ترك برس
تناولت وسائل إعلام فرنسية الخسارة التي مُنيت بها ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، أمام القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر، في منطقة عفرين السورية.
موقع ميديابارت الفرنسي، قال إن مقاتلي (YPG) تعهدوا بالدفاع – في كل شارع وبيت وحجر – عن مدينتهم الرمزية قبل أن يفروا منها "يجرون أذيال الهزيمة" على حد تعبير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
واعتبر الموقع، وفق شبكة الجزيرة، أن ما حصل خسارة كبيرة لتلك الميليشيات، كونها مع عين العرب والجزيرة تمثل واحدة من "الكانتونات الثلاثة" التي تشكل ما يطلق عليه الأكراد "روجافا".
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن (YPG) فقدت 1500 مقاتل من أصل ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف مقاتل لم يتمكنوا في الصمود أمام قوات تركية أثبتت أنها أقوى منهم بكثير.
فهذه القوات التركية أكثر قتالية وأكثر مهنية وأفضل تسليحا، فضلا عن كونها متمرسة على القتال عبر عمليات عسكرية مستمرة منذ ثلاثين عاما ضد حزب العمال الكردستاني.
وقد تفاجأ الكثير من المراقبين بسرعة تخلي المسلحين عن عفرين التي كان البعض راهن على أنهم سوف يصمدون فيها كما صمدوا في عين العرب على أمل أن تحرك "معركتهم الدول الغربية وتجعلها تفي آخر المطاف بما وعدت به الأكراد من توفير الحماية لهم" حسب تعليق للكاتب الفرنسي باتريس فرانسشي.
وبهذا النصر، يكون أردوغان قد أغوى الأميركيين والروس -الذين كانوا حتى بداية هجوم أنقرة على عفرين- يعبرون عن وقوفهم إلى جانب الميليشيات الكردية، لكن رد حكومتي البلدين كان باهتا أو حتى مؤيدا للعملية التركية.
إذ اكتفى الأميركيون بمجرد مطالبة أنقرة "بضبط النفس" بينما قام الروس بسحب وحدات الشرطة العسكرية التابعة لهم من المنطقة وأعطوا الضوء الأخضر لاستخدام تركيا المجال الجوي السوري في قصفها لـ(YPG)، وهو ما جعل الأخيرة تشعر بأنهم تعرضوا "لخيانة مزدوج" على حد تعبير "ميديابارت".
ويبدو -حسب صحيفة ليبراسيون- أن أردوغان اختار عن قصد توقيت هذه العملية، إذ أعلن عن نصر قواته في عفرين في خطاب ألقاه في مدينة جناق قلعة خلال احتفال بالذكرى السنوية الـ 103 لانتصار القوات العثمانية على قوات التحالف (فرنسا وبريطانيا ونيوزيلندا وأستراليا) عام 1915.
صحيفة ليبراسيون، قالت إن الزعيم التركي -وكعادته- تعمد استحضار التاريخ حين قال "إنهم يعتقدون أن تركيا ليست قوية الآن مثلما كانت في جناق قلعة" مؤكدا للحاضرين أن "العلم التركي يرفرف اليوم على عفرين".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!