ترك برس
أكدت دراسة صادرة عن مركز أبحاث إسرائيلي نافذ أن انتصار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية، وتوسيع صلاحياته يقضي على فرصة تصدير الغاز الطبيعي لتركيا ومنها إلى أوروبا، بسبب عداوة الرئيس التركي لإسرائيل.
وقالت الدراسة الصادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي، إن هناك تطورين حدثا في الأسبوعين الماضيين يهددان إمكانيات تصدير الغاز الإسرائيلي: أولهما فوز الرئيس أردوغان، والثاني هو التقارير الأولية غير المؤكدة عن اكتشاف حقول غاز جديدة في مصر، ما يعني استبعاد تصدير الغاز لمصر أو استخدام مرافق تسييل الغاز المصرية.
وأوضحت الدراسة أن تركيا تعد من الناحية الاقتصادية وجهة التصدير الأبسط والأكثر ربحية لشركات الغاز الإسرائيلية. ومن المتوقع إن يرتفع طلب السوق التركية على الغاز الطبيعي ارتفاعا كبيرا في السنوات القادمة، من 55 مليار متر مكعب في عام 2017 إلى 75 مترا مكعبا في 2025.
وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل يمكن أن تزود تركيا بين 8-16 مليون متر مكعب سنويا لمدة 15 سنوات، كما أن تركيا تشكل خيارا جيدا لعبور الغاز الإسرائيلي في طريقه إلى أوروبا. وعلاوة على ذلك فإن تكلفة مد خط أنابيب إلى سواحل تركيا الجنوبية أقل من تكلفة بناء خط أنابيب مباشر إلى أوروبا عبر اليونان، أو إقامة منشأة لتسييل الغاز في إسرائيل.
وأضافت الدراسة التي أعدها البروفيسور عوديد عيران الرئيس السابق للمركز، والباحث عيلي راتيج، أن تركيا مستعدة لأن تدفع في مقابل الغاز الإسرائيلي أكثر مما تدفعه الآن مقابل الغاز الروسي، لأنها تريد تقليل اعتمادها على روسيا. وهذه الاعتبارات كلها يفترض أن تجعل تركيا الوجهة الأكثر رغبة في الحصول على الغاز الإسرائيلي.
ويستدرك الباحثان أن هناك كثيرا من العقبات السياسية والجغرافية التي تعترض تصدير الغاز لتركيا:
أولاً، إن أقصر مسار لخط الأنابيب من حقول الغاز الإسرائيلية إلى الساحل التركي يجب أن يمر بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بلبنان وسوريا.
وعلى الرغم من أن القانون الدولي، كما تقول الدراسة، لا يمنع وضع خطوط الأنابيب في المياه الاقتصادية "لدولة معادية"، فإن الخطر الأمني المتعلق بهذه الحالة سيجبر سلاح البحرية الإسرائيلي على حماية مسار خط الأنابيب بالكامل تقريبًا.
والأهم من ذلك أن علاقات تركيا مع إسرائيل لا توفر لشركات الغاز الاستقرار اللازم لإنشاء خط أنابيب بين البلدين، حيث تدهورت العلاقات الثنائية بين تركيا وإسرائيل، منذ أواخر عام 2008، وتوقف التدهور مؤقتا بعد اتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين في حزيران/ يونيو 2016، لكنه استمر بقوة في أعقاب أحداث العنف التي وقعت العام الماضي في الحرم القدسي الشريف وما يحدث في غزة.
وأردفت الدراسة أن إعادة انتخاب أردوغان للرئاسة تضيف صعوبات أمام تنفيذ المشروع.
وزعمت أن أردوغان قاد تركيا حتى قبل فوزه في الانتخابات الأخيرة، في مسار إشكالي، حتى فيما يتعلق بشركائها التقليديين. وأثار استعداده لتعزيز التعاون مع روسيا وإيران تساؤلات بين أعضاء الناتو الآخرين، وعززت عمليات الجيش التركي في الجزء الشمالي من سوريا. لتحقيق الاستقرار من تركيا إلى جانب اصطفاف تركيا إلى جانب قطر في أزمتها مع الدول الخليجية من صورة تركيا المظطربة.
وخلصت إلى أنه من المشكوك فيه إلى حد كبير في ظل الوضع الحالي، أن يوافق أردوغان على اتفاق تقوم بموجبه الشركات الإسرائيلية بتوريد الغاز الطبيعي إلى تركيا. ومن المشكوك فيه أيضا ما إذا كانت شركات الغاز نفسها ستوافق على تحمل خطر إشراك رئيس تركي معادي لإسرائيل.
وأضافت أن أردوغان رغم ذلك لديه أيضا الاعتبارات الوطنية والاقتصادية التي قد تقضي على رغبته في الإضرار بالعوامل الاقتصادية الإسرائيلية، ومن ثم لو صادقت الحكومة التركية على صفقة الغاز الإسرائيلي، فمن المرجح أن تنفذ.
وختمت بالقول بأن العملية السياسية الداخلية المعقدة في إسرائيل المتعلقة بتطوير حقول الغاز، بالإضافة إلى التطورات الأخيرة في تركيا ومصر، تجعل من الصعب على إسرائيل تحقيق أرباح كبيرة من عائدات الغاز، وتحسين علاقات إسرائيل مع جيرانها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!