ترك برس - الأناضول
بعد مرور عام على عملية غصن الزيتون التي قامت بها تركيا بهدف تطهير مدينة عفرين السورية ومحيطها من التنظيمات الإرهابية، تحسنت الأوضاع الأمنية والتعليمية والصحية في أرجاء المدينة المذكورة البالغ عدد سكانها 350 ألف نسمة.
وفي مثل هذا اليوم من العام الماضي، أطلقت القوات التركية بالتعاون مع الجيش السوري الحر، عملية غصن الزيتون في مدينة عفرين المتاخمة لولاية هطاي التركية، بهدف تطهيرها من إرهابيي "بي كا كا/ ي ب ك".
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في 20 يناير/ كانون الثاني عام 2018، بدء عملية غصن الزيتون في عفرين، حيث قامت المقاتلات التركية في تمام الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي، بقصف مواقع "ي ب ك/ بي كا كا" الارهابية.
وطيلة عملية غصن الزيتون، تمكنت المقاتلات التركية من قصف أهدافها بدقة تامة، وحققت بذلك نجاحا كبيرا.
وإلى جانب القوات التركية شارك في العملية عدد كبير من عناصر الجيش السوري الحر، بهدف القضاء على نحو 10 آلاف إرهابي كانوا متمركزين طيلة السنوات السابقة في عفرين.
ولعل من أبرز النقاط المفصلية لعملية غصن الزيتون، كانت سيطرة القوات التركية والسوري الحر على جبل بورصايا الاستراتيجي التابع لبلدية شيران، إذ تمكنت قوات غصن الزيتون من السيطرة على قمة الجبل يوم 28 يناير.
ويعد هذا الجبل استراتيجيا بالنسبة للإرهابيين، حيث كانوا يستهدفون من قمته، المدنيين في ولاية كليس التركية، والمدنيين القاطنين في مدنية أعزاز السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة.
-السيطرة على مركز 6 بلدات
وبعد 3 أيام، استطاعت قوات غصن الزيتون السيطرة على مركز بلدة بلبل شمالي عفرين في الأول من فبراير/ شباط، عبر تقدّم من الجهات الشمالية والغربية والشرقية للبلدة.
ويوم 26 فبراير، تمكنت قوات غصن الزيتون فصل مركز مدينة عفرين براً عن محافظة إدلب ومناطق عملية درع الفرات الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.
وعقب تطهير المناطق المحاذية للحدود التركية من العناصر الإرهابية، بدأ الزحف نحو المناطق الداخلية لعفرين بسرعة كبيرة.
ففي الثالث من مارس/ آذار 2018، استطاعت القوات التركية وعناصر الجيش السوري الحر تطهير مركز بلدة راجو الواقعة شمال غرب عفرين، من العناصر الإرهابية.
وبالتوازي مع تطهير المناطق من العناصر الإرهابية، كانت قوات غصن الزيتون تعمل على استتباب الأمن في المناطق المحررة، وفي الرابع من مارس تم تطهير مركز بلدة الشيخ حديد من الإرهابيين.
ولم تنتظر قوات غصن الزيتون طويلاً حتى دخلت بلدة شيران شمال شرق عفرين، وذلك في السادس من مارس، حيث تمكنت قوات غضن الزيتون من دخول مركز بلدة شيران عبر عملية زاحفة من مدينة أعزاز.
وبعد يومين فقط، أي في الثامن من مارس، بسطت قوات غصن الزيتون السيطرة على أهم بلدات عفرين، وهي جنديرس الاستراتيجية.
وبعد تطهير مراكز 5 بلدات من العناصر الإرهابية، بات الطريق ممهدا لقوات غصن الزيتون للزحف نحو مركز مدينة عفرين، حيث بدأت العملية تأخذ وتيرة أسرع.
وفي معرض تعليقها على مجريات العملية، قالت رئاسة الأركان التركية في بيان، إن مركز مدينة عفرين باتت مطوّقة من كافة الجهات اعتبارا من تاريخ 12 مارس.
وفي خطاب ألقاه يوم 18 مارس في ولاية جناق قلعة بمناسبة احياء الذكرى 103 لانتصار معركة جناق قلعة، قال الرئيس أردوغان: "أودّ أن أبشركم بأن قواتنا المسلحة بالتعاون مع الجيش السوري الحر، بسطت سيطرتها على مركز مدينة عفرين هذا الصباح في تمام الساعة 08:30(بالتوقيت المحلي)".
