جلال سلمي - خاص ترك برس

فتحت الدولة السلجوقية منطقة الأناضول وساهمت في قدوم الأتراك إليها. ويرى المؤرخ التركي محرم كسيك في مقالته في مجلة التاريخ العميق "دارين تاريخ" أن الفضل الكامل في وجود الأتراك الآن في بلاد الأناضول يعود إلى الدولة السلجوقية.

في مقالته "سليمان شاه فاتح بلاد الأناضول" رأى كسيك أن الدولة السلجوقية التي تأسست على يد سلجوق بيك بتاريخ 23 أيار/ مايو 1040 في وسط آسيا أخضعت أجزاء كبيرة وسط آسيا تحت سيطرتها، حتى قدوم السلطان الثالث سليمان شاه الذي انطلق نحو بلاد الأناضول عام 1077 لفتحها.

حالت حصانة بلاد الأناضول دون نجاح عدد من محاولات السلطان سليمان حتى تمكن في عام 1077 من دخولها وفتح عدد من بلدانها. واصل السلطان سليمان سعيه لفتح الأناضول حتى انتصاره في معركة "ملاذكرد" عام 1086.

يرى كسيك أن انتشار الأتراك في الأناضول بدأ بعد هذه المعركة، فوصلوا إلى مشارف العاصمة الحالية لتركيا أنقرة، إلا أن السلاجقة لم يتمكنوا من فرض سيطرتهم على بعض مناطق الأناضول مثل طرابزون ومحيطها وغيرها من المدن، بسبب الهجمات المتتالية التي كانوا يتعرضون لها من قبل الأرمن والبيزنطيين الذين اتفقوا على طرد السلاجقة من الأناضول.

كان السبب الرئيس وراء قدوم الملك سلمان شاه إلى الأناضول هو استغلاله فرصة موت عمه "ألب أرسلان" الذي أسره وأخوته منصور وألب إيكيليك ودولت عام 1072، ليهرب بمجموعة كبيرة من أتراك الخرسان نحو الأناضول ويتخذ من مدينة قونيا عاصمة للدولة السلجوقية بعد فتحها عام 1977، وظلت كذلك حتى فتح مدينة "إزنيك" على أطراف مدينة بورصة.

ازدادت قوة الدولة السلجوقية إلى درجة أن الإمبراطور البيزنطي "نيكافورس بوتانيتس" طلب منها المساعدة العسكرية ضد خصمه "نيكافورس بارينيوس" الذي ادعى حقه في منصب الإمبراطورية البيزنطية في بلاد الأناضول. وكانت هذه فرصة ذهبية منحت سليمان الفرصة للسيطرة على مساحات جغرافية واسعة من الأناضول مقابل مساعدة الإمبراطور بوتانيتس ضد بارينيوس، ليتمكن من السيطرة على مساحات شاسعة قريبة من بحر مرمرة وأخرى واقعة في وسط بلاد الأناضول.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!