق السباحة، هذا إلى جانب مجموعة من الخلجان البكر المحاطة باللونين الأخضر والأزرق في صورة تجسد في منظرها العام مدى قدرة الخالق العظيم".
ولفت أن الولاية باتت تمثل قبلة يقصدها كبار الفنانين والسياسيين ورجال الأعمال الراغبين بالقيام برحلات بحرية، إلى جانب ملايين السياح من مختلف العالم.
وعن مشاريعهم المستقبلية للحفاظ على جمال الولاية قال جيجك "نعمل على تعزيز البنى التحتية من أجل تطوير الرحلات البحرية خلال السنوات المقبلة، كما أننا بصدد تطوير عدد من المراسي والمرافئ الخاصة باليخوت لذلك الغرض".
وأضاف "وحرصًا منا على نظافة مياه البحر، أسسنا محطات لشراء النفايات من اليخوت، كافة أجهزة الولاية تتابع هذا الأمر عن كثب، فنحن لن نسمح بتلويث بحارنا، وما نطلبه من ضيوفنا هو الحفاظ على نظافة طبيعتنا وبحارنا، لنترك للأجيال القادمة بيئة نظيفة".
ومن المعالم السياحية الأخرى التي تتمتع بها "موغلا"، جزيرة الأرز (سدر أداسي)، ومتحف "بودروم" الواقع تحت الماء، وغيرها من المواقع التاريخية والطبيعية، وجميعها تشكل مراكز جذبٍ للسياح الأجانب عامة، والقادمين من دول الاتحاد الأوروبي بشكل خاص.
وفي "موغلا" تعتبر منطقتي "فتحية" و"البحر الميت"، أحد أهم مراكز أنشطة الطيران الشراعي على مستوى العالم، كما تمتلك الولاية 102 شاطئ حائز على جائزة "العلم الأزرق" التي تمنحها "مؤسسة التعليم البيئي"، ومقرها إنجلترا.
وتعني هذه الجائزة أن شواطئ ومراسى المدن الحاصلة عليها، تطابق المعايير الصارمة التي وضعتها المؤسسة المانحة في هذا الصدد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!