وبالتوازي مع سيطرة قوات غصن الزيتون على مركز مدينة عفرين، تمت السيطرة على مركز بلدة معبطلي التي كانت آخر قلاع الإرهابيين في منطقة عفرين.
-بدء عودة سكان المنطقة إلى ديارهم عقب العملية
عقب تطهير المنطقة برمتها من العناصر الإرهابية، سارعت المنظمات المدنية التركية إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة الأحياء والقرى المأهولة بالسكان، وبفضل الأمن الذي استتب في المنطقة بفضل عملية غصن الزيتون، بدأت عودة المدنيين إلى ديارهم في 20 مارس، ووصل عدد سكان عفرين خلال عام إلى 350 ألف نسمة.
-القضاء على آثار الإرهابيين
بهدف إحلال الأمن في عفرين، بدأت قوات الجيش السوري الحر فور انتهاء العملية، بأعمال التمشيط وتفكيك المتفجرات والألغام التي خلفتها العناصر الإرهابية في المدينة وبلداتها.
وخلال عمليات التمشيط تمكنت عناصر الجيش السوري الحر من العثور على العديد من المتفجرات والألغام، والأنفاق والحفر التي حفرها الإرهابيون بهدف عرقلة تقدم قوات غصن الزيتون ومنع المدنيين من مغادرة المنطقة خلال العملية.
ولأول مرة بعد 6 أعوام، استطاعت فرق الدفاع المدني "الخوذ البيضاء"، في الثاني من أغسطس 2018، من دخول مدينة عفرين وبلداتها لمساعدة المدنيين، وذلك بفضل الأمن المستتب في المنطقة بعد عملية غصن الزيتون.
-تركيا تدعم عفرين في كافة المجالات الحيوية:
بعد عملية غصن الزيتون تم تشكيل 7 مجالس محلية لإدارة شؤون مدينة عفرين وبلداتها، وقامت تركيا بتقديم الاستشارات والدعم الملموس لتلك المجالس في مجالات الصحة والتعليم والرياضة والتجارة والصناعة والزراعة.
ومع دعم المجالس المحلية، بات سكان منطقة عفرين يديرون شؤونهم بأنفسهم، حيث قدمت تركيا للمجالس السماد والبذار بهدف تشجيع الزراعة وإنعاش هذا القطاع في عفرين التي تشتهر بالزيتون.
وإلى جانب السماد والبذور، تم فتح معامل لعصر الزيتون وصناعة الصابون في عفرين، وبدأت هذه المعامل بالعمل، وانتعشت الأسواق والتجارة في المدينة والبلدات المجاورة بعد ذلك.
وبدعم من تركيا تم إعادة تفعيل مستشفى الشفاء الذي يتسع لمئة سرير ويحتوي على 13 قسما بما في ذلك الجراحة التجميلية، وتقدم الخدمات الطبية بالمجان.
وإلى جانب المستشفى، تم فتح مجمع ثقافي ورياضي في عفرين، وعاد 43 ألف طالب في عفرين وبلداتها إلى مسيرتهم التعليمية مجددا.
وتم أيضا ترميم 36 مسجدا في المنطقة، وفُتح 170 مسجدا للعبادة مجددا.
وفي تصريح للأناضول، سرد الخبّاز أحمد أبو عمر، التغيّرات التي جرت في عفرين وبلداتها بعد عملية غصن الزيتون.
وقال أبو عمر: "الأسواق مزدحمة والحياة طبيعية في عفرين وسنكون أفضل حالا في المستقبل، وكل هذا بفضل عملية غصن الزيتون، فالحكومة التركية جلبت للمنطقة الأمن ونشكر كل من ساهم في العملية".
من جانبه قال محمد هاني أحد سكان عفرين، إن أوضاعهم المعيشية جيدة بعد عملية غصن الزيتون، وأن الأمن مستتب في كافة أرجاء المنطقة.
ووجه هاني نداء لجميع السوريين، دعاهم فيها إلى العودة إلى المناطق المحررة عبر عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات، مبينا أن الجيش السوري الحر لا يتدخل في نمط معيشة السكان، بل يشرف على حفظ الأمن فقط.
بدوره قال الطبيب محمد جرادة العامل في مستشفى الشفاء بعفرين، إن ترميم المستشفى جرى بمساعدة الإخوة الأتراك، وأن المستشفى يقدم الخدمات الطبية منذ 5 أشهر مجانا لكافة سكان عفرين دون تمييز.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!