ترك برس
مع سيطرة قوات غصن الزيتون على مركز مدينة عفرين واعتزامها التقدم نحو تل رفعت ومنبج شمالي سوريا، تناقلت وسائل إعلام أنباء حول تسليم تنظيم "ي ب ك/ب ي د" مدينة تل رفعت التي يسيطر عليها، إلى النظام السوري لمنع التقدم التركي تجاهها، مما أثار تساؤلات حول مصير العمليات التركية في المنطقة، بين قائل بتجنب أنقرة مواجهة دمشق، وبين مؤكد على مضيها في التقدم حتى القضاء على كامل التهديدات التي تستهدف أمنها القومي.
وقبل يومين دعا وزير الخارجية الروسي لافروف تركيا إلى تسليم عفرين للنظام السوري، ما دفع أردوغان للرد عليه بالقول: "هذا الموقف خاطئ جدا، ونحن نعلم جيدا لمن سنعيد عفرين"، لافتا إلى أنه "سيسلم عفرين إلى سكانها عندما يحين الأوان، ويجب الحديث أولا عن تسليم المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الدول الأخرى إلى سوريا، وإن النظام هو الذي سلم تلك المناطق لذلك لن تطمئن تركيا".
وفي هذا الإطار نقل تقرير لصحيفة "عربي 21" آراء خبراء ومحللين حول مصير التقدم التركي في الشمال السوري، وإمكانية توقف عملياتها عند عفرين أم لا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري فضل عدم الكشف عن هويته، أن تنظيم "ي ب ك/ب ي د" انسحب من مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي باتجاه مدينة منبج، إثر محاولات تركيا والجيش الحر السيطرة على المدينة.
وأكد المصدر نفسه أن مؤسسات النظام السوري الخدمية عادت للعمل في مدينة تل رفعت، بموجب اتفاق بين النظام السوري وتنظيم "ي ب ك/ب ي د" الذراع السوري لتنظيم "بي كي كي" المصنف تركيا وأوروبيا على لائحة الإرهاب.
وتعليقا على ذلك، اعتبر الباحث السوري محمد حاج إبراهيم، أن "هذا التسليم هو شكلي"، معللا أن التنظيم المذكور هو صنيعة النظام، ومشددا في الوقت ذاته على أنه "لم يتغير شيء في الواقع لأن العصابات الإرهابية هي صنيعة نظام الأسد"، بحسب تعبيره.
وأشار إبراهيم إلى أن "مؤسسات النظام السوري كانت عملت أيضا في عفرين قبل سيطرة الجيش التركي على المدينة"، مؤكدا أن "النظام يدعم الوحدات الانفصالية التركية منذ سنوات وقام بتدريبها وتسليحها للقيام بعمليات عسكرية لزعزعة حكم الأتراك في ذلك الحين".
وحول تأثير تسليم "تل رفعت" للنظام السوري على مواصلة الجيش التركي لعملياته شمال سوريا، رأى إبراهيم أن "التصريحات التركية واضحة، من خلال العمل على تطهير كل المناطق التي تتواجد بها الوحدات الإرهابية"، موضحاً أن "ما يقارب 4 ملايين سوري يقيمون في تركيا، وهؤلاء السوريون أولويتهم العودة إلى بيوتهم التي هجروا منها بفعل العناصر الإرهابية".
ولفت الباحث السوري إلى أن أهالي "تل رفعت" المهجرين بقوة السلاح ودعم النظام السوري لتنظيم "ي ب ك/ب ي د"، هم غالبيتهم ضمن الجيش السوري الحر والذي يعمل جنبا إلى جنب مع تركيا "لتحرير تل رفعت والريف المحيط بها".
بدوره، رأى المحلل السياسي التركي أوقتاي يلماز أن أنقرة معنية بشكل أساسي بإزالة الخطر الذي يهدد أمنها القومي من جميع المناطق السورية الحدودية، مضيفا أن "إزالة الخطر أولوية سواء من خلال عملية عسكرية أو غيرها".
وتوقع يلماز أن تتوقف العملية العسكرية التركية عند عفرين، في حال حصلت على ضمانات حقيقية لإزالة خطر الجماعات الانفصالية في منطقة "تل رفعت"، مستدركا أن "تركيا لن تنسحب من عفرين إلا بعد تأمين الاستقرار في سوريا، وحينما تكون حكومة منتخبة من الشعب السوري".
وحول قرار تسليم "ي ب ك" لمنطقة "تل رفعت" للنظام السوري، قال يلماز إن "هناك علاقات وطيدة بين الجماعات الانفصالية والنظام السوري، والنظام ترك هذه المناطق لهذه الجماعات"، مشيرا إلى أنه "لا شك في أن روسيا تحاول الوصول إلى مفاوضات مباشرة بين تركيا والنظام، لكن الاستراتيجية التركية ترفض الحوار مع نظام قتل شعبه والمدنيين العزل".
وفي وقت سابق قال رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير، إن "تسليم مدينة تل رفعت للنظام، يهدف إلى وضع تركيا في مواجهة نظام الأسد، وبالتالي فرض التفاوض السياسي بينهما"، منوها إلى أن "تل رفعت تعد العقدة الأساسية وليست عفرين، حيث أن روسيا وإيران لن تقبلا بالوجود التركي في سوريا، وبالتالي فإنهما تريدان تقاسم النفوذ دون تركيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!