سامي كوهين – صحيفة ميلليت – ترجمة وتحرير ترك برس
لو أن المأساة الإنسانية الدائرة في إدلب السورية لم تظهر بالشكل الكافي أمام الرأي العام العالمي لما استغربنا عدم اكتراث المجتمع الدولي بما يجري. بيد أن مشاهد هذه الفاجعة تُعرض مباشرة على شاشات النلفزينات العالمية صباح مساء..
تنفطر القلوب أمام هذه المشاهد. مقاتلات النظام السوري ورسيا تقصف المنطقة بشدة فتحولها إلى خراب ويسقط مئات المدنيين قتلى، ومن بينهم أطفال، تحت القصف، ويُصاب الآلاف ويفر مئات الآلاف من إدلب والقرى المحيطة إلى الحدود التركية..
ارتفع عدد الفارين مع موجة الهجمات الروسية السورية الجديدة إلى 100 ألف خلال 10 أيام، ليصبح عدد النازحين مليون، آخر من وصل منهم لا يجد حتى خيمة يأوي إليها، يمذون أيامهم ولياليهم في العراء تحت وطأة البرد الجوع.
نعم كل ذلك يجري على مرأى ومسمع العالم، الذي يكتفي بالتفرج على هذه المأساة الإنسانية المريعة.
***
لو أن المشاعر الإنسانية هي المسيطرة لحدث أمران. الأول، وقف القصف فورًا، والثاني إيصال المساعدات الإنسانية لمئات آلاف النازحين الذين يعيشون ظروفًا عصيبة.
للأسف لا أحد يتحرك فيما يتعلق بهاتين القضيتين باستثناء تركيا. لم تتحول نداءات وجهود الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها إلى حملة دولية لنجدة النازحين.
يحمل النظام السوري وروسيا مجموعات راديكالبة مسؤولية الوضع المشتعل في إدلب، وتدعم موسكو النظام في مطالبته بتطهير المحافظة و السيطرة عليها، وهذا ما ينجم عنه حرب وقصف.
من الواضح للعيان المدى الذي أوصل هذا الموقف سوريا إليه، والآلام التي سببها لشعبها.الأكثر إيلامًا أنه لا توجد قوة توقف هذه المأساة.
***
لو أن الضمير البشري أثبت وجوده حقًّا لكان العالم مد يد العون إلى هذه المنطقة المنكوبة منذ مدة طويلة، لكن للأسف المساعدات ضئيلة.
وكان من الملفت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اشتكى في كلمة له خلال قمة كوالالمبور من عدم اهتمام العالم الإسلامي بمسألة إدلب.
نعم، ماذا تفعل البلدان العربية الغنية بالنفط؟ لماذا لا تؤسس صندوقًا لدعم اللاجئين السوريين؟ لماذا لا تفتح أبوابها أمامهم وتستضيفهم؟
نشتكي بشكل عام من عدم اكتراث الغرب في هذا الصدد. صحيح أن الاتحاد الأوروبي لم يسدد حتى الآن قسمًا من المليارات الستة التي تعهد بها لمساعدة اللاجئين، لكن ينبغي التساؤل: ما هو إسهام الجامعة العربية في مساعدة اللاجئين السوريين بتركيا؟
ليتها على الأقل لا تقف موقف المتفرج من مأساة إدلب..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس