حمزة تكين - أخبار تركيا
نهاية آب/أغسطس الماضي، أجرى وزير الخارجية التركية مولود تشاويش أوغلو زيارة رسمية إلى لبنان، التقى خلالها عددا كبيرا من المسؤولين اللبنانيين.
أتت الزيارة بعد 3 سنوات على آخر زيارة للوزير التركي إلى لبنان، ولذلك فقد كانت هذه الجولة في غاية الأهمية لناحية التباحث التركي اللبناني حول آخر المستجدات في المنطقة الملتهبة، وسبل تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين.
ووفق معلوماتنا الخاصة، فقد كانت الزيارة ناجحة إلى أبعد الحدود سياسا وأمنيا واقتصاديا، وقد تم التوافق مع كافة المسؤولين اللبنانيين على البدء بمرحلة جديدة من التعاون المتميز بين بيروت وأنقرة لما فيه مصلحة البلدين والشعبين.
ومن أهم ما تم التوافق عليه، القضايا الاقتصادية، وبالتحديد التعاون التركي اللبناني في قضية استخراج النفط والغاز من مياه شرقي البحر المتوسط، وهذا يعتبر أمر في غاية الأهمية بهذا التوقيت بالتحديد، وهو أمر سيعود بفائدة كبيرة جدا على تركيا وعلى لبنان، وبالتالي انتعاش اقتصادي لكلا الشعبين، ومزيد من تعزيز أواصر التعاون بينهما.
كما تم التوافق خلال الزيارة على قضية تشجيع السياحة المتبادلة بين البلدين، وهو أمر يصب أيضا في مصلحة الشعبين وخاصة من الناحية الاقتصادية، فكثير من اللبنانيين بدأوا بافتتاح مشاريع تجارية خاصة بهم في مختلف المناطق التركية، أي إلى جانب السياحة أصبح هناك عمل وتجارة وأموال، وكذلك الأتراك الذين يزورون لبنان.
ومن المعلوم أن الرحلات الجوية بين تركيا ولبنان تكاد تكون الأكثر حركة ونشاطا بين تركيا وأي دولة عربية أخرى، أي أن العلاقة المختلفة الألوان بين الشعبين اللبناني والتركي متقدمة وممتازة.
بالخلاصة، لقد نجحت زيارة وزير الخارجية التركي إلى لبنان نجاحا باهرا، وهو الأمر الذي أثار غضب وحفيظة جهات عديدة في الداخل اللبناني وفي الإقليم.
هذه الجهات، التي يُصنّف بعضها في خانة الدول، وبعضها الآخر في خانة الأحزاب، وفئة ثالثة تصنف في خانة أصحاب القلوب الطائفية الحاقدة السوداء... هي الجهات التي حركت كل هذا الهجوم الرسمي من أعلى الهرم في لبنان على الدولة العثمانية، والهدف ليس الدولة العثمانية بل تركيا.
لم تستطع هذه الجهات التصويب على تركيا مباشرة، فاستخدمت الدولة العثمانية شماعة لشن الهجوم، ولأجل هدف واحد هو إفشال النتائج الإيجابية لزيارة تشاويش أوغلو إلى بيروت.
الأطراف اللبنانية التي تشارك بالهجوم على الدولة العثمانية ومنها على تركيا، لا تريد أن تبادر هي بإفشال زيارة الوزير أو إعلان عدم رغبة بالتعاون مع تركيا سياحيا وأمنيا واقتصاديا وسياسيا، فعمدت لأسلوب استفزاز تركيا كي تدفعها لاتخاذ خطوات ضد لبنان وبالتالي تظهر تركيا في صورة المدان والمعادي للبنان.
وفي هذا السياق يجب أن نؤكد على أمور عدة:
أولا: تركيا تعرف الجهات الإقليمية التي دفعت بالجهات اللبنانية الداخلية لإثارة أزمة بين بيروت وأنقرة.
ثانيا: تركيا تعرف حجم الجهات اللبنانية الداخلية التي تثير هذه الأزمة، وهو حجم إعلامي فقط لا غير، وحجم لا يمثل كل أطياف الشعب اللبناني.
ثالثا: تركيا ستغيظهم أكثر وأكثر وستحرق قلوبهم أكثر وأكثر من خلال تريثها وحكمتها بالتعامل مع هذه القضية.. فأبشروا يا أصحاب القلوب الحاقدة بمزيد من الحرقان في قلوبكم.
رابعا: تركيا هي وريثة الدولة العثمانية العليا، وبالتالي على الجميع أن يدرك أن إهانة التاريخ لا يُسكت عنه في تركيا، وبالتالي فإن الرد التركي سيكون موجعا على من أساء للدولة العثمانية والعلم التركي.. سيكون موجعا لمن أساء فقط وليس لشعب بكامله.
خامسا: يا من تقللون أدبكم مع تركيا اليوم ورئيسها.. كونوا كتركيا ورئيسها ولو بنسبة 1%، تنمية وحضارة وازدهارا وقوة عسكرية واقتصادية وسياسة وتاريخا وحاضرا وغيرة على مصلحة الوطن... وحينها سنكون أول من ينحني لكم احتراما وتقديرا.
سادسا: لعلم من يسيء للدولة العثمانية العليا.. لولا تلك الدولة لما كنتم اليوم تتواجدون في هذا الشرق.
سابعا: أيها السوداويون، دعكم من كل شيء وقارنوا حضارة الدولة العثمانية العليا بحضارة أفكاركم وإنجازاتكم.. وحينها ستعرفون حجمكم الصغير.
ثامنا: من باب التذكير ليس إلا، الدولة العثمانية هي من وضعت على أرض لبنان نواة: الجيش، وقوى الأمن، ونظام المصارف، والسكك الحديدة، وقوانين الجمعيات، ومباني مؤسسات الدولة، ومباني أهم الجامعات.. وغيرها كثير.
تاسعا: الدولة العثمانية هي من حمت أرض لبنان من الحركة الصهيونية.. فإن كنتم حقا أعداء للصهاينة فعليكم أن تسبحوا بحمد الدولة العثمانية ليل نهار، فلو أن الصهاينة تمكنوا من أحلامهم يومها لما كان لبنان على الخريطة اليوم أصلا، ولكان محتلا بالكامل كما هو حال فلسطين.
أيها الحاقدون، لقد أفرحتمونا بحركتكم هذه.. إذ تأكد مجددا الحب الكبير الكبير الذي يكنه الشعب اللبناني الكبير لتاريخه العظيم ولتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس