ترك برس
قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي "طه أوزهان"، إن من مصلحة جميع الأطراف المعنية والمتورطة في الأزمة الراهنة في منطقة الخليج، العمل على إنهائها بشكل سريع ومباشر قبل أن تتجاوز الأضرار الناجمة عنها النقطة التي لا عودة بعدها.
جاء ذلك في تحليل له نشره موقع "عربي21"، عن الأزمة الخليجية التي بدأت في 5 يونيو/ حزيران الجاري، بعد أن قطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر؛ وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب".
فيما نفت الدوحة تلك الاتهامات وشدّدت على أنها تواجه حملة "افتراءات"، و"أكاذيب" تهدف إلى فرض "الوصاية" على قرارها الوطني.
وأوضح أوزهان أنه بينما كانت قطر حتى أسابيع قليلة مضت لا تعني أكثر من قطر، إلا أننا وصلنا منذ يونيو/ حزيران 2017 النقطة التي اكتسبت عندها قطر بعدا مختلفا. فلقد أصبحت في نفس الوقت بلدا يستضيف قاعدة عسكرية تركية تشارك القوات المتواجدة فيها في مناورات مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن الحدود التجارية مع تركيا تحولت إلى طريق تجاري جوي. وبذلك يكون نمط جيوسياسي جديد قد نشأ فعلا فيما يتعلق بوضع وعلاقات دولة قطر، وفق أوزهان النائب في صفوف حزب العدالة والتتنمية الحاكم في تركيا.
وأضاف :لقد نشأت دبلوماسية إيقاعية جديدة من حيث يتعلق الأمر بقطر التي لم تصلها فعليا أي عروض بدعم حيوي ضد أولئك الذين يفرضون نظام الحظر عليها. في كل المسائل تقريبا، انتهى المطاف بالدول التي تفرض الحظر إلى أن ترى نتائج مناقضة تماما لما كانوا يتوقعون أو يرجون.
متساءلا: هل سيؤدي ذلك إلى استيعاب أن محاولة اختراق موقع إخباري وتشكيل نظام جيوسياسي جديد في الخليج لم تكن فكرة جيدة ولم تكن لتنجح في أرض الواقع؟ ما زلنا لا نعرف. فأولئك الذين ابتدعوا فكرة فرض حظر على دولة قطر لم يخرجوا علينا بعد بحل إيجابي لهذا السيناريو.
ورأى أوزهان أنه حتى لو لم تكن هناك توترات غريبة تغلي في مرجل الوضع الجيوسياسي بشأن أزمة الخليج تجاه قطر، فإن لدى المنطقة من عظائم الأمور ما يكفيها. فهذه الكيانات الشبيهة بالدول القومية والتي تأسست على اقتصاديات وسياسات مرتبطة بموارد الطاقة كانت تتمنى الإبقاء على النظام الجيوسياسي في المنطقة عائما وذلك بالاعتماد على لا شيء أكثر من شراء الأمن من الغرب ومعارضة إيران.
من الطبيعي أن تكون لهذا النظام الجيوسياسي الميكانيكي مشاكله من حيث القدرة على توفير الاستقرار والسلام. وفي الحقيقة، يمكن القول بأن قطر نجحت في التقدم بمبادرة سياسية هجينة أدخلتها ضمن الدائرة المغلقة التي ميزت النظام الجيوسياسي في منطقة الخليج.
وتابع البرلماني التركي: إننا نشهد الآن تفكك النظام الجيوسياسي القديم في الشرق الأوسط وفي منطقة الخليج. فلا النظام الذي أدخل إلى منطقة ما بين النهرين بعد الحرب العالمية الأولى ولا النظام الذي أدخل إلى منطقة الشرق الأوسط بعد عام 1947 قابل للاستمرار. وبنفس الطريقة، يستحيل الحفاظ على استمرارية نظام 1991 في منطقة الخليج.
وأوضح أنه من خلال دعم الوضع الذي لا يطاق في فلسطين، ومحاولة الإبقاء على النظام الانقلابي في مصر واقفا على قدميه، ودعم الإرهاب الطائفي في العراق وسوريا، والرد بعنف دموي على محاولات التغيير الديمقراطي، فلا مفر من أن تستمر هذه الأزمة القديمة المتجددة في التنامي.
فمن الخطاب الكاره للإسلاميين والمتخوف منهم والذي استخرجه الخليج من الشعبوية الأطلسية إلى الحراك السياسي السخيف الذي يطالب بالتضحية بقطر، تستمر الأزمة الجيوسياسية الحالية وتزداد شدة على شدة.
وختم بالقول: لذلك فإن من مصلحة جميع الأطراف المعنية والمتورطة في الأزمة الحالية العمل على إنهائها بشكل سريع ومباشر قبل أن تتجاوز الأضرار الناجمة عنها النقطة التي لا عودة بعدها. وكما أن النظام الجيوسياسي لا يمكن فرضه من خلال اختراق موقع إخباري على الإنترنيت فإن مصير منطقة الخليج لا يمكن أن يحسم من خلال تغريدة في حساب "تويتر".
وفي وقت سابق، قدمت كل من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر، عبر دولة الكويت، قائمة المطالب الـ 13 إلى دولة قطر، من بينها إغلاق القاعدة العسكرية التركية على أراضيها، والتي وصفتها الدوحة أنها "ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!