ترك برس
قالت صحيفة رأي اليوم إن التحالف السياسي التركي الإيراني الذي بدأ في مفاوضات أستانة يتطور بسرعة ليتحول إلى تعاون عسكري استراتيجي، مشيرة إلى أن النزعات الاستقلالية الكردية والدعم الأمريكي الغربي لها يدفع البلدين إلى توقيع اتفاق عسكري استراتيجي لمواجهتها، وإن كانت بنود هذا الاتفاق ما تزال سرية.
وكتبت الصحيفة في تعليقها على زيارة رئيس الأركان الإيراني لتركيا، إن براغماتية البلدين حتمت التركيز على التعاون الاقتصادي أو التجاري تحديدا، ووضع الخلافات السياسية والعسكرية جانبا. وهذا ما يفسر زيارات متبادلة بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وحسن روحاني، والحديث بعد كل لقاء عن تطوير التبادل التجاري، ورفع معدلاته الحالية إلى ثلاثة أضعاف، أي حوالي 30 مليار دولار سنويا، وربما يفيد الدولتين المأزومتين اقتصاديا، سواء بسبب العقوبات الأمريكية، مثلما هو حال إيران، أو الخلافات السياسية مع أوروبا ودول الجوار، مثلما هو حال تركيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن حالة "النهوض" السياسي والعسكري الكردي المدعومة أمريكيا حتمت اللقاء التركي الإيراني، وتوصل الجانبين إلى اتفاقٍ عسكري استراتيجي بينهما لمواجهة هذا الخطر الذي يهددهما، وبعدما اتضحت النوايا الأمريكية بدعم قيام كيان كردي مستقل يمتد على طول الحدود التركية الجنوبية، وبِما يشمل سورية والعراق وإيران.
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتمد الأكراد الحليف المَوثوق في المنطقة لمواجهة المشاريع الإقليمية التركية والفارسية والعربيّة، ولذلك باتت تعزز رهانها هذا بتسليح الأكراد بأسلحةٍ ثقيلة متطوّرة، تحت ذريعة محاربة "داعش"، وإنهاء وجودها في العراق وسورية.
ووفقا للصحيفة، فإن تفاصيل الاتفاق الاستراتيجي العسكري الإيراني التركي ما زالت سرية، ولم يسرب أي من بنوده، لكن ما يمكن التكهن به أن هناك تصميما من قبل الجانبين، التركي والإيراني، على عدم قيام دولةٍ كردية، ومنع أي تطبيق لنتائج الاستفتاء حول الاستقلال الذي ينوي السيد مسعود البارزاني إجراءه في إقليم شمال العراق في الأيام القليلة المقبلة، حتى لو أدى ذلك إلى اللجوء للخيار العسكري.
وختمت الصحيفة تعليقها بأن التحالف التركي الإيراني السياسي الذي بدأ في مفاوضات أستانة، والعسكري لمواجهة النزعات الانفصالية الكردية يتطور بسرعة، وربما يَكون أبرز تطورات المَنطقة في الأسابيع والأشهر والسنوات المقبلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!