ترك برس

تعمل صناعة الدفاع التركية على تطوير نظام إطلاقٍ كهرومغناطيسي للمركبات الجوية من دون طيار، من شأنه أن يسمح للسفن بإطلاق هذا النوع من الطائرات، مما يزيد من قوة الردع البحري التركية.

تملك البحرية التركية عددًا من طرازات الطائرات من دون طيار المحلية، مثل "أنكا" و"بايراكتار تاكتيكال بلوك 2"، لكن هذه الطائرات يمكن أن تقلع فقط باستخدام المدارج التقليدية، في حين أن الولايات المتحدة والصين تستخدمان أنظمة إطلاق كهرومغناطيسية على متن بعض حاملات الطائرات، وهذه الأنظمة سهلة الاستخدام وفعّالة من حيث التّكلفة وتملك قدرات إطلاق عالية، ولذلك تعمل شركات الصناعات الدفاعية التركية على تطوير مدافع السكك الحديدية الكهرومغناطيسية، التي تستند إلى نفس المبدأ.

يُتوقّع أن تُساهم أنظمة الإطلاق الكهرومغناطيسية الجديدة مساهمةً كبيرةً في فعالية البحرية التركية وقدرتها على تشغيل الطائرات بدون طيار. على سبيل المثال، ستكون طائرة "بايراكتار TB2" فعّالةً في نطاقٍ يتراوح بين 100 و150 كيلومترًا عند إطلاقها من سفينةٍ تابعةٍ للبحرية. وهذا سيعزّز بشكلٍ كبيرٍ قدرات الأمن والردع للبحرية في بحر إيجه والبحر المتوسط.

ويُنتظَرُ أن لا تطول عملية تطوير الطائرات بدون طيار الجديدة لسنوات، وستحصل تركيا على نظامٍ يمكن دمجه في المنصات الوطنية الحالية. وستقوم شركة "ييتكنولوجي"، التي صنّعت أولى مدافع السكك الحديدية الكهرومغناطيسية في تركيا، بتصنيع مكونات نظام الإطلاق الكهرومغناطيسي.

واستجابةً للحاجة التي قد تنشأ مع استخدام البحرية للطائرات بدون طيار، قرّرت الشركة تطوير المنجنيق الكهرومغناطيسي. فأطلقت ييتكنولوجي مشروع تصميمٍ مفاهيميّ في هذا الصدد، يهدف إلى إطلاق طائرة بدون طيار تزن 750 كيلوغرام من خلال نظام إطلاقٍ كهرومغناطيسي، خلال السنتين إلى الثلاث سنواتٍ القادمة.

وفي حديثٍ له مع وكالة الأناضول، قال فضل هزال، المدير العام لشركة ييتكنولوجي، إن أنظمة الإطلاق الكهرومغناطيسية تمّ تكييفها بسرعة لتخدم تطبيقاتٍ مختلفة، بما في ذلك الأسلحة، مثل السكك الحديدية، مضيفًا إلى أن مثل هذه التقنيات يجب أن تحظى بمزيدٍ من الاهتمام نظرًا لما تحتاجه البلاد.

وفي إشارة إلى أن الولايات المتحدة والصين تستخدمان التكنولوجيا الكهرومغناطيسية، قال هزال إن الولايات المتحدة تستخدم هذه التكنولوجيا بالفعل. ويمكن إطلاق الطائرات بدون طيار باستخدام نظام إطلاقٍ كهرومغناطيسي.

يقول هزال: "ومن المتوقع أيضًا، أن تبدأ الصينُ استخدام هذه التكنولوجيا في وقتٍ قريب. ونحن في تركيا يجب أن ننضمّ أيضًا إلى سباق التكنولوجيا هذا. لدينا تقنياتٌ يمكن أن تكون جزءًا من هذا السباق. يمكننا أن نصنع أفضل الطائرات بدون طيار في العالم وننتج كل مكونات نظام الإطلاق الكهرومغناطيسي في تركيا، لذلك، يمكننا تطوير نظامنا الخاص وإطلاق الطائرات بدون طيار من السفن. هذه التكنولوجيا ستوفّر لقواتنا المسلحة قدراتٍ مهمةً للغاية".

ويُذكر أنّ طائرات "بيراكتار تي بي 2" المسلحة بدون طيار، التي أنتجتها شركة بايراكتار التركية وتعمل منذ عام 2015، استُخدِمَت لدعم حرب تركيا ضد الإرهاب على حدودها الجنوبية وخلال العمليات عبر الحدود في سوريا. وتُعدّ أول طائرة بدون طيار مسلحة وحيدة في قائمة القوات المسلحة التركية (TSK).

كما تملك "بايراكتار تي بي 2" أكثر أنظمة الطائرات بدون طيار تطورًا في فئتها، بفضل ما تتمتع به من أجهزة إلكترونية متقدمة وبرمجيات وأنظمة ديناميكية هوائية وتصميم وأنظمة ملاحة وأتمتة الطيران وأدائه.

تقوم "بايراكتار تي بي 2" برحلاتٍ استكشافيةٍ واستشاريةٍ واستخباراتيةٍ نشطة، ويمكنها نقل الصور إلى مراكز العمليات دون تأخير. ويمكنها التحليق على ارتفاع أقصى يبلغ 8 آلاف و239 مترًا (27 ألفًا و30 قدمًا) ويمكنها الطيران لمدة 24 ساعة متواصلة بحمولة 150 كيلوغرامًا، كما يمكن تشغيلها ليلًا ونهارًا.

من ناحية أخرى، تقوم الطائرة "أنكا"، وهي طائرة بدون طيار متطورة وذات قدرة عالية، تقوم بمهمات الاستطلاع في جميع الأحوال الجوية، وكشف الأهداف وتحديد هويتها والقيام بمهام استخباراتية، وتتميز بقدرات طيران المستقل، بما في ذلك الإقلاع والهبوط التلقائي.