ترك برس
قالت صحيفة " فستنيك كفكازا" الروسية إن موسكو ستبقى على الحياد إذا شن الجيش التركي هجوما على الميليشيات الكردية شرقي نهر الفرات في سوريا، لأن روسيا لا تحتاج إلى الدخول في صراعات جديدة مع أنقرة التي تبقى شريكها الأكثر قيمة في الشرق الأوسط.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن الاسبوع الماضي، أن بلاده أكملت كافة الاستعدادات للقضاء على الإرهابيين شرقي الفرات في سوريا، وأنها ستطلق قريبا عمليات أوسع نطاقا وأكثر فعالية في المنطقة.
وأضافت الصحيفة الروسية أن تركيا مصممة على القيام بعملية عسكرية في سوريا في أقصر وقت ممكن من أجل حماية نفسها من التهديد الإرهابي المحتمل من شمال سوريا، خاصة أن الحرب في سوريا دخلت مرحلتها الأخيرة.
وذكرت أن الميليشيات الكردية تمكنت بفضل الدعم الأمريكي من ترسيخ وجودها في الرقة وفي شرق دير الزور ومنبج ، ووسعت وجودها في محافظة الحسكة وغيرها من المحافظات المجاورة.
وأردفت أنه بعد انتهاء الحرب السورية سيحاول كثير من مقاتلي الميليشيات الكردية العودة إلى تركيا ومواصلة أنشطتهم الإرهابية. ولذلك يريد الرئيس التركي طرد المسلحين من هذه الفصائل من شرقي لنهر الفرات من أجل منع عودة حزب العمال الكردستاني إلى تركيا.
وتعد تركيا وحدات حماية الشعب تنظيما إرهابيا، لارتباطها بتنظيم بي كي كي (حزب العمال الكردستاني)، الذي يشن حربا ضد الدولة التركية منذ ثلاثة عقود راح ضحيتها عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي ناقش خلال قمة إسطنبول الرباعية مع قادة روسيا وألمانيا وفرنسا عمليات تركيا العسكرية في المستقبل، وحصل على ضمانات بعدم تدخل دول أخرى في العملية العسكرية التركية القادمة ضد الميليشيات الكردية.
وأوضحت أن أردوغان أراد أن يجد أرضية مشتركة مع روسيا وفرنسا وألمانيا، في حين أن الولايات المتحدة لم تحضر هذه القمة، لأن واشنطن ما تزال تدعم الميليشيات الكردية التي تعاملها أنقرة بوصفها جماعات إرهابية ذات نزعات انفصالية.
وفيما يتعلق بالموقف الروسي من العملية العسكرية التركية، قالت الصحيفة إن موقف روسيا سيظل على الحياد، لأن موسكو ليس لديها التزامات أمام الأكراد. ولا تحتاج موسكو إلى الدخول في صراعات جديدة مع أنقرة، التي تبقى شريكها الأكثر قيمة في الشرق الأوسط.
ولفتت إلى أن موسكو تقلل تدريجيا من نشاطها العسكري في سوريا، وتفضل عدم توسيعه إلى مناطق بعيدة عن القواعد العسكرية الروسية، بما في ذلك الساحل الشرقي لنهر الفرات. كما أن روسيا راضية عن اتفاق الهدنة في الشمال السوري مع تركيا. وتقع مسؤولية مناطق شرق الفرات على عاتق قوات التحالف الذي تقوده واشنطن.
ورأت الصحيفة أن وضع الميليشيات الكردية الصعب إذا شنت تركيا هجوما عسكريا، سيدفعها للتفاوض مع النظام في دمشق. وهذا السيناريو أكثر قبولا لدى الأكراد إذا تخلوا عن نواياهم الانفصالية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!