محرم صاري قايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
أتمت عملية عفرين أسبوعها الثالث، وبدأت تظهر بعض الحقائق على الأرض. المهم هنا هو أن وزارة الخارجية، التي أقدمت على حملات دبلوماسية بتخطيط صحيح منذ بداية العملية، تدرك هذه الحقائق.
الأهم من ذلك، أن الوزارة تتعامل مع المسألة بانفتاح على الآخرين، وتستمع لهم. وخير مثال على ذلك ما نشره وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو في حسابه على تويتر، حيث قال: "تبادلنا الآراء مع ممثلي "Thiktank" الخبراء في شؤون الشرق الأوسط حول التطورات في منطقتنا".
من هو حليفنا؟
لكن ما أسلفناه لا يلغي المصاعب الميدانية. والأهم من ذلك أن تركيا تواصل كفاحها على الأرض بمفردها دون أي حليف. لأن موقف الولايات المتحدة في منبج ودعمها حزب الاتحاد الديمقراطي يعرقلان التحالف معها.
أما روسيا فهي تقيم التعاون مع تركيا على مبدأ "خذ وهات"، بعيدًا عن مفهوم التحالف. فقد أنجزت تركيا عملية الباب مقابل إجلاء المعارضة من حلب، وتوقف الاقتتال مقابل تقدم النظام السوري المدعوم روسيًّا، نحو دير الزور، وإذا كانت أنقرة حصلت على ما تريد في إدلب فإن التطورات اللاحقة ستسير على نفس المنوال.
فاعل آخر على الساحة، وهو إيران، خرج عن صمته، واتخذ موقفًا مشابهًا لفرنسا، حيث بدأت طهران تبدي اعتراضًا على عملية عفرين، لأنها تريد تعزيز نفوذها في منطقة إدلب، وفتح ممرات جديدة في المنطقة.
وهذا هو السبب وراء توجه جاويش أوغلو، على عجل، أول أمس إلى العاصمة الإيرانية.
لا تريد طهران شريكًا ثالثُا لها في النفوذ الذي حققته في المنطقة. وفي المقابل، لا ترغب روسيا في ترك المناطق، التي تريد الخروج منها، لإيران وحدها، وتسعى إلى إقامة توازن في القوى.
أهمية عفرين
أنقرة بدورها عازمة، في ظل هذه التطورات، على إتمام العملية العسكرية ضد أهم معقل لحزب الاتحاد الديمقراطي، فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا.
والسبب في ذلك هو التأثير النفسي لعفرين، التي تحمل في ثناياها مصاعب ديموغرافية وجغرافية، على حزب الاتحاد الديمقراطي. لكن هناك بعض العوائق إتمام العملية.
يأتي في طليعتها مواقف المجتمع الدولي والإعلام العالمي التي بدأت تنحو منحى سلبيًّا، وساهم فيها ما ينشره بعض عناصر الجيش الحر في مواقع التواصل الاجتماعي عن سلوكياتهم في الساحة.
على الصعيد الداخلي هناك تطلعات كبيرة ناجمة عن تصور أن "النصر سيأتي سريعًا"، بينما لم تقم الدبلوماسية العامة بدورها على نحو فعال.
اتباع سياسة تركز على عدد القتلى الإرهابيين، عوضًا عن إبراز المساعدات التي تقدمها إدارة الكوارث والطوارئ والهلال الأحمر التركيين لتسهيل معيشة أهالي المنطقة.
عدم الاستفادة، في المحافل الدولية، من قوة خطاب منظمات المجتمع المدني، التي تؤكد على ضرورة عملية غصن الزيتون.
حقيقة أن العقبات الصعبة يمكن تجاوزها بسهولة أكبر عبر القوة الناعمة يبدو أنها غائبة عن الأنظار..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس