ترك برس
تناول تقدير موقف أعدّه مركز الجزيرة للدراسات تداعيات ترشّح الرئيس التركي السابق عبد الله غُل، إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة من طرف أحزاب تركية مُعارضة، لمنافسة الرئيس الحالي وزميله في حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان.
وأشار المركز إلى أن المؤكد حتى الآن أن كلًّا من الرئيس أردوغان ورئيسة الحزب الجيد، ميرال أكشنر، سيخوض المنافسة الرئاسية. ولكن حزب الشعب الجمهوري لم يعلن عن مرشحه بعد، ولا ما إذا كان هذا المرشح أصبح موضع نقاش في المباحثات التحالفية التي يعقدها مع الحزب الجيد وحزب السعادة.
الأكثر مدعاة للاهتمام، ولقلق حزب العدالة والتنمية، على السواء، انتشار أنباء حول عزم رئيس الجمهورية السابق، وأحد كبار مؤسسي العدالة والتنمية، عبد الله غل، خوض الانتخابات الرئاسية، سواء كمرشح مستقل، أو كمرشح لحزب السعادة، إسلامي التوجه، وفقًا للمركز.
بعض ممن يعرف غل يقول إن الرجل، وبالرغم من الضغوط التي يتعرض لها من عدد من الدوائر المحافظة والمعارضة لأردوغان، سيمتنع في النهاية عن خوض المنافسة الرئاسية.
يدرك غل أن خطوة كهذه ستحدث انقسامًا بالغًا في المعسكر المحافظ، وستضعه في مواجهة مباشرة مع صديقه ورفيقه السابق، وتنقل معركة الرئاسيات إلى مستوى غير مسبوق من التدافع الحاد.
في المقابل، ثمة مصادر تؤكد أن هناك انقسامًا حقيقيًّا في مجموعة الآباء المؤسسين للعدالة والتنمية، وأن شخصيات مثل علي باباجان وبشير أطلاي تقف بقوة خلف ترشح غل للانتخابات الرئاسية.
وتعمل مجموعة أنصار غل على اصطفاف كافة الأحزاب المعارضة، بما في ذلك حزب الشعب الجمهوري، خلف غل، على أن يبادر حزب السعادة، الإسلامي المحافظ، إلى دعوة غل لخوض المنافسة الرئاسية.
إن اتخذ غل قراره بخوض المنافسة، بوجود أكثر من مرشحين اثنين، فهناك احتمال كبير أن يسهم هذا التطور في فشل أي من المرشحين في حسم الانتخابات من جولتها الأولى، وأن تصبح نتيجة الجولة الثانية مفتوحة على عدة احتمالات.
ومع ذلك، يظل فوز أردوغان من الجولة الأولى احتمالًا قائمًا ولكنه في حاجة إلى توفر جملة من الشروط. أما إن اصطف المعارضون جميعًا خلف غل، وتحولت الانتخابات الرئاسية إلى معركة ثنائية بين غل وأردوغان، فستكفي الجولة الأولى للحسم.
أما إن ابتعد غل عن حلبة المنافسة، فليس ثمة مرشح يمكن أن يشكل خطرًا ملموسًا على حظوظ أردوغان في الاحتفاظ بمنصبه.
تحدي أردوغان الرئيس في حالة امتناع غل عن خوض الانتخابات هو ما إن كان سيحقق الفوز من الجولة الأولى، أو أنه سيضطر إلى خوض جولة ثانية في مقابل ثاني أعلى المرشحين أصواتًا في الجولة الأولى.
لحسم الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى، يحتاج أردوغان عودة المحافظين من أبناء طبقة المدن الوسطى، الذين أحجموا عن تأييد التعديلات الدستورية في استفتاء أبريل/نيسان 2017، إلى التصويت له.
كما يحتاج لأن يحصل على دعم كاف من الصوت الكردي المحافظ، أو أن يعوض التراجع المتوقع في التأييد الكردي بتأييد مقابل من الصوت القومي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!